ضغوط على الشركات والطلاب والجامعات الأميركية: ممنوع انتقاد إسرائيل

16 أكتوبر 2023
مظاهرات داعمة لفلسطين أمام البيت الأبيض (العربي الجديد)
+ الخط -

في الوقت الذي لا تتوقف فيه القذائف عن السقوط على قطاع غزة المحاصر، تمتد الهجمات الإسرائيلية للشركات والجامعات الأميركية التي تحاول اتخاذ موقف محايد تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي فاجأت بها المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال، وكبدتها خسائر فادحة.

واليوم الاثنين، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المانحين الأثرياء بأميركا يسعون لمعاقبة الجامعات المتخاذلة في مواجهة ما يعتبرونه "معاداة السامية"، مشيرة إلى تهديد المسؤولين التنفيذيين في العديد من شركات التكنولوجيا، الذين هددوا بالانسحاب من "قمة الويب Web Summit"، وهو مؤتمر أوروبي كبير من المقرر عقده الشهر المقبل، بسبب تعليقات الرئيس التنفيذي للمؤتمر، التي أشارت إلى ارتكاب إسرائيل جرائم حرب.

واستهدف بعض رواد الأعمال أيضاً قمة الويب، بعد أن نشر مؤسسها، بادي كوسغريف، على موقع X يوم الجمعة، منشوراً قال فيه: "جرائم الحرب هي جرائم حرب، حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم إظهارها على حقيقتها".

وأثارت التعليقات توبيخًا من شخصيات تقنية بارزة، حيث أكد آدم سينغولدا، الرئيس التنفيذي الإسرائيلي المولد لشركة الإعلانات "تبولة"، وديفيد ماركوس، المدير التنفيذي السابق لشركتي "ميتا" و"باي بال"، أنهما لن يشاركا في "قمة الويب" مرة أخرى. وأشارت بعض المصادر إلى أن عددًا أكبر من الأشخاص المقرر حضورهم يفكرون في الانسحاب.

وجاء في منشور كوسغريف على منصة X أيضاً أن "ما فعلته حماس أمر شائن ومثير للاشمئزاز"، لكنه أضاف أنه في حين أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، إلا أنها، كما ذكرت من قبل، ليس لها الحق في انتهاك القانون الدولي". وقال في بيان اليوم: "أريد أن أكرر إدانتي للهجوم الذي نفذته حماس في إسرائيل الأسبوع الماضي"، مضيفًا: "لقد دمرني فقدان الأرواح في إسرائيل وغزة، وآمل في السلام والمصالحة".

وعلى نحو متصل، قالت عائلة هانتسمان، التي لها تمثيل عريض في عدة شركات كبرى بأميركا، إنها ستتوقف عن التبرع لجامعة بنسلفانيا، منضمةً إلى دعوة مارك روان، الرئيس التنفيذي لشركة "أبولو غلوبال مانجمنت" ورئيس مجلس مستشاري كلية "وارتون"، الذي أعلن حجب دعمه عمن وصفهم بـ"المترددين في إدانة التصريحات المعادية لإسرائيل وللسامية".

وكتب جون هانتسمان جونيور إلى ليز ماجيل، رئيسة جامعة بنسلفانيا، أن ما وصفه بـ"صمت الجامعة المبدئي" بشأن هذه القضية هو "مستوى متدنٍ جديد". وتجدر الإشارة إلى أن ماجيل أدانت أمس بقوة هجمات المقاومة الفلسطينية ووصفتها بأنها "هجوم إرهابي"، وهي اللغة التي لم يتم استخدامها في البيان الأول الذي أعقب بدء عملية "طوفان الأقصى".

وانضم كين غريفين، الرئيس التنفيذي لمجموعة "سيتادل" للاستثمار، إلى الدعوات المطالبة بمحاسبة طلاب جامعة هارفارد الذين شاركوا في التوقيع على رسائل مؤيدة للفلسطينيين بعد الهجمات. وقال الملياردير، الذي تبرع بأكثر من 300 مليون دولار للجامعة، إنه ضغط على مسؤول جامعي كبير للتنديد بأولئك الذين وقعوا على رسالة تلوم إسرائيل بعد وقت قصير من الهجمات.

وأضاف أن صندوق التحوط التابع له لن يوظف أبدًا قادة الطلاب الذين وقعت مجموعاتهم على الرسالة، واصفًا مثل هذه الخطوة بأنها "لا تغتفر"، ومرددًا تصريحات منافسه بيل أكمان، الذي سار قبله على نفس الدرب.

وكان بيل أكمان، الملياردير المعروف ومدير صندوق التحوط، قد دعا جامعة هارفارد إلى الكشف عن أسماء الطلاب الذين وقعوا على خطاب يلوم إسرائيل على هجمات المقاومة الفلسطينية، حتى يتمكن الرؤساء التنفيذيون من تجنب توظيفهم في شركاتهم.

ورد آلي ريسنيك، الرئيس التنفيذي لشركة "بيلونغ الناشئة لتأجير المساكن"، على تدوينة أكمان على X قائلًا "شارك القائمة، من فضلك. سنبقى بعيدًا"، فيما قال المستثمر التكنولوجي ورجل الأعمال مارتن فارسافسكي لموقع "إنسايدر" إنه يعتقد أن أكمان "كان على حق".

أيضاً، دعا ستيفن دافيدوف سولومون، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا - بيركلي، المزيد من شركات المحاماة إلى عدم توظيف طلابه من منتقدي دولة الاحتلال، الذين وصفهم بأنهم "يدعون إلى الكراهية ويمارسون التمييز".

ولكن نيل بيرجر، رئيس شركة "إيجلز فيو كابيتال مانجمنت"، قال لصحيفة "التايمز"، تعليقاً على الدعوات السابقة: "عليك أن تفكر فيما إذا كان الأشخاص الذين يوقعون هذه الالتماسات يبلغون من العمر 18 عامًا وسريعي التأثر، ولا يعرفون ما الذي يتحدثون عنه".

المساهمون