استمع إلى الملخص
- التعاون السياحي: تم توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية لتعزيز التعاون السياحي بين قطر وإيطاليا، تركز على السياحة عالية الجودة والاستدامة، وفتح فرص جديدة للقطاع السياحي.
- الشراكة في الطاقة: ناقش الجانبان تعزيز الاتفاقيات في قطاع الطاقة، مع التركيز على تنويع المصادر والتحول البيئي، حيث تعتبر قطر مورداً رئيسياً للطاقة لإيطاليا.
شهدت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى إيطاليا في الفترة من 20 إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تبني قطر وإيطاليا إعلاناً مشتركاً حول الجوانب الرئيسية للتعاون الثنائي تشمل السياسة الخارجية والهجرة وعملية روما للهجرة والتنمية المستدامة وخطة ماتي والاستثمارات والدفاع والطاقة والتعاون القضائي والبحوث والسياحة. وعلاوة على ذلك، جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية المهمة، وهي مذكرة تفاهم للترويج المشترك للاستثمارات المباشرة ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في قطاع السياحة تتضمن الترويج المتبادل واتفاقاً بين مجموعة SACE التأمينية المالية الإيطالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، وشركة استثمار القابضة.
ويهدف اتفاق التعاون بين SACE واستثمار إلى دعم الخطط التنموية لشركة استثمار القابضة القطرية وتسهيل تصدير منتجات الشركات الإيطالية، مع تركيز خاص على قطاعات البناء والرعاية الصحية في إطار برنامج Push Strategy الذي أطلقته SACE لدعم نفاذ الشركات الإيطالية إلى الأسواق الدولية. وفي هذا السياق، سوف تضمن SACE خط ائتمان بقيمة 150 مليون يورو لاستثمار القابضة وفاءً بالتزاماتها بتهيئة فرص تشبيك استثماري مع شركات إيطالية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
في جانب آخر، وصفت وزارة السياحة الإيطالية، في بيان، مذكرة التفاهم الموقعة مع قطر للسياحة بأنها "استراتيجية للغاية للقطاع". ومن جهتها، أعربت وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانكيه عن "ارتياحها للاتفاق الموقع مع الهيئة العامة للسياحة بدولة قطر، التي ترسخ نفسها أكثر فأكثر كأحد الفاعلين المحوريين في بانوراما السياحة العالمية". وأضافت أن "إيطاليا تقدّر قيمة بناء شراكات قوية مع منطقة الخليج وتولي اهتماماً متنامياً بالسياحة عالية الجودة والاستدامة، والتي تمثل أيضاً إحدى أولوياتنا". وقالت: "نحن نعتقد أن هذا التعاون من شأنه فتح فرص جديدة لقطاعنا السياحي وتشجيع المبادلات والترويج للشركات السياحية بالغة التميز في واحدة من المناطق الأكثر دينامية على مستوى العالم".
أما في مجال الطاقة، فقد بحث الجانبان القطري والإيطالي خلال الزيارة سبل تعزيز الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في قطاع الطاقة، والذي لا يقتصر فقط على البحوث والتطوير وإنما يشمل أيضاً تنويع المصادر والتحول البيئي والتعاون في إدارة الموارد المائية وتحويل النفايات إلى طاقة.
كما تناولت المباحثات أيضاً التعاون في قطاعات البناء والنقل والمدن الذكية من خلال استكشاف مزيد من الفرص للشركات الإيطالية للمشاركة في تطوير البنى التحتية الرئيسية في قطر.
وحول أهمية قطر شريكاً لإيطاليا في مجال الطاقة، ذكر المحلل الجيوسياسي في مركز "ميد -أور" للأبحاث التابع لمجموعة ليوناردو الإيطالية لصناعات الدفاع وموقع "ديكود 39" إيمانويلي روسّي أن "قطر، أحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطاقة العالمية، وخاصة في تصدير الغاز الطبيعي المسال، من أهم موردي الطاقة لإيطاليا، التي تواجه تباطؤاً اقتصادياً لأسباب رئيسية من أهمها ارتفاع تكلفة الطاقة علاوة على الصعوبات التي تواجهها الشركات التجارية والصناعية الإيطالية، وذلك وفقاً لتقرير حديث صادر عن وحدة التحليلات التابعة لاتحاد الصناعات الإيطالي".
وأشار روسّي، في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد" إلى أن "محطة إعادة التغويز في مدينة روفيغو الإيطالية، التي تملك قطر 22% من أسهم الشركة المالكة لها، تشكل جزءاً مهماً من قائمة الطاقة الإيطالية". ورأى أن "زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر من الممكن أن تكون عاملاً مساعداً للاقتصاد الإيطالي. ورغم ذلك، فإن هذه الفرصة مرتبطة بتسوية مشكلة اجتماعية-سياسية في إيطاليا، ألا وهي بناء وتحديد مواقع محطات إعادة تغويز جديدة".