قال تقرير بنشرة "أويل برايس" إن ارتفاع أسعارالنفط والغاز إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، يدفع الشركات العالمية إلى نقل عبء كلف الإنتاج إلى المستهلك النهائي، مشيرا إلى أن ذلك يرفع من كلف المعيشة وعلى رأسها المواد الغذائية.
وأشار التقرير الذي كتبته محللة الطاقة فيليسي لنشرة "أويل برايس" براد ستوك، إلى أن ارتفاع أسعار الوقود وتداعياته على أسعار النقل تواصل تأثيرها السالب على أسعار السلع الاستهلاكية.
ووفق التقرير، فإن سعر البنزين بقياس المتوسط العالمي تضاعف خلال العشرين عاماً الماضية، من 0.60 دولار للتر في عام 2001 إلى 1.20 دولار للتر اليوم.
يرى خبراء أن سائقي السيارات في أوروبا وآسيا يمكن أن يتوقعوا ارتفاع تكاليف البنزين والديزل في الشتاء، خاصة مع بقاء سعر النفط قرب 85 دولاراً للبرميل
وكانت الزيادة في الطلب العالمي على الاستهلاك مع انفتاح الاقتصادات مجدداً بعد أكثر من عام من القيود، إضافة إلى نقص الإمدادات في معظم أنحاء العالم، رفعت أسعار السلع إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ويبدو أن هذا الاتجاه لم ينته بعد، حيث يرى الخبراء أن سائقي السيارات في جميع أنحاء أوروبا وآسيا يمكن أن يتوقعوا ارتفاع تكاليف البنزين والديزل في أشهر الشتاء، خاصة مع بقاء الخام القياسي العالمي "برنت" قرب سعر 85 دولاراً للبرميل.
وفي دول جنوب آسيا المستوردة للنفط، تقول كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة "كير ريتنغس" للأبحاث في الهند، كافيتا تشاكو، لـ "أويل برايس" إن تكلفة الوقود المرتفعة باتت تشكل خطراً على التعافي الاقتصادي بالبلاد.
وأدى الارتفاع في تكاليف النقل بالفعل إلى نمو التكاليف في القطاعات المختلفة، وقد يثبط الإنفاق الاستهلاكي.
وفي ظل العولمة التي تعني ارتباط الأسواق العالمية ببعضها، بات ارتفاع أسعار سلعة ما في بلد منتج يؤثر بشكل مباشر على دول العالم الأخرى.
فالسلع الاستهلاكية تشحن من جميع أنحاء العالم، ومع تضخم أسعار الأسمدة، تواجه سلسلة التوريد الغذائي صعوبة في الحفاظ على أسعار مستقرة.
من جهته، قال كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، عبد الرضا عباسيان لوكالة "بلومبيرغ"، إن هذا المزيج من العوامل "يثير القلق للغاية"، مضيفاً: "لا أعتقد أن أي شخص قبل شهرين أو ثلاثة كان يتوقع أن ترتفع أسعار الطاقة إلى هذا الحد".
أدى الارتفاع في تكاليف النقل بالفعل إلى نمو التكاليف في القطاعات المختلفة، وقد يثبط الإنفاق الاستهلاكي
إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، الإثنين، بفعل توقعات تراجع الطلب على الخام في السوق الصينية، المصنفة كأكبر مستورد للنفط في العالم.
وكانت الصين قد أعلنت أنها ستضخ إلى السوق المحلية كميات من احتياطات النفط ومشتقاته، في خطوة تهدف إلى كبح جماح زيادات حادة تشهدها أسعار الطاقة في البلاد.
ومن شأن هذه الخطوة أن تخفض الطلب الصيني على النفط العالمي خلال الفترة القصيرة المقبلة، إذ تستورد بكين بالمتوسط 10 ملايين برميل نفط يومياً، تشكل هذه الكمية قرابة 10 بالمائة من الطلب العالمي على الخام.
كذلك، تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر/كانون الأول، بنسبة 0.59 بالمائة أو 49 سنتا إلى 83.11 دولارا للبرميل.