يكتوي سكان مدينة القامشلي، شمال شرقي سورية، بغلاء المدافئ هذا العام، مع قرب حلول الشتاء، لتحرمهم هذه الأسعار المرتفعة من التفكير حتى في شراء مدفأة، أو وقود للتدفئة.
ورغم وجود نوعيات منخفضة الجودة من المدافئ فإنّ هذه النوعيات يتجاوز سعرها الحد الأدنى من الدخل، بخاصة لفقراء المدينة أو محدودي الدخل.
زار المواطن السوري عثمان المولى عدداً من المحال التجارية في مدينة القامشلي المتخصصة في بيع المدافئ ومستلزماتها، لكنّه عجز عن شراء أي منها.
يقول لـ"العربي الجديد": "الوقود غالٍ والتدفئة على الحطب في الوقت الحالي هي الأقل تكلفة، أسعار المدافئ غالية جداً هذا العام، اشتريت العام الماضي مدفأة بأكثر من 100 ألف ليرة سورية، هناك من يتوجه لاستخدام المدافئ القديمة، كما أفعل أنا، رغم أنّي أحتاج لتبديل المدفأة لدي بسبب جودتها السيئة".
وأضاف المولى أنّ "من لديه قدرة على شراء الوقود يجهز المدفأة في منزله، فاليوم سعر المدفأة للنوعيات المتوسطة يبلغ 400 ألف ليرة (76 دولاراً) وهي بحاجة إلى تبديل التنور، أو ما يسمى الحراق، كلّ عام، الوضع صعب للغاية، وفصل الشتاء سيكون قاسياً هذا العام، والكثير من الأهالي سيتخلون عن شراء المدافئ".
من جانبه، يقول المواطن محمود الحسين، لـ"العربي الجديد": "الوضع صعب. مدافئ المازوت غالية، أصبحنا نستخدم نوعاً من المدافئ نضع فيها الجلة المصنوعة من روث الغنم، والعام الماضي خلال البرد لم يكن لدينا مازوت، استخدمنا الأغطية للتدفئة، المدافئ غالية جداً وسيئة الصنع أيضاً، نريد تخفيض الأسعار قليلاً، لتخفيف الأزمات المعيشية الخانقة".
علامات تجارية مختلفة
وتراجعت حركة البيع في عموم محال بيع المدافئ بالقامشلي، وفق ما يشير التاجر إبراهيم أبو محمد الذي يقول لـ"العربي الجديد": "سابقاً كنا نبيع 500 مدفأة، وفي الوقت الحالي لا نبيع أكثر من 100 مدفأة، الموجود حالياً في السوق من علامات تجارية عدة، هي كوكب الشرق والأصيل والسلطات، أسعارها تتراوح ما بين 150 إلى 400 ألف ليرة (28 - 76 دولاراً)، وهناك مدافئ تحتاج كميات كبيرة من المازوت، ويبلغ سعرها 400 دولار، ومن الناس من عاد لمدافئ الحطب. لا إقبال على شراء الجديد، وما زالت التكاليف مرتفعة، فأسعار النقل للشحنة سابقاً كانت حوالي 2 مليون ليرة. في الوقت الحالي ارتفعت كثيراً".
أما خضر حسن، وهو من سكان مدينة القامشلي، فيقول لـ"العربي الجديد": "أسعار المدفأة المقبولة تصل إلى 100 دولار، وهي غالية بشكل كبير جداً، عندي مدفأة قديمة اشتريتها منذ 7 سنوات بمبلغ 15 ألف ليرة سورية، أي أقل من 20 دولاراً حينها، واليوم سعرها أكثر من 80 دولاراً، وهناك الكثير من الأنواع، لكنّ أسعارها مرتفعة وتصنّع في دمشق، وجودتها ليست ممتازة مقارنة بالصناعة القديمة... مظهرها جميل، لكنّها ليست جيدة".
يضيف حسن: "لن أشتري مدفأة هذا العام كون الأسعار غالية، إذا اشتريت مدفأة لن أكون قادراً على شراء البواري أو المازوت، حتى الأولاد يستخدمون البطانيات، الأهالي يشترون مدافئ الحطب. سأصلح المدفأة القديمة، لكنّ الفنّي يطلب مبلغاً كبيراً للتصليح. في أحياء العنترية والهلالية كلّ السكان معدمون، والعمل محدود، أما في مركز المدينة فالوضع مختلف".
وتنتشر المدافئ المصنّعة في مدينة حلب بأسواق مدينة القامشلي، إضافة لمدافئ مصنّعة في دمشق، وهناك مدافئ مصنّعة في تركيا تستخدم الفحم الحجري والحطب على حدّ سواء، لكنّ تراجع قدرة الناس الشرائية أدى إلى جمود سوق بيع المدافئ.