شركات ومصارف تكسب المليارات من انهيارات النفط

11 ديسمبر 2020
حرس السواحل في كاليفورنيا يراقب شحنات النفط العائمة (Getty)
+ الخط -

حققت الشركات الكبرى والمصارف المتخصصة في المضاربة على أسعار النفط في البورصات الدولية، أكبر الأرباح خلال العام الجاري، مستفيدة من دورة انهيار أسعار الخامات خلال الربع الأول من العام الجاري. 

وكشفت شركة ترافيغورا السويسرية التي تعد من كبريات شركات الوساطة النفطية في العالم في تقريرها السنوي للعام المالي 2020، أنها حققت ارباحاً قياسية في تاريخها، كما حققت أرباحاً صافية هي الكبرى منذ العام 2013. 
وحسب بيانات التقرير السنوي للشركة بلغت الأرباح الصافية لشركة ترافيغورا خلال العام المالي 2020، 1.6 مليار دولار، مقارنة بأرباح 900 مليون دولار في العام الماضي 2019. كما بلغت ارباحها قبل الضرائب والخصومات 6.6 مليارات دولار، وهي الكبرى في تاريخها. 
وتوقعت الشركة أن يتواصل تحقيقها للأرباح في العام المقبل 2021، بسبب تواصل الاضطراب في السوق النفطية مع تباطؤ النمو في الطلب مقارنة بالنمو في النفط المعروض. 
وأشارت الشركة إلى أنها استفادت في تحقيق هذه الارباح القياسية من دورة انهيار أسعار النفط في الربع الثاني من العام الجاري. 
يذكر أن شركات الوساطة النفطية وبعض المصارف المتخصصة في المضاربة على النفط ومن بينها شركة ترافيغورا، قامت خلال شهور الانهيار الكبير في أسعار الخامات النفطية، تحت 30 و20 دولاراً لبرميل خام برنت وتحت الصفر لخام غرب تكساس في نهاية مارس وشهري إبريل/ نيسان ومايو/ آيار بتأجير حاويات عملاقة سعة مليوني برميل ومخازن نفطية مهجورة لتخزين النفط لتخزين الخامات النفطية الرخيصة وبيعها بالتدريج في الأسواق حينما ارتفعت أسعار الخامات فوق 40 دولاراً. ولا تزال هذه الشركات تواصل عمليات التخزين حينما تنخفض الأسعار والبيع في السوق حينما ترتفع الأسعار. 

ومن بين الشركات التي أعلنت عن حصد أرباح من دورة انهيار النفط، شركة غنفور الوسيطة في تجارة النفط، وشركة ميركوريا وشركات اخرى صغيرة، وهي شركات تقع مقارها في سويسرا وتتخصص عالمياً في تجارة النفط ومشتقاته. 
من جانبه أعلن مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي عن جني أرباح من دورة الانهيار من المضاربة على أسهم وسندات الشركات النفطية ومن المتاجرة على عقود النفط المستقبلية. وقال البنك في بيانات سابقة، إن وحدة المتاجرة في النفط حققت مليار دولار أرباحا من المتاجرة النفطية في الربع الثاني من العام. 
كما تمكنت شركات " بارتنرز أنتوني دويل" الأميركية، و"كين زياو" الصينية وصندوق "ميرشانت كوميدتي فاند" في لندن كذلك من توظيف دورة انهيار النفط والمشتقات البترولية في تحقيق أرباح خلال العام الجاري.
يذكر أن انهيار أسعار النفط أدى إلى تغييرات جذرية في مستقبل الصناعة النفطية، وربما يحدد مستقبل عمليات الكشوف والاستخراج للنفوط المكلفة لسنوات قادمة في حقول الكلفة العالية في كندا ومناطق المياه العميقة.

ولكن رغم فداحة الكارثة النفطية، فإن هنالك من خرج ثرياً من كارثة انهيارات النفط التي من المتوقع أن تكون كلفت الدول العربية النفطية نحو 270 مليار دولار بنهاية العام الجاري/ وذلك وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي. 
ولا تزال دول أوبك تعاني من أزمة الفائض في المعروض النفطي الذي راكم تخمة ضخمة من الإمدادات العائمة في البحار والخزانات النفطية.

المساهمون