عدوان الاحتلال يفاقم أهوال قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي

12 أكتوبر 2023
تحديات جمّة تعقّد أعمال شركات التكنولوجيا المتقدمة في دولة الاحتلال (فرانس برس)
+ الخط -

من المتوقع أن يؤدي العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين إلى عرقلة الانتعاش الهش في قطاع التكنولوجيا الأكثر أهمية في دولة الاحتلال، كما يقول المستثمرون والمحللون، لا سيما مع التباطؤ الاقتصادي العالمي والإصلاحات القضائية المثيرة للانقسام التي أجرتها الحكومة والتي أدت إلى انخفاض التمويل بشدة هذا العام.

وتعتمد دولة الاحتلال، وهي واحدة من أكثر اقتصادات العالم ابتكاراً في مجال التكنولوجيا الفائقة، على هذا القطاع في 14% من قوتها العاملة وما يقرب من خُمس ناتجها الاقتصادي الإجمالي.

ونقلت "رويترز" عن محللين قولهم إن هذا القطاع نجا من عقود من الاضطرابات، ومن المتوقع في نهاية المطاف أن يشهد عائداً على الاستثمار بمجرد انتهاء العدوان الوحشي وتعافي عملية جمع الأموال على مستوى العالم.

الرئيس التنفيذي لشركة "أور كراود" OurCrowd جون ميدفيد، وهي إحدى أكبر شركات رأس المال الاستثماري في دولة الاحتلال، قال إن "الاستثمارات الخارجية ستتباطأ خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، خاصة في حال استمرار الأعمال الحربية".

وأضاف أن "هذا ليس وقتاً سهلاً للحصول على الاستثمار"، مشيراً إلى عدد الرحلات الجوية الملغاة حتى الآن.

وقبل العدوان الإسرائيلي الحالي، انخفض الاستثمار في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة في دولة الاحتلال مع تباطؤ الاقتصاد العالمي، كما أدى انهيار "بنك وادي السليكون" SVB إلى إزالة مصدر تمويل رئيسي، فيما هددت الإصلاحات القضائية المقترحة أساس قانون الشركات وحقوق الملكية الفكرية.

ووفقاً لمركز الأبحاث "أي في سي" IVC و"لوميتيك"، شهدت شركات التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية انخفاضاً بنسبة 70% في جمع التبرعات في النصف الأول من العام، لكنها أضافت أن المعدل استقر عند انخفاض بنسبة 14% في الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني.

ورأت الرئيسة التنفيذي لشركة "لوميتيك" مايا آيزن زافرير في هذه الأرقام "العلامات الأولى على الاستقرار في حجم ونطاق جمع التبرعات، وهي بيانات تعيدنا إلى مستويات 2018-2019".

بالإجمال، جمعت الشركات الناشئة نحو 5 مليارات دولار حتى الآن في عام 2023، مقابل 16 مليار دولار العام الماضي، بالمقارنة مع رقم قياسي قدره 26 مليار دولار في عام 2021. وبلغت 10.4 مليارات دولار في عام 2019.

الرئيس التنفيذي لشركة Startup Nation Central آفي حسون، وهو أيضاً صاحب رأسمال استثماري، قال: "بالتأكيد، بينما نحن في خضم الحرب، من الصعب تصور حدوث صفقات كبيرة".

الافتقار إلى عامل الثقة

ومع ذلك، يتوقع حسون وآخرون أن ينتعش قطاع التكنولوجيا بنفس الطريقة التي حدث بها في الصراعات السابقة مع الفلسطينيين و"حزب الله" اللبناني.

وقال حسون: "لقد اكتسبت التكنولوجيا عندنا ثقة المستثمرين من حيث قدرتها على العمل أثناء الصراع والتعافي منه أيضاً. لذا، لا أرى أن المستثمرين يفقدون ثقتهم في الدولة بهذه السرعة".

من جهته، يعتقد ميدفيد أن إسرائيل ستبقى وجهة استثمار في مجال التكنولوجيا. وقال "تاريخياً، في كل مرة تخوض إسرائيل حرباً، يكون هناك جانب شراء على المدى الطويل".

ومع معاناة معظم أنحاء البلاد من الهجمات، تستخدم شركات التكنولوجيا مكاتبها لجمع الإمدادات للجنود، لأن العديد من جنود الاحتياط الذين استدعتهم إسرائيل والبالغ عددهم 300 ألف هم موظفون في مجال التكنولوجيا".

وأعلن صندوق رأس المال الاستثماري الأميركي "إنسايت بارتنرز" أنه سيخصص ما يصل إلى مليون دولار من التبرعات لقائمة معتمدة مسبقاً من المنظمات الخيرية في دولة الاحتلال، قائلاً إنها "فرصة مهمة للوقوف مع أصدقائنا وشركائنا".

كما جمعت "جيم سيكيورتي" Gem Security، وهي شركة ناشئة في مجال الأمن السحابي، تمويلاً بقيمة 23 مليون دولار من مستثمرين أميركيين، ولديها 30 موظفاً منقسمين بين فلسطين المحتلة ونيويورك. وكانت تعمل على توسيع الفريق عندما اندلعت الحرب الحالية، واضطر بعض الموظفين داخل إسرائيل إلى الالتحاق بالخدمة الاحتياطية.

المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "جيم" Gem آري زيلبرشتاين قال: "ما يحدث، من وجهة نظري، لن يغير شيئاً في خططنا للبقاء هنا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا".

ويقدر نائب رئيس النمو في شركة "إم دي اي هيلث" MDI Health الناشئة أرييل إفيرجان أن حوالي خُمس موظفيها الأربعين في تل أبيب، قد تم وضعهم في الخدمة الاحتياطية. أما البقية فيعملون الآن عن بعد.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون