رغم تحذيرات الرؤساء التنفيذيين لقطاع السيارات لسنوات من أن صناعة السيارات الكهربائية ستدمر الأرباح، إلا أن الواقع حالياً يرسم مشهدا مغايراً حيث بدأت العديد من الشركات في تحقيق عوائد جيدة.
وأدلى مسؤولون تنفيذيون في شركات مثل "فورد موتورز" و"فولكسفاغن، بتصريحات متفائلة خلال الأسابيع الأخيرة بشأن "غزواتهم" الكهربائية، وتوقعوا أن تكون السيارات التي تعمل بالبطارية مربحة مثل طرازات محركات الاحتراق في منتصف العقد تقريباً.
وحتى وقت قريب، كان يعرب صانعو السيارات علناً في بعض الأحيان عن أسفهم حول التكلفة الهائلة لتطوير مجموعات نقل الحركة الكهربائية وإعادة تجهيز المصانع. وقاموا ببناء سيارات كهربائية ذات تصميم فاتر، وكانت محدودة النطاق ومكلفة في صنعها، حيث ذهب الرئيس التنفيذي السابق لشركة "فيات كرايسلر أوتوموبيل" إلى حد مطالبة العملاء بعدم شراء نموذج ضيع أموال الشركة.
والآن، بعد أن بدأ المصنعون في إنتاج نماذج مصممة خصيصاً لتكون كهربائية وتستفيد من انخفاض أسعار البطاريات، تبدو الحسابات أفضل بكثير.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن الألمانية، هربرت ديس، في تصريحات لوكالة بلومبيرغ الأميركية أخيراً:"هناك إشارات إلى أن أعمال السيارات الكهربائية يمكن أن تكون على الأقل جيدة بنفس درجة أعمال السيارات التقليدية"
ويعد المصنع الألماني مثالا رئيسيا على مدى التغيرات التي طرأت. وفي عام 2015 اعترفت فولكسفاغن بتزوير ملايين محركات الديزل كي تخفي هذه المحركات مدى الانبعاثات، لكنها الآن أكبر صانع للمركبات الكهربائية في أوروبا بعد تطوير نظام موحد المعايير لدعم عشرات الطرازات الكهربائية الجديدة.
ويراهن ديس، على أن مشاركة النظام والتحكم بشكل أكبر في البطاريات سيساعد في تعزيز الربحية، حيث تخطط الشركة الألمانية لامتلاك ستة مصانع للخلايا في جميع أنحاء أوروبا.
وتخطط الشركة أيضاً لاستخدام نطاقها الضخم، فهي تمتلك عشرات العلامات التجارية، بما في ذلك "بورشه" و"أودي" لتجميع الموارد وخفض التكاليف.
وتتوقع العلامة التجارية الرئيسية لمجموعة فولكسفاغن أن تصل هوامش المركبات الكهربائية إلى نقطة تحول في حوالي عام 2025.
ووفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية رالف براندشتايتر، ستشبه عوائد "آي دي4" من فئة "إس يو في"، التي بدأت للتو ببيعها "إلى حد ما" نموذج الاحتراق المماثل.
كما قالت ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة "جنرال موتورز"، إن المركبات الكهربائية ستجد طريقها لتوسيع الحصة السوقية لصانع السيارات في الولايات المتحدة، حيث حلقت أسعار أسهم جنرال موتورز في يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما قالت الشركة إنها تريد التخلص التدريجي من سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2035.
وارتفعت أسهم "فورد" أيضاً هذا العام، حيث أعلنت عن خطط لاستثمار 29 مليار دولار في السيارات الكهربائية وذاتية القيادة بحلول عام 2025.