تكبّد مزارعو البيوت البلاستيكية في الساحل السوري غربي البلاد خلال اليومين الماضيين خسائر مالية فادحة بسبب عاصفة قوية ضربت المنطقة مصحوبة بأمطار غزيرة في كارثة باتت تتكرر خلال الأعوام الأخيرة.
وأعلن رئيس دائرة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية في زراعة طرطوس غربي سورية حيدر شاهين، أن عدد البيوت المحمية التي تضررت في نهاية الأسبوع بلغ 220، أضرار بعضها وصلت إلى 100%، ودعا المتضررين إلى ضرورة التأمين على بيوتهم للحصول على تعويضات عن أضرارهم.
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية مقربة من النظام السوري أن العاصفة البحرية في صباح السبت ضربت قرية القلوع - الدروك. وتشير التقديرات الأولية إلى تضرر 70 بيتاً بلاستيكياً في طرطوس مزروعة بالبندورة والكوسا والخيار.
وتتعرض المنطقة منذ مساء الجمعة لمنخفض جوي ورياح تجاوزت سرعتها (100كم/ساعة) بحسب ما أعلن مكتب الإعلام الزراعي في سورية.
العام الفائت أيضاً سجلت العواصف خسائر فادحة في زراعات البيوت البلاستيكية في الساحل السوري، ووفقاً لإحصاءات وزارة الزراعة بلغ عدد البيوت البلاستيكية المدمرة بسبب العواصف 950 بيتاً، وبلغت قيمة التعويضات 230 مليون ليرة لكل من محافظتي طرطوس واللاذقية.
وحول أسباب تكرار الخسائر المادية في الزراعات البلاستيكية بالساحل السوري أوضح المهندس الزراعي خالد عبد العال، المقيم في المنطقة لـ"العربي الجديد"، أن تجهيزات البيوت البلاستيكية من ناحية النايلون والحديد غير مناسبة لمقاومة سرعة الرياح في مثل هذه الأوقات من العام لكن المزارعين يزرعون بنوع من المغامرة لأن الخيارات أمامهم محدودة، إذ لا مورد رزق بديلا أمامهم.
واعتبر عبد العال أن "ما يحصل هو هدر للوقت والمال كل عام لأن النتيجة تكون واحدة في حين يطمع بعض المزارعين بالتعويضات الحكومية التي تقدمها حكومة النظام".
كما لفت في الوقت ذاته إلى أن الرياح ليست المشكلة الوحيدة فما ينجو من البيوت البلاستيكية من الرياح سيتأثر بالصقيع بسبب عدم توفر كميات المحروقات اللازمة للتدفئة.
وتعتبر منطقة الساحل السوري المصدر الرئيس لزراعة الخضراوات الشتوية بفعل طقسها الدافئ، وتنتشر آلاف البيوت البلاستيكية في اللاذقية وحتى طرطوس.
من جانب آخر، قال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف الجبلاوي، لـ "العربي الجديد"، إن هناك مخاوف من خسائر أكبر في ظل توقعات جوية بأن تزداد سرعة الرياح والعواصف خلال اليومين الماضيين.
وأوضح أن البيوت البلاستيكية تشكل مصدر رزق لآلاف المزارعين في منطقة الساحل، فيما أرجع سبب تكرار الخسائر إلى عدم قدرة المزارعين على تجديد الغطاء البلاستيكي كل عام وصيانة البيوت بسبب ارتفاع التكاليف بشكل كبير وضعف الدعم المقدم لهم من قبل وزارة الزراعة التابعة للنظام.
وختم بالقول إنه "لا يمكن إلقاء اللوم على الفلاح فالأوضاع المادية التي يعيشها الآلاف منهم تمنعهم من شراء المستلزمات الأساسية، بينما يصرفون آلاف الليرات على شراء الأسمدة وأجور العمال والشتل ويأملون بموسم يحققون به الأرباح".