زيتون عفرين.. تعديات مستمرة على مصدر الدخل الرئيسي للسكان

17 أكتوبر 2023
من حقول الزيتون في مدينة عفرين السورية (Getty)
+ الخط -

طلبت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة من التشكيلات التابعة لها في منطقة عفرين، شمال غربي حلب، تقديم التسهيلات للمزارعين لجني محصول الزيتون، وعدم تحصيل أي ضرائب، في محاولة للحد من تجاوزات وقعت خلال الأعوام الفائتة على أصحاب حقول هذا المحصول الذي تتميز به عفرين عن سواها من المناطق السورية.

ومنعت الوزارة في تعميم قبل أيام "منعاً باتاً تحصيل أي ضرائب عينية أو مادية من محصول الزيتون تحت أي مسمّى"، طالبة من كل الفصائل المحافظة على "أرزاق المواطنين" وتسهيل جني المحصول ونقله بحرية تامة.

ويبدأ مزارعو الزيتون في كل سورية جني المحصول خلال أكتوبر/تشرين الأول من كلّ عام، وجاء التعميم في محاولة للحد من التعديات التي تقوم بها فصائل ومجموعات منطقة عفرين بحق المزارعين كل عام.

في السياق، يؤكد هشام اسكيف من مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثاني التابع للجيش الوطني المعارض، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تعاميم صدرت من قيادة الفيلق، خاصة في عفرين، تقضي بمنع تقاضي أي مبالغ نقدية أو عينية من المزارعين".

ومنذ سيطرة فصائل المعارضة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية من السكان مطلع العام 2018، تتنامى ظاهرة التعدي على حقول الزيتون.

كما تفرض المجموعات ضرائب وإتاوات على مزارعي الزيتون وتقطع الأشجار لبيعها حطباً، خاصة في فصل الشتاء، لأغراض التدفئة.

وتضم عفرين ملايين الأشجار التي يُقدّرها البعض بنحو 22 مليون شجرة، كانت تنتج نحو 270 ألف طن من الزيتون، فيما تعادل مزارع زيتون عفرين نحو 20% من مزارع الزيتون في سورية ككل.

وقبل العام 2011، كانت عفرين تضم مئات المعاصر التي تنتج زيتاً يُعد الأطيب على مستوى سورية، وكان يشكل مصدر الدخل الأول لسكانها.

ويؤكد موقع "نورث برس" المقرب من "قوات سوريا الديمقراطية"، التي كانت تسيطر على منطقة عفرين قبل العام 2018، أن فصائل معارضة قطعت 8429 شجرة في المنطقة منذ بداية العام الجاري، منها 5030 شجرة زيتون و2060 شجرة رمان، أما الباقي فيتوزع على أشجار مثمرة وحرجية.

وبرزت معلومات قبل أيام تفيد بأن فصيل السلطان سليمان شاه "العمشات"، الذي يسيطر على ناحية الشيخ حديد من منطقة عفرين، يفرض إتاوات بالدولار الأميركي على مزارعي الزيتون.

كما فرض الفصيل، هذا العام، على كل شجرة زيتون 3 دولارات أميركية، بعد أن اكتفى العام الفائت بنصف المبلغ، وفرض أيضاً على معاصر الزيتون الموجودة في المنطقة نسبة 10% لصالحه.

وكانت منظمة حقوق الإنسان في عفرين العاملة في مناطق الإدارة الذاتية، شمال شرقي سورية، زعمت في تقرير العام الفائت أن فصائل مسلحة موالية لتركيا قطعت 650 ألف شجرة في إحدى مناطقها منذ العام 2018.

ويبقى من الصعوبة بمكان التأكد من صدقية الأرقام التي أوردها "نورث برس" أو "منظمة حقوق الإنسان في عفرين" في ظل غياب جهات توثيقية محايدة في عموم سورية، لكن من المؤكد، وفق مصادر محلية، أن مجموعات متفلتة قطعت عدداً كبيراً من الأشجار في منطقة عفرين بغرض بيعها للتدفئة.

المساهمون