شحنة نفط إيرانية رابعة إلى سورية وحكومة الأسد ترفع سعر البنزين

01 مارس 2023
محطة وقود في العاصمة السورية دمشق (Getty)
+ الخط -

كشف مصدر في ميناء بانياس غربي سورية، عن وصول ناقلة نفط، أمس الثلاثاء، محملة بمليون برميل نفط خام، قادمة من إيران إلى مصب بانياس النفطي، لتبدأ أعمال التفريغ للمصفاة بعد الانتهاء من أعمال الربط وإنجاز الأعمال البحرية اللوجستية.

وذكر المصدر من بانياس، بحسب موقع "أثر برس" بدمشق، أن التوريد سيكون منتظماً والناقلة الإيرانية التي وصلت أمس، هي الرابعة خلال شهر، ضمن الدعم الإيراني لنظام الأسد، ما يساهم بتحسن واقع المشتقات النفطية، والمساهمة في تلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة مخصصات المحافظات من المشتقات النفطية، بالإضافة لضمان استمرار عمل مصفاة بانياس بلا توقف.

ويرى رئيس مجموعة عمل اقتصاد سورية، أسامة قاضي، أن الشحنات الإيرانية إلى ميناء بانياس "جلها لا تدخل السوق السورية أو تصل لشركة سادكوب الحكومية"، بل برأيه يتم تكرير النفط إلى مشتقات ثم يُصدّر إلى خارج سورية، وأن "القسم الأكبر يذهب إلى لبنان لحزب الله".

ولا يستبعد المتحدث أن تزيد توريدات إيران النفطية والغازية إلى نظام الأسد، سواء بذريعة الزلزال أو ضمن التسابق مع بعض دول الخليج، وما يقال عن محاولات عودة نظام الأسد للجامعة العربية وإمكانية طرح التطبيع معه خلال قمة تستضيفها السعودية الشهر الجاري.

ويضيف المستشار قاضي لـ"العربي الجديد"، أنه لو كانت شحنات النفط والغاز الإيرانية توزع بالسوق، لغابت الأزمة وكسر السعر، إذ لم يزل سعر ليتر المازوت بالسوق السوداء، يزيد عن 10 آلاف ليرة والبنزين 12 ألفاً، مشيراً إلى وصول ناقلتي نفط وغاز من إيران قبل 10 أيام، لكن ملايين البراميل لا تنعكس على السوق أو الأسعار، مستدلاً باستمرار نظام الأسد برفع أسعار المحروقات وتأخر وصول رسائل للمستهلكين لاستلام مخصصاتهم وفق "البطاقة الذكية".

وكانت حكومة بشار الأسد قد رفعت ليل أمس سعر مبيع مادة البنزين بنحو 850 ليرة لليتر الواحد، مبررة قرارها بـ"مقتضيات المصلحة العامة".

ورفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك سعر مبيع مادة البنزين أوكتان 95 للمرة الثانية خلال العام الجاري، والثالثة خلال ثلاثة أشهر، من 5750 ليرة إلى 6600 لليتر الواحد، ووفق القرار يجب على أصحاب محطات الوقود المخصصة لبيع هذه المواد الإعلان عن هذه الأسعار ونوعية المادة بشكل واضح ومقروء ضمن المحطات، ويخضع مخالفو أحكام هذا القرار للعقوبات المنصوص عليها بالمرسوم التشريعي رقم 8 عام 2021، وينهى العمل بكل ما هو مخالف لذلك القرار.

في السياق ذاته، وافق مجلس الوزراء العراقي أمس، على إهداء وزارة النفط السورية نحو 60 ألف طن من منتج زيت الوقود العالي محتوى الكبريت (مطروح منطقة المخطاف) في إطار مواصلة العراق تقديم الدعم لسورية ومساعدتها في تجاوز آثار الزلزال المدمر.

ويقول مدير الكهرباء بدمشق، لؤي ملحم، إن وزارة النفط السورية من سيستلم كمية "الفيول" المقدمة هدية من العراق وهي توزعها، رغم أن الفيول يستخدم لتوليد الكهرباء، مضيفاً لصحيفة "الوطن" السورية أن نسبة توريدات مادة الفيول ارتفعت خلال الأيام الأخيرة بحدود 3 آلاف طن، حيث وصل معدل التوريد اليومي إلى 7 آلاف طن يومياً ومتوقع أن يرتفع أكثر من ذلك.

ويضيف ملحم أن توفر نحو 60 ألف طن إضافية من مادة الفيول يمكنها تشغيل محطة توليد الزارة بحماة لمدة 20 يوماً، حيث تحتاج هذه المحطة يومياً لنحو 2800 طن لتتمكن من إنتاج وتوليد نحو 540 ميغا واط، وأن توريدات الغاز حالياً بحدود 6.7 ملايين متر مكعب يومياً، في حين متوسط حجم توليد الطاقة الكهربائية اليومي بحدود ألفي ميغا واط.

وتعاني السوق السورية من نقص حاد بالمشتقات النفطية، بعد تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً عام 2011، إلى نحو 20 ألف برميل بمناطق سيطرة النظام، ما زاد من معاناة ومصاريف الاستيراد، بواقع استهلاك يقدره مختصون بنحو 200 ألف برميل يومياً، ما أوصل سعر ليتر المازوت في السوق الحر إلى نحو 10 آلاف ليرة والبنزين إلى نحو 12 ألف ليرة، إثر تراجع الإنتاج السوري الذي يسيطر عليه النظام، إلى أقل من 20 ألف برميل يومياً.

ويعاني السوريون في مناطق سيطرة نظام الأسد من انقطاع التيار لمدة 22 ساعة يومياً، ما زاد من انتشار المولدات وبيع "كهرباء الأمبيرات" بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق.

المساهمون