حددت هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سورية، التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، السبت، سعر شراء الطن الواحد من القطن من المزارعين، بـ 800 دولار، كما أعلنت في قرارها المرقم بـ12 عن سماحها بتصدير مادة القطن المحبوب والمحلوج إلى خارج مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية"، ولم تحدد أسماء مراكز استلام القطن.
ولاقت التسعيرة الجديدة للقطن استهجاناً واسعاً من المزارعين الذين أكدوا أنّ السعر غير مناسب، خاصة بعد قرار رفع "الإدارة الذاتية" أسعار المحروقات والوقود، مما انعكس على ارتفاع كافة أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية وأجور النقل والمواصلات ومادة المازوت (الديزل) الأساسية في زراعة القطن، واعتماد غالبية المزارعين عليها في تشغيل محركاتهم لاستخراج ماء السقي من الآبار.
وقال نجم عبد الله مزارع من ناحية تل حميس، جنوب القامشلي شمال شرقي سورية، لـ"العربي الجديد"، السبت: "كنت أتوقع مثل غيري أن تكون الأسعار منخفضة وربما لا تغطي مصاريف الزراعة، لذلك هذه السنة زرعت فقط خمسة وعشرين دونماً، بالعادة كنا نزرع مساحات أكبر لا تقل عن مئتي دونم، وذلك لأنّ الإدارة الذاتية غير قادرة على تأمين بذار ذات أصناف جيدة، مقاومة للمرض، وكما لا تقدم المحروقات بكميات كافية".
وتابع: "مثلاً القطن يحتاج إلى ما لا يقل عن 14 دورة سقاية بمعدل مرة واحدة أسبوعياً، بينما الإدارة تقدم المحروقات بما يكفي فقط 6 دورات، وليس هناك أسعار مشجعة، سعر 800 دولار للطن الواحد لا يغطي مصاريف الإنتاج".
وأضاف: "وربما لن تستلم الإدارة الذاتية المحصول من الفلاحين رغم زيادة نسبة المساحات المزروعة بالقطن هذا الموسم، وقد نضطر لبيعه للتجار بأسعار زهيدة، وهناك الكثير من حقول القطن تكبّد المزارعون فيها خسائر فادحة بسبب انتشار مرض دودة القطن التي تصيب أوراق شجرة القطن والجوز، بسبب استخدام بذور قطن غير معروفة المصدر".
وسعّر النظام السوري شراء الكيلوغرام الواحد من محصول القطن من الفلاحين لموسم عام 2023 بمبلغ قدره 10 آلاف ليرة سورية (أقل من دولار) واصلاً إلى أرض المحالج ومراكز استلام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان.
وتتنافس حكومة النظام السوري و"الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سورية، على شراء المحاصيل الزراعية، ولا سيما القمح والشعير والقطن من المزارعين، إلا أنّ الأخيرة دأبت على رفع سعر الشراء أكثر من حكومة النظام مما يؤدي إلى تشجيع توريد المزارعين لمحاصيلهم إلى مؤسسات "الإدارة الذاتية".
بدوره، قال المهندس الزراعي، رامان سيدو، من مدينة عامودا شمالي محافظة الحسكة لـ"العربي الجديد"، إنّ "أسعار التكلفة تتوزع بين 28 دولاراً سماد بارد، سماد حار بـ20 دولاراً، الأدوية الحشرية والفطرية 5 دولارات".
وأضاف: "كذلك تحتاج البذور إلى 18 مرة سقي، في كل مرة يحتاج الدونم إلى 40 لتر مازوت، أي ما مجموعه 720 لتر مازوت، كما أن كلفة الأيدي العاملة 50 دولاراً للدونم، وندفع ثمن زيت المحرك 650 دولاراً على الدونم"، لافتاً إلى أنّ كلفة الإنتاج أعلى من السعر الذي حددته "الإدارة الذاتية".
وتشهد مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" ومدنها احتجاجات شعبية يومية، منذ قرابة الأسبوع إثر صدور قرار رفع أسعار المحروقات.
وقال مدير المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان رامي سلوم، لصحيفة "الوطن"، في حديث سابق، إنّ كمية الأقطان المتوقع استلامها لهذا الموسم هي بحدود 20 ألف طن، مؤكداً جاهزية مؤسسته استلام كامل الكميات لهذا الموسم.
واعتبر أنّ الكميات المنتجة قليلة ولا تغطي حاجة المؤسسة العامة للصناعات النسيجية التي تتجاوز حاجتها 20 ألف طن، إضافة إلى احتياجات القطاع الخاص التي تقدر بأكثر من 17 ألف طن.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
