استمع إلى الملخص
- تواجه أوكرانيا أزمة طاقة متوقعة في الشتاء مع تحذيرات من هجمات روسية محتملة، مما دفع النرويج لتقديم 250 مليون يورو لدعم الطاقة الأوكرانية.
- أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن تقديم 425 مليون دولار إضافية كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، مؤكدًا على أهمية استمرار الدعم الأميركي.
أفرج صندوق النقد الدولي عن 1.1 مليار دولار إضافية لدعم أوكرانيا بعد موافقة مجلسه التنفيذي على الاتفاق المتعلق بالمراجعة الخامسة لبرنامج المساعدات الحالي. وبذلك يصل المبلغ الذي صُرف لأوكرانيا إلى 8.7 مليارات دولار من أصل 15.6 مليار دولار منصوص عليها في البرنامج. وهذا البرنامج جزء من خطة مساعدات دولية كبيرة يبلغ مجموعها 122 مليار دولار، وافقت عليها في آذار/مارس 2023 كل الدول التي دعمت أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في بيان: "إن أداء الحكومة الأوكرانية والتزامها في إطار البرنامج لا يزالان قويين، وقد استُوفِيَت كل معايير الأداء، ويبدو أن معايير أيلول/سبتمبر تسير على المسار الصحيح". لكنها أضافت الجمعة، أنه بالنظر إلى تأثير الحرب الدائرة عقب الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022 "يُرجّح أن يتباطأ الانتعاش الاقتصادي بسبب تأثير الهجمات في البنية التحتية للطاقة"، مشيرة إلى أن "الخطر على التوقعات يبقى مرتفعاً".
ومن بين الإجراءات التي اتُّخذت في الآونة الأخيرة، أعلنت الحكومة الأوكرانية في نهاية تموز/يوليو أنها توصلت إلى اتفاق لإعادة هيكلة جزئية لديونها الخارجية بقيمة 20 مليار دولار. ووصف صندوق النقد الدولي الاتفاق بأنه "خطوة مهمة في الاستراتيجية العامة للسلطات من أجل استعادة القدرة على تحمّل الديون".
وفي يونيو/حزيران الماضي، قال صندوق النقد الدولي إن مجلسه التنفيذي وافق على صرف 2.2 مليار دولار لأوكرانيا لدعم موازنتها بعد إكمال الصندوق مراجعة رابعة لبرنامج قرض قيمته 15.6 مليار دولا. وذكر الصندوق في بيان أن أداء أوكرانيا في برنامج التسهيل المالي الممتد يظل قوياً على الرغم من الظروف غير المواتية، وأنه تم تحقيق الأهداف الكمية، وأن المعايير القياسية الهيكلية نُفذت في موعدها أو بوجود تأخير وجيز.
أوكرانيا تواجه أزمة طاقة في الشتاء
وحذّر سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أولكسندر ليتفينينكو، الثلاثاء الماضي، من هجمات روسية واسعة النطاق على البنية التحتية للطاقة خلال أشهر الخريف والشتاء. وقال ليتفينينكو: "مع بداية موسم التدفئة، يمكننا أن نتوقع ضربات روسية مكثفة على قطاع الطاقة". ومعلوم أن "موسم التدفئة" في أوكرانيا يبدأ عادة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، ويستمر حتى إبريل/نيسان، وفي هذه الفترة، تنخفض درجات الحرارة في معظم مناطق أوكرانيا، ما يستلزم تشغيل التدفئة في المنازل والمدارس والمشافي والمصانع والمؤسسات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، الأسبوع الماضي، إن العجز في الطاقة الكهربائية في أوكرانيا في فصل الشتاء قد يصل إلى ستة غيغاواط، وهو ما يعادل ثلث ذروة الطلب المتوقع. ويوم الثلاثاء الماضي، ناقش وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، في اجتماع في لوكسمبورغ، الطرق العملية لمساعدة أوكرانيا خلال فصل الشتاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إن روسيا ضربت "ما يعادل طاقة دول البلطيق الثلاث مجتمعة (إستونيا، لاتفيا، وليتوانيا)"، وإن الهدف المطروح استعادة حوالى 15% من احتياجات أوكرانيا.
وأعلن وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي خلال زيارته لكييف الخميس، أن النرويج ستقدم 250 مليون يورو مساعدات لدعم الطاقة الأوكرانية، بينما حثّ الرئيس الأميركي جو بايدن الغرب أمس الجمعة، على مواصلة دعمه لأوكرانيا ضد الغزو الروسي، في الوقت الذي تواجه فيه كييف شتاءً بارداً، وتثير انتخابات الرئاسة الوشيكة في الولايات المتحدة مخاوف بشأن مدى قوة إصرار واشنطن. وشدد بايدن خلال زيارته لألمانيا في بيان على أنه "مع مواجهة أوكرانيا شتاءً صعباً، لا بد أن نحافظ على إصرارنا". وأضاف: "أعلم أن التكلفة باهظة، لكن لا تخطئوا، فيمكن تحملها مقارنة بتكلفة العيش في عالم ينتشر فيه العدوان، حيث تهاجم الدول الكبيرة الدول الأصغر وتتوحش عليها لأنها بكل بساطة تستطيع ذلك".
وأعلن بايدن الأربعاء الماضي تقديم 425 مليون دولار إضافية مساعدات عسكرية لأوكرانيا، تشمل تعزيز قدرات الدفاع الجوي، والمركبات المدرعة، والذخيرة. ويخطط بايدن لعقد اجتماع افتراضي في نوفمبر/تشرين الثاني لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا على مستوى القادة، حيث من المتوقع أن ينسق رؤساء الدول والحكومات مع شركاء دوليين. وكان من المقرر عقد هذا الاجتماع في 12 أكتوبر/تشرين الأول في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية، لكن بايدن اضطر إلى إلغائه بسبب إعصار ميلتون.
وتُعد الولايات المتحدة أكبر داعم لأوكرانيا. فمنذ بداية حرب روسيا واسعة النطاق ضد جارتها في فبراير/شباط 2022، قدمت إدارة بايدن مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات إلى كييف، إلى جانب مساعدات مالية غير عسكرية.
(فرانس برس، العربي الجديد)