طرح خطة تريليونية لإعادة إعمار أوكرانيا تشبه "مارشال" الأوروبية

11 مايو 2022
أوقفت أوكرانيا الأربعاء تدفق الغاز الطبيعي الروسي عبر أحد المحاور (Getty)
+ الخط -

على غرار خطة "مارشال" التي أعادت إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، أيّد مسؤول أوروبي كبير خطة تبلغ قيمتها تريليونات اليوروهات لإعادة بناء أوكرانيا، معتبراً أنها يجب أن تكون خطة إنقاذ عالمية.

وقال فيرنر هوير رئيس بنك الاستثمار الأوروبي إنه يجب عدم ترك أوروبا تدفع وحدها الفاتورة الضخمة التي توقع أن تصل إلى التريليونات.

وبموجب مخطط الولايات المتحدة لما بعد الحرب العالمية الثانية المعروف باسم خطة مارشال منحت الولايات المتحدة أوروبا ما يعادل في الوقت الحاضر حوالي 200 مليار دولار على مدى أربع سنوات من المساعدة الاقتصادية والتقنية.

وتشير تقديرات البنك المركزي الأوكراني إلى أن ثلث الشركات الأوكرانية توقفت تماماً عن الإنتاج في الوقت الحالي، بينما تقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من ستة ملايين شخص، أو ما يعادل حوالي 13% من السكان، قد فروا بالفعل.

ويقدر باحثون من مركز أبحاث السياسة الاقتصادية (إيكونوميك بوليسي ريسيرش)، وهو شبكة من الاقتصاديين، أن تتراوح تكلفة إعادة تأهيل أوكرانيا من 500 إلى 600 مليار يورو (528-633 مليار دولار)، أي أكثر من 3 أضعاف ناتجها الاقتصادي السنوي قبل الحرب. (الدولار = 0.9472 يورو).

انفتاح ألماني على مصادرة أصول روسية لإعمار أوكرانيا

في السياق، أبدى وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر الأربعاء، "انفتاحه" لمناقشة مصادرة أصول للمصرف المركزي الروسي الخاضع لعقوبات للمساعدة في تغطية نفقات إعادة الإعمار في أوكرانيا.

وجمّدت دول غربية حليفة لأوكرانيا أموالا طائلة للمصرف المركزي الروسي بالعملات الأجنبية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. كما وضعت اليد على يخوت وقصور وتحف فنية يملكها أثرياء روس من أصحاب النفوذ.

مذّاك، تزايدت الدعوات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاستخدام عائدات وضع اليد على هذه الأصول لإعادة بناء أوكرانيا.

وقال ليندنر في مؤتمر صحافي في برلين "أنا منفتح على نقاش حول مسألة مصادرة أصول للمصرف المركزي الروسي"، مشيرا إلى أنه يعتبر أن هذه الخطوة واردة سياسيا. لكنه اوضح أن الاستيلاء على أصول خاصة مملوكة لأفراد روس أو لشركات سيكون أكثر تعقيدا لاعتبارات قانونية عدة.

دعوة لتأمين شحنات الحبوب الأوكرانية

هذا وقال رئيس الوزراء السويدي السابق، كارل بيلت، إنه ينبغي على مجلس الأمن الدولي تبني قرار يحمي شحنات الحبوب من أوكرانيا وسط الغزو الروسي.

وكان بيلت يتحدث إلى قناة "تي في إن 24" البولندية خلال مؤتمر "إمباكت 22″ حول الطاقة وآفاق التكنولوجيا، في بوزنان، غرب بولندا. وتساءل: "هل تجرؤ روسيا على وقف شحنات الحبوب” تحت حماية الأمم المتحدة؟"، مشدداً على أن مبادرة حماية الشحنات تستحق المناقشة، حسبما نقلت أوشييتد برس.

أول انحسار للغاز الروسي باتجاه أوروبا.. وألمانيا أكبر المتضررين

وللمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط الماضي، انخفض حجم الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا إلى أوروبا اليوم الأربعاء، بعد توقف خط أنابيب غاز أدى إلى انخفاض كمية الغاز الواصل إلى ألمانيا بنسبة 25%.

الوكالة الحكومية الألمانية المسؤولة عن الطاقة قالت إنه نظراً لانخفاض العبور انخفضت كمية الغاز التي يتم تسليمها إلى ألمانيا عبر أوكرانيا بنسبة 25% مقارنة بيوم الثلاثاء، إلا أن الإمدادات إلى ألمانيا بالمجمل مضمونة، إذ "تعوّض زيادة الإمدادات من النرويج وهولندا الكميات المتأثّرة"، وفقاً لما أوردت "فرانس برس".

وأكدت الهيئة الأوكرانية المشغّلة لأنابيب الغاز في بيان أن مجموعة "غازبروم" الروسية قطعت الغاز عن فرع أوكراني من خط أنابيب الغاز بعد أن صرحت الهيئة الأوكرانية الثلاثاء بأن وجود قوات روسية قرب بنى تحتية في سوخرانيفكا ونوفوبسكوف في منطقة لوغانسك لا يسمح بتأمين التدفق المعتاد للغاز نحو أوروبا ويتطلب ذلك تحويله إلى نقطة عبور ثانية في سودجا.

واستنكرت "عمليات سحب غير نظامية" لـ "الغاز المخصص للعبور" لإرساله، بحسب كييف، إلى الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، دون أن تعطي أرقاماً، فيما تطلب شركة التشغيل الأوكرانية توجيه الغاز الروسي إلى نقطة عبور أخرى، في سودجا، الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها كييف.

من جانبها، نفت "غازبروم" وجود أي "قوة قاهرة" لوقف الغاز، مؤكدة أن من المستحيل تحويل مسار هذه الكميات من الغاز لأسباب تقنية. وأكدت لوكالة أنباء تاس الروسية أن كميات الغاز ستتدنى إلى 72 مليون متر مكعّب الثلاثاء، لكنها أشارت إلى أنه تمّ تسليم 95.8 ملايين متر مكعّب في اليوم السابق.

بحسب الأرقام التي نشرتها الهيئة الأوكرانية صباح الأربعاء تراجعت الكميات التي تعبر في سوخرانيفكا إلى الصفر، ويُتوقع أن ترتفع تلك التي تعبر في سودجا لكنّها ليست كافية لتعويض الانخفاض.

وتعتمد ألمانيا إلى حد كبير على روسيا لتوفير إمداداتها من الغاز، إذ كانت الإمدادات الروسية تشكّل 55% من وارداتها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. وتشكل أوكرانيا مسار عبور مهمّاً للغاز الروسي الذي تستهلكه أوروبا. وكانت كلّ من موسكو وكييف قد أبقتا على هذا التدفّق رغم الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير.

وأوردت "أسوشييتد برس" أن أوكرانيا أوقفت تدفق الغاز الطبيعي الروسي عبر أحد المحاور التي تغذي المنازل والصناعات في أوروبا الغربية، في حين قال مسؤول نصبه الكرملين في المنطقة الجنوبية الي استولت عليها القوات الروسية إن المنطقة سوف تطلب من موسكو ضمها.

ومن المحتمل أن يكون التأثير الفوري للقطع محدوداً حيث يمكن توجيه الكثير من الغاز عبر خط أنابيب آخر، حسبما قال محلل شؤون الغاز في شركة "ريستاد إنرجي"، زونغ تشيانغ لو.

يسلط القطع الضوء على الخطر الأوسع لإمدادات الغاز في الحرب ويحمل أهمية رمزية كأول مرة تعطل أوكرانيا التدفق نحو الغرب.

روسيا ترد بعقوبات على شركات طاقة غربية

وقد فرضت روسيا الأربعاء عقوبات على أكثر من 30 شركة للطاقة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسنغافورة رداً على العقوبات الغربية عليها بعد غزوها أوكرانيا، وفق مرسوم صدر الأربعاء.

وتضم قائمة العقوبات الروسية 31 شركة ينتمي معظمها إلى مجموعة "غازبروم ألمانيا" التابعة لعملاق الطاقة الروسي غازبروم. وطاولت العقوبات أيضاً شركة "يوروبول غاز" البولندية المالكة للقسم البولندي من خط أنابيب الغاز يامال-أوروبا.

وتشمل العقوبات حظر دخول سفن مرتبطة بهذه الشركات الموانئ الروسية إضافة الى منع أي تعامل معها. وراوحت العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة على موسكو بين تجميد الأصول وحظر تصدير منتجات استراتيجية مثل أشباه الموصلات إضافة إلى عقوبات مالية.

المساهمون