أعلن وزير الداخلية الألماني الثلاثاء أن بلاده تعتزم تقليص الحركة الجوية الدولية إلى أراضيها إلى "الصفر"، في مواجهة الانتشار المستمر لجائحة كوفيد-19.
وقال هورست سيهوفر لصحيفة بيلد اليومية: "إن الخطر الذي تمثله المتحورات الفيروسية المختلفة يتطلب منا مراجعة ومناقشة الإجراءات الحكومية الصارمة"، ومن بينها "خفض الحركة الجوية إلى ألمانيا إلى الصفر تقريبًا".
وأثار ظهور نسخ متحورة جديدة من الفيروس في بريطانيا وجنوب أفريقيا، تعتبر أشدى عدوى، القلق في وقت تكافح فيه العديد من الدول للسيطرة على الوباء وقد أدى طرح اللقاحات بشكل أبطأ مما كان متوقعًا إلى زيادة المخاوف.
على الرغم من أن ألمانيا تعاملت بشكل جيد نسبيًا مع الموجة الأولى لفيروس كورونا في الربيع الماضي، إلا أنها تعرضت بشدة لموجة ثانية في الأشهر الأخيرة.
جددت البلاد القيود في شرين الثاني/ نوفمبر، وأغلقت الحانات والمطاعم والمرافق الثقافية والترفيهية. وشُددت الإجراءات في كانون الأول/ ديسمبر، مع إصدار أوامر بإغلاق المدارس والمتاجر غير الضرورية. من المقرر أن تستمر عمليات الإغلاق الحالية حتى منتصف شباط/ فبراير على الأقل.
تطلب السلطات من المسافرين الذين يصلون إلى ألمانيا من البلدان التي تم فيها اكتشاف المتغيرات الجديدة تقديم اختبار سلبي حديث عند الوصول، ما أدى إلى تراكم طوابير طويلة على الحدود الألمانية التشيكية.
وأفاد سيهوفر صحيفة بيلد "الناس في ألمانيا الذين يقبلون القيود الصارمة يتوقعون منا أن نحميهم قدر الإمكان من انفجار في أعداد المصابين". وسجلت ألمانيا أكثر من مليوني حالة إصابة بـ كوفيد-19 منذ بداية الوباء وأكثر من 52 ألف حالة وفاة.
ودار جدل اليوم الثلاثاء حول مستوى الديون الذي قد تصل إليه ألمانيا في ظل الإجراءات التي تعتمدها للسيطرة على الجائحة.
ونُقل عن مدير مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قوله إن ألمانيا تواجه تحديات ضخمة على صعيد المالية العامة في أعقاب جائحة كوفيد-19 ولن يكون بمقدورها الالتزام بقيودها الصارمة على الدين لسنوات.
وكتب هيلغ براون في مقالة للرأي بصحيفة هاندلسبلات المتخصصة في الشؤون الاقتصادية "لا يمكن التشبث بمكبح الديون في الأعوام المقبلة حتى مع انضباط صارم للإنفاق."
في المقابل، نقل مشاركون في اجتماع مغلق للأعضاء البرلمانيين لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني عن آرمين لاشيت الزعيم الجديد للحزب قوله إن كبح ديون ألمانيا المنصوص عليه في الدستور يجب أن يظل ساريا. وقال لاشيت "يجب أن يستمر كبح الديون"، مضيفا أن الديمقراطيين المسيحيين يركزون على تحقيق النمو الاقتصادي من خلال وسائل تشمل رفع القيود على أنشطة الاقتصاد.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي بمعهد إيفو كلاوس فولرابه، أن اقتصاد ألمانيا سيشهد ركودا في الربع الأول من العام، في أحدث مؤشر على التأثير السلبي لإجراءات العزل العام على أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال إن "الاقتصاد الألماني يبدأ العام بقليل من الثقة"، مضيفا أن التأخير في تسليم لقاحات كوفيد-19 عزز الضبابية.
وتراجعت ثقة الشركات الألمانية أكثر من المتوقع في يناير/ كانون الثاني إذ عطلت موجة ثانية من الإصابات بكوفيد-19 تعافي أكبر اقتصاد في أوروبا بحسب ما كشفه مسح الاثنين.
(فرانس برس، رويترز)