سياحة تركيا قلقة من "أوميكرون": مخاوف على موسم الشتاء

02 ديسمبر 2021
قادمون في مطار إسطنبول الدولي (Getty)
+ الخط -

بدأت المخاوف من انتشار المتحور الجديد "أوميكرون" تسري في الأسواق التركية والأوساط الحكومية، رغم تأكيد وزير الصحة، فخر الدين قوجة، أنّ بلاده لم تسجل حتى الآن أيّ إصابة به، معلناً أنّ وزارته تتابع عن كثب المتحورات الجديدة، وأنّ "دلتا" هي الأكثر شيوعاً حتى اليوم.

لكن التوجّس أرخى بظلاله على قطاع السياحة، بعد وصف منظمة الصحة العالمية، المتحور الجديد، بأنّه "مثير للقلق" وبدء إعلان إصابات في دول أوروبية، الأمر الذي سيؤثر، بحسب العامل في القطاع السياحي محمت آيدن، على حجوزات رأس السنة والسياحة الشتوية والعلاجية.
ويشير آيدن لـ"العربي الجديد" إلى أنّ بلاده خسرت جلّ عائدات السياحة العام الماضي بسبب كورونا، فتراجع عدد السياح بنسبة 65.1% من أكثر من 50 مليوناً عام 2019 إلآيدنى نحو 15.8 مليوناً ولم تزد العائدات عن 12.6 مليار دولار.
وكان وزير السياحة التركي، محمد نوري إرسوي، قد توقع أن تستقبل بلاده هذا العام 25 مليون سائح، لكن ظهور المتحور، بحسب آيدن، سيؤثر على تطلعات البلاد السياحية.
من جانبه، يقول مدير عام شركة "فيرست ون" للتجارة بإسطنبول، غياث سحلول، إنّه على الأرجح ستتأثر الصادرات التركية "إن استمرت المخاوف وإغلاق الحدود"، لأننا سنكون أمام سيناريو مشابه للعام الماضي، من تراجع الاستهلاك والمستوردات، أو على الأقل زيادة الشروط والمخاوف.
يستدرك سحلول، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، أنّ الآثار محدودة على صادرات تركيا، لأنّ معظم عقود صادرات الغذاء والأسلحة مبرمة سابقاً، كما أن الإنتاج التركي مطلوب في أسواق أوروبا والشرق الأوسط، ولكن يبقى مستقبل الصادرات مرهونا بتطورات المتحور وآثاره ومدى إغلاق الأسواق والحدود.

وتعوّل تركيا على الصادرات لجسر فجوة عجز الميزان التجاري ورفد الأسواق بالقطع الأجنبي، ليتوازن العرض مع الطلب الزائد الذي ساهم في تراجع سعر الليرة مقابل العملات الرئيسية.


وبيّنت وزارة التجارة التركية، يوم الإثنين، أنّ الصادرات زادت 20.1 بالمائة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقارنة مع نفس الشهر من 2020، بقيمة بلغت 20.7 مليار دولار.

وتراجع عجز التجارة الخارجية 40.1 بالمائة، مقارنة مع أكتوبر 2020، مسجلاً 1.438 مليار دولار.
ويرى الاقتصادي التركي مسلم أويصال، أنّ آثار "أوميكرون" على شتى قطاعات الاقتصاد، ستتجلى تباعاً، وربما تؤدي إلى تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار والتوجس في بورصة إسطنبول، والسبب المخاوف من تطورات المتحور وزيادة الإغلاقات المتزايدة حول العالم.

وفي حين يرى أويصال أنّ تراجع أسعار النفط في صالح بلاده التي تستورد سنوياً بما يزيد عن 45 مليار دولار، يضيف أن الاقتصاد "لا يتحمل إغلاقات جديدة" لأن العام الماضي أثر بشكل كبير على الصادرات والسياحة، ما ساهم في زيادة التضخم وارتفاع الأسعار وتدهور سعر صرف الليرة.
وحول ما اتخذته حكومة بلاده، يقول المحلل أويصال لـ"العربي الجديد" إنه لم تزل الأمور في بدايتها، والمراقبة والتحسب على أشدّه، وبناء على التطورات يمكن أن نرى تدخلاً حكومياً لدعم وتمويل قطاعات إنتاجية محددة، وزيادة دعم الأسر بمبالغ مالية مباشرة.

المساهمون