سياحة المهرجانات فرصة لإنعاش الاقتصادات النائية

13 سبتمبر 2022
من المرجح أن تنتعش "سياحة المهرجانات" من جديد هذا العام بعد انحسارها سنتين (Getty)
+ الخط -

لطالما شكلت المهرجانات فرصة مهمة لاستقطاب السياح والزوار من مختلف دول العالم. وشكلت الكثير من الأحداث الرياضية، والفعاليات الثقافية، وحتى المهرجانات الفنية فرصة لنمو اقتصادات الدول المستضيفة.

ولعل استضافة دولة قطر لمباريات كأس العالم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي تعد بحسب العديد من المراقبين فرصة ليس فقط لزيادة النمو الإجمالي لدولة قطر وحسب، بل قد تكون لها تأثيرات لإنعاش اقتصادات الدول الإقليمية، دليل على تأثير الفعاليات الرياضية والفنية وغيرها على اقتصادات الدول.

في العامين الماضيين، تأثرت "سياحة المهرجانات" بشكل كبير، حتى مع رفع الكثير من الدول الحواجز والقيود الطبية، لكن مخاوف الزوار من الإصابة بالأمراض، أثرت بطريقة سلبية على دور هذه الفعاليات ودورها في النهضة الاقتصادية.

وهذا الخريف، ومع العديد من الأحداث المهمة التي يشهدها العالم، من المرجح أن تنتعش "سياحة المهرجانات" من جديد. وهذه قائمة بأكثر الفعاليات استقطاباً.

الصورة
​ الصورة  (Getty)  ​
​ (Getty) ​

جزيرة صقلية

لأكثر من 40 عاماً، استضافت قرية Zafferana Etnea، بالقرب من جبل إتنا، تجمعات تذوق الطعام كل يوم أحد من أكتوبر/ تشرين الأول بهدف تعريف السياح والزوار بالمنتجات الإقليمية، وتعتبر الأسواق وأكشاك الطعام محورا كبيرا في اقتصاد هذه القرية، حتى أنها استقطبت قبل الأزمة الصحية، الملايين من الزوار، ووصل حجم الإنفاق إلى أكثر من ملياري دولار، وفق تقارير محلية.

ويصاحب مهرجان الطعام هذا، العديد من الفاعليات المحلية الحيوية، والمعارض الفنية، والفرق الموسيقية التقليدية التي تقدم نموذجاً فريداً عن الثقافة الايطالية.

تعد هذه القرية من المناطق الأثرية الجاذبة للسياح، فهي تتمتع بطبيعة خلابة. تقع بين التلال الخضراء التي ترتفع إلى مرتفعات جبل إتنا وتبعد بضع دقائق فقط من البحر الأيوني، ولذا تعد نقطة الانطلاق للرحلات الاستكشافية.

أما بالنسبة إلى تكاليف الإقامة في القرية، فهي ليست باهظة. إذ يمكن استئجار غرفة في بيت مع السكان المحليين بسعر لا يتعدى 10 يورو في اليوم الواحد، أو يمكن استئجار بيت صغير، بسعر لا يتعدى 25 يورو.

الصورة
(Getty)
(Getty)

مناسبات أدبية

إذا كنت من محبي القراءة والكتابة، ومتابعة المهرجانات الأدبية، إذاً عليك زيارة مهرجان شلتنهام الأدبي في منطقة غلوسيسترشاير في المملكة المتحدة.

يعتبر هذا المهرجان واحداً من أقدم المهرجانات الأدبية في العالم، بالإضافة إلى القراءات من المؤلفين البارزين، هناك عروض كبيرة للأطفال والمراهقين مع نشاطات مسرحية كوميدية، وعروض فنية.

هذه المهرجانات عادة ما تكون شبه مجانية، ورغم ذلك، فإن المناطق المحيطة بـ"غلوسيسترشاير" تعيش وفرة اقتصادية خلال فصل الخريف، بسبب ارتفاع نسبة الزوار.

في فصل الخريف أيضاً، تستقطب المملكة المتحدة ملايين السياح، للاحتفال بمهرجان Exmoor Dark Skies، وهو مهرجان مخصص لمراقبة النجوم، كما يضم العديد من الأنشطة، مثل رحلات السفاري في الغسق، والسير ليلاً مصحوبة بمرشدين لاستكشاف المنطقة، إضافة إلى ورش عمل متخصصة بعلم الفلك، إذ يحضر المئات من علماء الفلك من حول العالم، لإعطاء نصائح حول مراقبة النجوم وتأثيراتها على الحياة العامة.

الصورة
(Getty)
(Getty)

احتفالات الأنوار

ثمة عدد لا يحصى من المواقع الرائعة في جميع أنحاء الهند لقضاء عيد الديوالي أو "مهرجان الأضواء" لكن للاحتفال طابعه المختلف في مدينة جايبور عاصمة ولاية راجستان أو كما تلقب بـ"المدينة الوردية"، وهي واحدة من أكثر الأماكن سحراً للاحتفال بالعيد.

هو يتزامن مع بداية السنة الهندية الجديدة التي "تبشر ببدايات جديدة، وانتصار الخير على الشر والنور على الظلام"، ويشكل مناسبة للاحتفال بالحياة والأمل والتفاؤل وتمتين العلاقات الاجتماعية.

تتميز مدينة جايبور تحديداً بطابعها الخاص للاحتفال، خاصة في بازار جوهري، حيث تتلألأ المحلات التجارية بالأضواء، كما يتم تخصيص أماكن معينة لتوزيع الشموع والأزهار على الزوار كنوع من المشاركة المعنوية في العيد.

طابع السوق التراثي، وهندسته المعمارية تجعله من أبرز الأماكن السياحية في الهند، وليس فقط على مستوى منطقة جايبور.

الصورة
(فرانس برس)
(فرانس برس)

السحر الفيتنامي

نشأ مهرجان منتصف الخريف أو كما يعرف Tết Trung Thu في الصين وتحتفل به في العديد من البلدان الآسيوية، لكن النسخة الفيتنامية لها تقاليدها وأساطيرها الخاصة. تدور قصة المهرجان حول رجل يدعى Cuội تمسّك بشجرة سحرية وهي تطفو على سطح القمر.

ولذا، في أكتوبر/تشرين الأول، عادة ما يحتفل السكان بهذا المهرجان، عندما يكون القمر بدراً، إذ يخرج الأطفال مع الفوانيس ويجوبون الشوارع العامة وسط أجواء احتفالية.

وتتنوع الحفلات الفلكلورية الخاصة بتراث دول جنوب أسيا، ولذا فهي فرصة رائعة للتعرف على ثقافات جديدة.

في الأسابيع التي تسبق الاحتفال، يستمتع الزوار بمجموعات كبيرة من الراقصين الذين يتدربون في الشوارع، وتظهر أكشاك الطعام في كل أرجاء المدينة المليئة بمجموعة متنوعة من الكعك، كما تزدهر أيضاً تجارة الحرير خلال هذا المهرجان، إذ تحرص العائلات على شراء المصنوعات اليدوية الحريرية، والتي تعد نوعاً من الطقوس لطرد الطاقة السلبية، والاستعداد لموسم الشتاء.

الصورة
(فرانس برس)
(فرانس برس)
المساهمون