قالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن صندوق أبوظبي السيادي (مبادلة) يدرس شراء نشاط "إن.إم.سي هيلث" الأساسي في المستشفيات، ليزيد عدد المهتمين بالمجموعة التي تمر بمتاعب واحدا إضافيا.
وأضافت المصادر أن "مبادلة"، الذي يدير أصولا بأكثر من 230 مليار دولار، أحد المستثمرين والشركات التي تتطلع إلى "إن.إم.سي"، وقال مصدر مقرب من "مبادلة": "نقيّم بانتظام الفرص التي من المحتمل أن تناسب محفظتنا".
كانت "رويترز" قد أوردت في وقت سابق من هذا الشهر، أن المهتمين الآخرين من بينهم الشركة القابضة "إيه.دي.كيو" المملوكة لحكومة أبوظبي و"سي.في.سي"، أكبر شركة استثمار مباشر في أوروبا.
وقالت مصادر للوكالة ذاتها إن البيع المحتمل هو ممارسة لاستكشاف السعر لتحديد ما إذا كان نشاط "إن.إم.سي"، التي يملكها الملياردير الهندي الهارب "بي آر شيتي"، سيحقق القيمة التي يسعى إليها دائنوها، أو ما إذا كان يتعين على الشركة الإبقاء على الأصول وإتمام إعادة الهيكلة والبيع عندما تحقق الأصول القيمة التي يريدونها.
وتدرس الشركة، التي تخضع حاليا للوصاية الإدارية، احتمالات بيع نشاطها في الرعاية الصحية بالإمارات وسلطنة عمان، وهو ما سبق أن قالت المصادر إنه قد يدر ما يقرب من مليار دولار. ووافقت الشركة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على بيع وحدتها "يوجين" للإخصاب في المختبرات إلى "فريزنيوس هليوس" الأوروبية مقابل قيمة مشروع إجمالية بنحو 525 مليون دولار، ومن المتوقع إتمام العملية بحلول نهاية النصف الأول من 2021، وقالت الشركة إن الصفقة ستزيد وضع سيولة إن.إم.سي دعما.
كانت السيولة المتاحة لدي إن.إم.سي 78.9 مليون دولار حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى جانب تسهيلات ائتمانية لم يجر سحبها بعد بقيمة 167.3 مليون دولار في إطار تسهيل التمويل الإداري لها.
وقالت "إن.إم.سي" إنه بالرغم من الأوضاع الصعبة الناجمة عن كوفيد-19، بلغ إجمالي الإيرادات الأعمال في الإمارات وسلطنة عمان 1.12 مليار دولار بزيادة 11 بالمئة عن خطة العمل، في حين حققت أرباحا قبل الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بلغت 87.6 مليون دولار، وهو ما يفوق أيضا خطتها بفارق كبير.
بدأت مشاكل "إن.إم.سي"، وهي كبرى مقدمي خدمات الرعاية الصحية بالقطاع الخاص في الإمارات، العام الماضي، بعد الكشف عن ديون مخفية بأكثر من 4 مليارات دولار، وهو ما نجمت عنه خسائر فادحة للكثير من البنوك داخل الإمارات وخارجها.
واستقال شيتي من منصب رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي، ومن عضويته في مجلس الإدارة في فبراير/ شباط 2020، وقال في إبريل/ نيسان الماضي، إنه سيجري تحقيقات خاصة به بشأن القروض التي يتم إدراجها في ميزانيات الشركة.
ولا يعمل الملياردير الهندي في مجال الرعاية الصحية والإمدادات الغذائية والطبية فحسب وإنما في مجال الخدمات المالية، حيث يمتلك أكبر شركة صرافة في الإمارات، هي الإمارات للصرافة.
وفي إبريل/نيسان الماضي، أصدرت المحكمة العليا في بريطانيا قرارها بتعيين حارس قضائي على الشركة. و"إن إم سي هيلث"، التي تأسست عام 1975، مدرجة في سوق لندن منذ 2012، وتعمل في 19 دولة، من بينها السعودية.
وأكدت عائلة شيتي، العام الماضي، أن مصرف الإمارات المركزي طلب من البنوك تجميد حساباتها المصرفية، مشيرة إلى تداعيات هذه الخطوة على الاقتصاد، كون "شركاتها تعمل في مجالات تُساهم بتحقيق الأمن الغذائي والإمداد، والصناعات الدوائية، وإدارة النفايات الطبية، وخدمات تموين الطعام للمنشآت الصناعية".
وجاءت أكبر حصة من الديون لصالح مجموعة بنك أبوظبي التجاري، الذي كشف في بيان أرسله لبورصة أبوظبي، عن أن الشركة المتعثرة مدينة له بنحو 4.2 مليارات درهم (1.14 مليار دولار)، بما يعادل 17.3 في المائة من إجمالي الديون المعلنة حتى الآن.
كما أعلن بنك دبي الإسلامي عن ديون على الشركة بقيمة 1.98 مليار درهم، وأبوظبي الإسلامي 1.1 مليار درهم، والإمارات دبي الوطني 747.3 مليون درهم، فيما توزع باقي الديون على بنوك وشركات مالية أخرى.
(رويترز، العربي الجديد)