استمع إلى الملخص
- التوترات الجيوسياسية والاقتصادية: تتوقع وكالات التصنيف زيادة الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي بنسبة 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يزيد من عجز الميزانية. معهد أهارون يتوقع انكماشاً اقتصادياً بنسبة 3.1% وعجزاً بنسبة 9.2% في حال اندلاع حرب شاملة.
- التصعيد العسكري وتأثيره: تزامن قرار "ستاندرد آند بورز" مع إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى إصابات وأضرار. إسرائيل تشن حرباً على غزة منذ أكتوبر 2023، وتبادل القصف مع "حزب الله" يزيد من تعقيد الوضع الأمني والاقتصادي.
خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية تصنيف إسرائيل على المدى الطويل من A+ إلى A، بعد أيام قليلة من تخفيض وكالة موديز تصنيف تل أبيب الائتماني، وهو ما اعتبرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية "ضربة قوية" أخرى لاقتصاد البلاد. وكالة ستاندرد آند بورز، التي تعتبر من أكبر شركات التصنيف الائتماني في العالم، غيرت نظرتها المستقبلية لاقتصاد إسرائيل إلى "سلبية".
وأرجعت القرار، الصادر ليل الثلاثاء - الأربعاء، إلى المخاطر الأمنية المتزايدة في ظل تصاعد الأحداث في الصراع مع "حزب الله"، بالإضافة إلى خطر اندلاع حرب أكثر مباشرة مع إيران، وقالت إن تزايد احتمالات أن يطول أمد الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" وأن تشتد قوته يشكل مخاطر أمنية على إسرائيل. واعتبرت الصحيفة أن تخفيض الوكالة التصنيف الائتماني لإسرائيل جاء "فورياً، وأبكر مما كان متوقعا"، وأشارت إلى أن "ستاندرد آند بورز" تتوقع نمواً صفرياً للاقتصاد الإسرائيلي في العام الجاري، بسبب تصاعد الصراع مع "حزب الله"، وعجزا بـ9%.
والجمعة، خفضت وكالة "موديز" تصنيف إسرائيل الائتماني إلى "Baa1" من "A2"، وأبقت على نظرتها المستقبلية السلبية حيال التصنيف. وتوقع محللون في تصريحات لوكالة رويترز، الثلاثاء، أن خفض موديز تصنيف إسرائيل الائتماني درجتين قد لا يكون الأخير، حيث إن الحرب على جبهتين تحفز الإنفاق الحكومي وتثير المخاوف من أن الاقتصاد قد لا يتعافى بسرعة كما حدث في الصراعات السابقة. وقالت موديز "من المرجح أن يتم خفض التصنيفات مرة أخرى، ربما بدرجات متعددة، إذا تحولت التوترات الحالية المتزايدة مع حزب الله إلى صراع كامل النطاق". وقالت موديز "من المرجح أن يتم خفض التصنيفات مرة أخرى، ربما بدرجات متعددة، إذا تحولت التوترات الحالية المتزايدة مع حزب الله إلى صراع كامل النطاق".
كما تتوقع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن تزيد إسرائيل الإنفاق الدفاعي في الأمد البعيد من مستويات ما قبل الحرب بنحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أبدت ستاندرد آند بورز غلوبال أسفها على المخاطر الجيوسياسية المتزايدة باستمرار وعجز الميزانية المتزايد. ووفقًا لمعهد أهارون للسياسة الاقتصادية في جامعة رايخمان، فإن الحرب الشاملة مع حزب الله بما في ذلك حملة برية من شأنها أن تؤدي إلى انكماش اقتصادي بنسبة 3.1% هذا العام، وعجز في الميزانية بنسبة 9.2% من الناتج المحلي الإجمالي. وتستهدف مسودة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لموازنة 2025 عجزًا بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي و35 مليار شيكل خفضا في الإنفاق.
من جانبه، حث بنك إسرائيل الحكومة على خفض الإنفاق وزيادة الضرائب لكبح جماح العجز الذي توقعته الحكومة بنسبة 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 ولكنه يدور حاليًا عند 8.3%. بينما تتوقع موديز عجزًا بنسبة 7.5% هذا العام.
اتساع الحرب يضغط على تصنيف إسرائيل
ويتزامن قرار وكالة "ستاندرد آند بورز" مع إعلان إيران، الثلاثاء، أنها أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل (180 بتقدير تل أبيب)، ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بينما دوت صفارات الإنذار في كامل البلاد.
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، إن "إيران ارتكبت خطأ كبيرا الليلة (بهجومها على إسرائيل)، وسوف تدفع ثمنه". ودوت صفارات الإنذار في عشرات المدن والبلدات بجنوب ووسط إسرائيل، حسب صحيفة "هآرتس" والقناة السابعة العبرية، فيما دعا المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في تصريح متلفز إلى عدم تداول فيديوهات سقوط الصواريخ الإيرانية.
ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر البشرية والمادية جراء حربها على قطاع غزة ولبنان، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بأي معلومات لوسائل إعلامية في هذا الشأن إلا من خلال جهات إعلامية تخضع لرقابتها المشددة.
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وللمطالبة بإنهاء هذه الحرب، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الثلاثاء عن 1873 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، وتسعة آلاف و134 جريحاً، حسب وزارة الصحة اللبنانية.
وردا على هذا القصف، كثفت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي عدوانها على لبنان، ما خلّف حتى مساء الثلاثاء ما لا يقل عن 1073 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا، بالإضافة إلى أكثر من مليون نازح، وفق رصد وكالة الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
(الدولار = 3.70 شيكلات)
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)