صندوق النقد واغتيال هنية يوجهان ضربة قاسية للجنيه المصري

01 اغسطس 2024
يخشى خبراء مال أن يواصل الجنيه مسيرة هبوط جديدة (فاضل داود/Getty)
+ الخط -

تلقى الجنيه المصري ضربة قاسية أمس أفضت إلى تراجعه أمام الدولار والعملات الصعبة، إذ يخشى خبراء مال أن يواصل الجنيه مسيرة هبوط جديدة ومتزايدة خلال الأيام المقبلة.

قال الخبراء، الذين فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، لـ"العربي الجديد"، إن تصريحات رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر إيفانا فلادكوفا هولار، التي أطلقتها عقب موافقة المجلس التنفيذي للصندوق، حول مرونة سعر الصرف، بمناسبة حصول مصر على 820 مليون دولار، وإقرار المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، أدت إلى نشر صورة سلبية عن الاقتصاد المصري، وتسببت في اهتزاز قيمة الجنيه، بما يعرضه لمزيد من التراجع في الفترة المقبلة.

وأكدوا أن التصريحات السلبية عن دعوة الصندوق الحكومة إلى خفض الدعم الموجه للمحروقات والكهرباء والسلع الأساسية، وإصرارهم على أن سعر الصرف لم يصل بالجنيه إلى مرحلة التوازن، بما يتطلب مرونة كاملة لسعر الصرف، أثرت بشدة على قرار البنك المركزي في جلسة افتتاح التعاملات أمس، بما أدى إلى خفض الجنيه مقابل الدولار والعملات الرئيسية.

قال صندوق النقد في بيان نشره على موقعه مساء الاثنين الماضي، بتوقيت واشنطن، إن "نظام سعر الصرف المرن يظل هو حجز الزاوية في برنامج الحكومة"، مؤكداً أن الحفاظ على نظام مرن وحر لسعر الصرف أمر ضروري لتجنب تكرار الاختلالات الخارجية".

وأوضح الخبراء أن تصريحات مسؤولة صندوق النقد، وتزامنها مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، وتصاعد حالة الحرب بالمنطقة، فاقمت عمليات تراجع الجنيه، وزادت أسعار الذهب والغاز والنفط في الأسواق.

 

ارتفاع سعر الجنيه المصري

بلغ سعر الدولار بالبنك المركزي 48.33 جنيهاً للشراء، بارتفاع ثمانية قروش، و48.48 للبيع، بزيادة 17 قرشاً عن أسعار إغلاق التداول على شاشات البنك مساء الثلاثاء. تنافست البنوك الرسمية العامة والخاصة على رفع سعر الدولار مقابل الجنيه، حيث عرضت شراء الدولار عند 48.42 جنيهاً و48.52 جنيهاً للبيع بزيادة تبلغ 20 قرشاً عن منتصف الأسبوع الجاري.

ارتفع سعر الدولار في السوق الموازية عن الأسعار الرسمية إلى 48.41 جنيهاً للشراء و49.26 جنيهاً للبيع، بينما بلغ 48.23 في سوق الذهب، متأثراً بتراجع الطلب على شراء الذهب بنسبة 15%، على مدار الشهر الماضي، رغم بلوغه مستويات تاريخية جديدة أمس، حيث وصل سعر الأونصة إلى 2466 دولاراً على شاشات البورصات العالمية، بارتفاع بلغ 0.58%، متأثراً بانتظار قرار الفيدرالي الأميركي، حول سعر الفائدة على الدولار، بالتوازي مع التوترات الجيو سياسية المتوقعة في المنطقة، جراء عملية اغتيال هنية.

أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" لجوء إسرائيل لتخفيض كميات الغاز المتجهة إلى مصر منذ أيام من مستوى مليون قدم مكعب يومياً إلى 800 ألف قدم، بهدف توجيه جزء من الوقود المتجه إلى مصر لجعله مخزوناً احتياطياً استراتيجياً تحسباً لاندلاع حرب واسعة في المنطقة، جراء تصاعد الأحداث فيها، والتي زادت احتمالاتها إثر تنفيذ إسرائيل عملية اغتيال هنية في قلب طهران.

تحاول وزارة البترول تعويض العجز الناتج عن إمدادات الغاز الإسرائيلي، عبر الدفع بكميات وقود إضافية من سفن الشحن التي تعاقدت على شرائها مطلع يوليو/ تموز الماضي، بإجمالي 21 شحنة، من السوق الدولية، لضمان عدم توقف محطات توليد الكهرباء الحرارية، في وقت تستعد فيه الحكومة لرفع أسعار بيع الكهرباء للجمهور.
ولقد وفّرت الحكومة نحو 1.18 مليار دولار من الموازنة الحالية 2024/ 2025 لشراء شحنات الغاز، و300 ألف طن مازوت تصل على مراحل زمنية حتى نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، وتسعى إلى تدبير مليار دولار إضافية لتعويض العجز في واردات الغاز من الآبار المصرية.

ووافق صندوق النقد الدولي على صرف الشريحة الثالثة من التسهيل المقدم لمصر، مساء الاثنين الماضي، بعد إلزامه الحكومة رفع أسعار المحروقات والكهرباء، والتوجه نحو خفض الدعم عن السلع الأساسية، والتحول إلى الدعم العيني، وتنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، لتوظيف جزء من عوائده في بناء الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي، وتخفيض الديون ومواجهة الصدمات الطارئة.

المساهمون