استمع إلى الملخص
- تلعب شركات التكنولوجيا الكبرى دورًا حاسمًا في توجيه مؤشر إس أند بي 500، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، يتأهب المستثمرون لاحتمالات اضطرابات في السوق.
- تواجه الأسهم الأميركية تحديات من ارتفاع عائدات السندات الحكومية وقلق بشأن إنفاق شركات التكنولوجيا على الذكاء الاصطناعي، مع توقع نمو أرباحها بنسبة 18.6% في الربع الثالث.
تتزايد المخاطر التي تواجه سوق الأسهم الأميركية بصورة واضحة، حيث تستعد خمس من كبريات شركات التكنولوجيا في العالم لنشر تقارير نتائج أعمالها عن الربع الثالث من العام، بينما لم يتبق على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية سوى أيام تعد على أصابع اليدين، ما جعل بعض المستثمرين يشعرون بالقلق من تحركات الأسهم مع بداية تعاملات الأسبوع يوم الاثنين.
ومن المقرر أن تصدر الشركة الأم لـ"غوغل"؛ ألفابت، تقريرها يوم الثلاثاء، تليها مايكروسوفت والشركة الأم لـ"فيسبوك"، ميتا بلاتفورمز، يوم الأربعاء. أما شركتا آبل وأمازون فمن المقرر أن تصدرا تقاريرهما يوم الخميس. وستقدم "إنفيديا"، العضو الأخير في مجموعة "العظماء السبعة"، تقريرها في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. والأسبوع الماضي، أظهر تقرير أرباح شركة تسلا مدى تركيز السوق على أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث ارتفعت أسهم الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية بنسبة 22%، في أفضل يوم لها منذ عام 2013 بعد أن فاجأت وول ستريت بأرباح فصلية قوية.
وساهمت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، خلال الفترة التي مضت من العام، في تسجيل السوق لأرقام قياسية، الأمر الذي دفع المحللين لتقصي استثمارات هذه الشركات في تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي، في محاولة للتنبؤ بالعائد من هذه الرهانات. وفي حين اتسع نطاق انتعاش السوق في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع أسهم الشركات الخدمية والصناعية والمالية، لا تزال أكبر شركات التكنولوجيا تمارس تأثيرًا كبيرًا على اتجاه مؤشر إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي.
وعلاوة على ذلك، فمن المتوقع أن تساهم مجموعة "العظماء السبعة" بما يقرب من إجمالي نمو الأرباح للشركات المدرجة في مؤشر إس أند بي 500 في الربع الثالث، وفقًا لتحليل شركة فاكتسيت المتخصصة في تحليل البيانات، مما يزيد أهمية نتائجها للمرحلة المقبلة من ارتفاعات الأسهم الأميركية. وقال نيكولاس كولاس، المؤسس المشارك لشركة داتا تريك ريسترش للأبحاث: "إنها مجموعة من الأسماء الثقيلة"، مشيرًا إلى أن "نقطة القوة ونقطة الضعف في المؤشر هي اعتماده المركز على سبعة أو ثمانية أسماء فقط".
ويتأهب المستثمرون أيضًا لاضطرابات مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يعتقد بعض مديري الأموال وصناديق التحوط أن السباق قد انحرف لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب، مما دفعهم لوضع رهانات قد تحقق عوائد إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. ومع اشتداد المنافسة بين ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، يستعد مستثمرون آخرون لاحتمال أن يبقى الفائز غير معروف في ليلة الانتخابات، مما يطيل أمد حالة عدم اليقين في السوق حول الضرائب والبيئة التنظيمية التي ستواجهها الأعمال. وقالت ستيفاني لانغ، رئيسة الاستثمار في شركة Homrich Berg لإدارة الثروات: "سنشهد الكثير من التقلبات قبل الانتخابات وبعدها".
وتتداول الأسهم الأميركية حالياً بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وبقيمٍ تبدو الأكثر ارتفاعًا منذ سنوات، حيث سجل مؤشر إس أند بي 500 خلال العام الحالي 47 إغلاقًا قياسيًا، منها أربعة هذا الشهر، كما ارتفع بنسبة 22% منذ بداية العام، وتم تداوله مؤخرًا بأكثر من 22 ضعف أرباحه المتوقعة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وهي أعلى نسبة منذ إبريل/ نيسان 2021، وفقًا لشركة فاكتسيت.
وتراجع التفاؤل مؤخراً بين بعض المستثمرين باقتراب السوق من تحقيق ارتفاعات إضافية، حيث أظهر استطلاع رأي نُشر الأسبوع الماضي من قبل الجمعية الأميركية للمستثمرين الأفراد أن المشاعر الصعودية، أو التوقعات بارتفاع أسعار الأسهم خلال الأشهر الستة المقبلة، انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ إبريل، عندما سجل المؤشر آخر خسائره الشهرية.
وتواجه الأسهم أيضًا ضغوطًا محتملة من ارتفاع عائدات السندات الحكومية، مما يجعل المستثمرين أقل إقبالًا على المخاطرة في سوق الأسهم الأميركية. وبلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات الأسبوع الماضي 4.240%، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو/ تموز، بعد أن كان قد استقر عند 3.622% في منتصف سبتمبر/ أيلول.
وعزا المحللون صعود عوائد السندات جزئيًا إلى البيانات الاقتصادية القوية التي تشير إلى أن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يتجه إلى تخفيض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا. ورأى المحللون أن المستثمرين قد يراهنون على فوز ترامب، وسيطرة الجمهوريين على الكونغرس، مما يؤدي إلى عجز أكبر في الميزانية وزيادة في عرض سندات الخزانة.
وخلال موسم الأرباح الماضي، بدأ المستثمرون يشعرون بالقلق بشأن بعض عمالقة التكنولوجيا الذين ينفقون مليارات الدولارات على الذكاء الاصطناعي. وعانت أسهم شركة أمازون من أسوأ يوم لها منذ أكثر من عامين بعد أن توقعت الشركة نموًا في المبيعات أضعف من المتوقع، وأعلنت عن نيتها زيادة الإنفاق لتلبية الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي. كما تراجعت أسهم "ألفابت" و"مايكروسوفت" بعد نشر تقارير الشركات.
وقال آرون كلارك، مدير محفظة الاستثمار في شركة GW&K لإدارة الاستثمار لصحيفة وول ستيرت جورنال: "إنه توازن دقيق بين الإنفاق وتقديم الثقة بأن الإيرادات ستكون قادمة، ولكن الإنفاق الزائد قد يثير قلق السوق". وأضاف: "هذا هو التحدي الذي تحاول جميع الشركات مواجهته". ويتوقع المحللون حالياً نمو أرباح شركات مجموعة "العظماء السبعة" بنسبة 18.6% في الربع الثالث، مقارنةً بنسبة نمو 0.2% لبقية الشركات في مؤشر إس أند بي، وفقًا لجون بوترز، كبير المحللين في "فاكتسيت".