عزل رئيس النظام السوري بشار الأسد، الثلاثاء، حازم قرفول من منصبه حاكماً لـ"مصرف سورية المركزي"، من دون أن يذكر المرسوم الرئاسي "24 لعام 2021" أسباب عزله أو يعيّن بديلاً له، ما يُبقي تسيير مهام المصرف المركزي ورئاسة مجلس النقد والتسليف بيد معاوني قرنفل.
وأشارت مصادر من العاصمة السورية دمشق إلى أن إنهاء تعيين حاكم المصرف المركزي جاء على خلفية تراجع سعر صرف الليرة السورية، إذ لم يزد سعر الدولار عن 470 ليرة سورية حينما تم تعيين قرفول في المصرف المركزي عام 2018، في حين هوت العملة السورية إلى 4000 ليرة مقابل الدولار الشهر الماضي، قبل أن تتحسن اليوم إلى 3200 ليرة.
وتكشف المصادر لـ"العربي الجديد" أن قرفول كان يعارض تدخل المصرف المركزي المباشر لتحسين سعر الليرة، سواء عبر جلسات تدخل أسبوعية يباع خلالها الدولار، كما خلال فترة أديب ميالة في المصرف المركزي، أو تكليف شركات الصرافة بالمهمة، بل كان يرجح تشجيع الإيداع عبر رفع سعر الفائدة وتحديد مبالغ السحب اليومي.
وحول ما قيل من أسباب لها علاقة بإيران كانت وراء عزل حاكم مصرف سورية المركزي، تقول المصادر الخاصة" "سنسمع أسباباً كثيرة، وربما يتم الإعلان عن السبب الحقيقي أو قد لا يعلن"، ولكن "نؤكد أن لا علاقة لإيران بإنهاء تعيين قرفول، وما قيل عن اللجنة المصرفية المشتركة والاتفاق الثنائي بين محافظ المركزي الايراني عبد الناصر همتي والسوري حازم قرفول، فلا علاقة له بعزل قرفول، لأن ذلك الاتفاق واللجنة المشتركة كانا بهدف متابعة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين".
ولم تستبعد المصادر أن يتأخر تعيين بديل لقرفول، وأن يدير شؤون المركزي نائب الحاكم المعزول محمد حمزة، واصفة إجراءات المركزي خلال الفترة السابقة بـ"التوفيقية" لأنها اعتمدت على التوعية أكثر من الحلول الأمنية، "لكن النظام الأمني في دمشق لم يكن راضياً عن الحلول الاقتصادية، خاصة ما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، بل خيار النظام بدمشق هو الأمني والملاحقة لتحسين سعر صرف الليرة.
ويذكر أن حازم قرفول من مواليد 1967 محافظة طرطوس، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في المالية والمصارف من جامعة مونتسكيو (بوردو 4) في فرنسا، ودبلوم في العلاقات الاقتصادية والدولية من جامعة دمشق، وتم تعيينه حاكماً للمصرف المركزي السوري في 24 أيلول عام 2018، بموجب المرسوم الرئاسي رقم 299، ليكون لحاكم الثاني عشر لمصرف سورية المركزي.