شركة "نرويجيان" للطيران على حافة الإفلاس... ومخاوف من تدخل صيني

16 نوفمبر 2020
الطيران النرويجي تطاوله الخسائر (العربي الجديد)
+ الخط -

أدت أزمة كورونا وتأثيراتها على قطاع السفر والسياحة، إلى وصول شركة الطيران النرويجية، نرويجيان، إلى حافة الإفلاس، بعدما رفضت حكومة أوسلو الأسبوع الماضي تقديم دعم مالي لإنقاذ الشركة من مصير مظلم. وأكد رئيس مجلس الشركة، نليس سميدغورد، في تصريحات صحافية مساء أمس أنه كان "في مهمة مستحيلة لوقف الإفلاس".  

وعانت الشركة، التي استخدمها الأوروبيون على نطاق واسع خلال السنوات الماضية كشركة اقتصادية رخيصة التكاليف، من خسائر كبيرة، رفضت على إثرها حكومة يمين الوسط النرويجية التدخل لمساعدتها على الاستمرار. والوصول إلى حافة الإفلاس يعتبر "ضربة كبيرة للعلامة التجارية النرويجية الأشهر"، بحسب سميدغور، الذي شعر بخيبة من قرار أوسلو، وهو يعاتب حكومتها لعدم تدخلها. وأعلنت "نرويجيان" الأسبوع الماضي عن توقف تام لرحلاتها نحو الدنمارك، بعد تقليص كبير لأعداد موظفيها. 

وكانت "نرويجيان" تضم أكثر من 10 آلاف موظف، وبدأت مسيرتها في رحلات داخلية، قبل أن تتوسع بأسطول طائرات تعاقدت الشركة عليها لتصل إلى مختلف دول العالم، بما فيها أميركا الجنوبية، ما وضعها في حالة منافسة مع شقيتها الأكبر، ساس، (الخطوط الاسكندينافية)، والتي تعيش أيضا وضعا قلقا بعد أن تدخلت حكومتا السويد والدنمارك، المالكتان للشركة بعد انسحاب النرويج من ملكيتها بعد عقود طويلة، لإنعاشها مرتين خلال وباء كورونا.  

وما تبقى من آلاف موظفي "نوريجيان" اليوم لا يتجاوز 600 موظف لم يبق لديهم عمل سوى إنهاء الشركة بعد سنوات طويلة من الشهرة الأوروبية. ويشعر مدير مجلس إدارتها سميدغورد بامتعاض وإحباط من عدم تدخل حكومة أوسلو "فقد راهنّا على سيناريو تدخل الحكومة أسوة بتدخل حكومات أوروبية لإنقاذ الشركات المتعثرة بسبب كورونا، لكننا حصلنا على جواب سلبي، وبالتالي جعل ذلك البقاء مهمة مستحيلة".

ورغم أن أوسلو لديها أكبر الصناديق الاستثمارية حول العالم إلا أنها اختارت ألا تستثمر وتنقذ "النرويجية". وذكرت وزارة التجارة النرويجية في بيان صحافي أن "الدولة قدمت مساعدات للنقل الجوي في 2020 بما يصل إلى 13 مليار كرونه نرويجية، وما طالبت به النرويجية مبالغ ضخمة بالمليارات للإبقاء عليها حية بشكل اصطناعي، وهو ما قيمناه على أنه دعم مالي غير مناسب في سياق دعم الحياة الاقتصادية النرويجية". 

وكانت نرويجيان قد تعاقدت في 2012 على شراء أسطول من 22 طائرة، ولاحقا جرى أيضا توسيع الأسطول بـ150 طائرة، مع استثمار خدمات توصيل داخلي في الأرجنتين، وهو ما صعب من أوضاعها المالية بعد اندلاع أزمة كورونا، التي باتت تخنق العديد من شركات الطيران الأوروبية، مع توقف وانحسار الرحلات الداخلية والخارجية، بسبب سياسات الإغلاق المنتهجة منذ الربيع الفائت. 

ويخشى في دول الشمال أن يشكل تعثر كبريات الشركات منفذا للاستثمارات الصينية، مستعيدين دخول الصين على خط الأزمة المالية العالمية في 2008 بالاستحواذ على أسهم شركة فولفو السويدية لصناعة السيارات، من خلال شركة "غيليGeely " الصينية العملاقة، وهي التي أنقذت أيضا "ساب" السويدية للسيارات والطائرات، وإن بقي الإنتاج على الأرض السويدية. 

المساهمون