سويسرا تتجه لخفض استهلاكها من الغاز بنسبة 15% لمواجهة نقص الإمدادات

25 اغسطس 2022
الحكومة تسعى لأن يكون خفض الاستهلاك من خلال توفير طوعي (فرانس برس)
+ الخط -

تريد سويسرا، المهددة بأزمة طاقة مثل الدول الأوروبية الأخرى، خفض استهلاكها من الغاز بنسبة 15 في المائة هذا الشتاء، كما أعلنت الحكومة السويسرية التي حذت بذلك حذو الاتحاد الأوروبي.
وقال المجلس الاتحادي السويسري (الحكومة) في بيان الأربعاء، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إن "سويسرا يجب أن تساهم الآن، مثل البلدان الأخرى، في تجنب حالة نقص في الغاز قدر الإمكان عبر اتخاذ إجراءات طوعية"، لأن غزو روسيا أوكرانيا هز بقوة قطاع الطاقة.

والهدف هو خفض الطلب على الغاز، الذي تستورد سويسرا كل حاجاتها منه، بنسبة 15 في المائة خلال فصل الشتاء - من أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى نهاية مارس/آذار 2023 - عن متوسط الاستهلاك خلال السنوات الخمس الماضية.
وكانت المفوضية الأوروبية طلبت خلال الصيف من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد - سويسرا ليست عضوا فيه - خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 في المئة لتجنب حدوث نقص وضمان إمدادات كافية للشتاء المقبل.
وتأتي ثلاثة أرباع واردات سويسرا من الغاز عبر ألمانيا.

وأكدت الحكومة السويسرية أن "حالة نقص في أوروبا ستكون لها تداعيات مباشرة على سويسرا، وستؤدي إلى تعقيد اللجوء إلى شحنات الغاز التي تشتريها سويسرا في الخارج".
ويتركز استهلاك الغاز في سويسرا بشكل كبير في حاجات التدفئة، إذ تُستهلك ثلاثة أرباع الكميات في الشتاء.
وأوضحت الحكومة أن "جزءا كبيرا من خفض الاستهلاك يجب أن يتحقق من خلال توفير طوعي في المنازل والصناعة والخدمات والإدارة العامة".

وستُطلق حملة في نهاية أغسطس/آب لشرح كيف تُمكن للسكان والاقتصاد المساهمة في تقليل استهلاك الطاقة من خلال إجراءات بسيطة وتنفيذها سريعا.
وفي سويسرا، يشكل الغاز حوالي 15 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة، لكنها تستورد في الشتاء أيضا كهرباء منتجة بالغاز في ألمانيا.
وشدد المجلس الاتحادي على أن "هذا هو السبب في أن سويسرا تعول أيضا على استخدام فعال وحذر للكهرباء".
وتتوجس حكومات أوروبية من فصل شتاء تبقى فيه أجهزة التدفئة المنزلية بلا حرارة، وتوقف المصانع دورة إنتاجها. 

ترشيد أوروبي للاستهلاك 

وسيطاول التقشف في استهلاك الطاقة غالبية الدول الأوروبية، وبدأت إيطاليا هذا العام "عملية الترموستات" لخفض مستوى التدفئة والتبريد في المدارس والمباني العامة، قبل أن تقدم ألمانيا وإسبانيا على خطوات مشابهة.
وركزت الحملة الألمانية خلال الصيف على خفض التبريد في وسائل النقل العام وحضّ الناس على التزود بوسائل استحمام موفّرة للمياه. كما عدّلت مدن عدة درجات الحرارة في برك السباحة العامة وخفّضت الإنارة المدينية.

وتوقفت روسيا بالكامل عن ضخ الغاز الى بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا، وخفضت الكميات لدول أخرى بشكل كبير، كما ستعلّق روسيا صادراتها من الغاز الى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" لبضعة أيام أواخر الشهر الحالي، في ثاني توقف من نوعه خلال الصيف.

وعلى رغم أن موسكو تعلّل هذا الاجراء بأعمال الصيانة، الا أن برلين سبق أن اتهمتها باستخدام موارد الطاقة سلاحاً ضمن التوتر مع الغرب بسبب أوكرانيا.
وتراجعت كميات الغاز التي ضُخّت عبر خط "نورد ستريم 1" في يوليو/تموز الماضي بنسبة 70 بالمئة عن الفترة ذاتها لعام 2021.

ويرى أطراف غربيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم موارد الطاقة أداةً في المواجهة مع الغرب، الذي فرض عقوبات ضد بلاده على خلفية غزوها أوكرانيا منذ فبراير/شباط.
وأدى خفض تدفق هذه الموارد الى ارتفاع حاد في أسعار الغاز، ما انعكس زيادة في أسعار الكهرباء نظرا لاعتماد العديد من محطات الإنتاج على هذه المادة لتوليد الطاقة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

 

المساهمون