في أحد أحياء جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، يعكف الشاب العشريني ديق موسى، على إنتاج زيت السمسم في معصرة تقليدية تعود إلى 200 سنة، يجرّها جمل، في محاولة منه للحفاظ على التراث الشعبي.
قبل 3 سنوات، استغل ديق صعوبة التنقل بين العاصمة وجنوب الصومال التي تنتشر فيها العصارات التقليدية، بسبب الحرب والحواجز الأمنية الصعبة، في إنشاء معصرة الإبل بالقرب من مقديشو، لتوفير زيت السمسم لمحبيه الذين يحرصون على استخدامه، ويدرّ دخلا ماديا عليه أيضا.
ويقول ديق، لـ"العربي الجديد"، إن عائلته تمتهن عصر زيت السمسم منذ زمن، وقد توارثها عنهم، لافتا إلى أن المهنة قد انحسرت بعض الشيء بعد غزو الصناعات الحديثة للمناطق الريفية، لكن مؤخرا ظهرت من جديد في المدن، بسبب قلة جودة المنتجات الحديثة واستخدام مواد حافظة فيها.
وبحسب ديق، فإن الجمل يدور معصوب العينين حتى لا يشعر بالدوران في محيط آلة خشبية، بداخلها عمود يعصر حبات السمسم عبر احتكاك الجزع المجوف، نتيجة دوران الجمل، مشيرا إلى أن الجمل يخضع لتدريب يستمر نحو شهر ونصف، حيث يكون السير لساعات على مسافة ثابتة ودائرية.
وتابع ديق: "في اليوم تنتج هذه المعصره نحو 40 لترا من زيت السمسم وأكثر، حسب الطلب". وإلى جانبه، يوجد 7 أفراد يتناوبون على العمل، والتأكد من استخراج الزيت، حيث يستقبلون يوميا زبائن جددا بسبب صحية الزيت المستخدم.
أما المواطن عثمان عبدالله، الذي جاء من قلب العاصمة لشراء زيت السمسم، فيشير إلى أنه اختار هذا الزيت لصحته، وهو أفضل الزيوت، حيث يستخدمه في تدليك الجسم لمعالجة آلام الظهر والعضلات، لافتا إلى أنه منذ فترة كان يطلبه من البادية، أما الآن فهو موجود في العاصمة.