- بعض تجار التجزئة يخططون للتوسع بفتح مئات المتاجر الجديدة رغم الظروف الصعبة، مثل "دولار جنرال" بأكثر من 800 موقع جديد، مما يعكس استراتيجيات متباينة داخل القطاع.
- الوضع الاقتصادي وتوقعات المستهلكين تؤثر على مستقبل التجارة، حيث يواجه التجار ضغوطًا لتحسين محافظ المتاجر والتأكد من وضعهم المالي لمواجهة التحديات المستقبلية والمنافسة من تجار الإنترنت.
تمر تجارة التجزئة الأميركية بوقت عصيب في ظل تعاملها مع المستهلكين الكارهين للتضخم العنيد، وتزايد عدد وتنوع المنتجات المتاحة للشراء عبر الإنترنت، وسط موجة من حالات الإفلاس، ما دفع العديد من السلاسل إلى الإعلان عن إغلاق ما يقرب من 3200 متجر "بالضبة والمفتاح" حتى الآن خلال عام 2024، وفقًا لتحليل جديد، يوم السبت، لشركة "كورسايت" (CoreSight)، المعنية ببيانات مبيعات التجزئة.
ووفقاً للتقرير الصادر عن الشركة، والذي يتتبع إغلاق المتاجر وفتحها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مثّل الرقم زيادة بنسبة 24% مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من أن بعض تجار التجزئة يخططون للتوسع هذا العام، فقد أعلنت السلاسل الكبرى عن افتتاحات أقل بنسبة 4% عن افتتاحات العام الماضي.
وأرجع التقرير السبب في ارتفاع عدد محال التجزئة المغلقة العام الحالي إلى عادات المستهلكين المتغيرة، فضلاً عن الصراعات الإدارية لتجار التجزئة، وإفلاس بعضهم، كما حدث مع سلسلة متاجر "رايت إيد" (Rite Aid) و"رو-21" (Rue21). وفي حالات أخرى، كحالة شركة دولار تري (Dollar Tree)، أعلنت الشركة عن إغلاق أكثر من ستمائة من متاجرها، وكان السبب الرئيسي ارتفاع معدل التضخم، ومن ثم ارتفاع تكاليفها، بينما كانت قدرتها على رفع أسعارها محدودة.
وقال المدير الإداري لشركة غلوبال داتا، نيل سوندرز، لشبكة "سي بي إس" الأميركية، إنّ "الكثير من عمليات إغلاق محال التجزئة هذا العام مرتبط بإفلاس السلاسل التي كانت في ورطة لفترة من الوقت، مثل رايت إيد ورو-21، ونحن نشهد أيضًا العديد من تجار التجزئة، مثل فاميلي دولار، يتخذون إجراءات للتخلص من المواقع غير العاملة".
وأضاف سوندرز أنه على الرغم من أن الإنفاق الاستهلاكي ظل قوياً هذا العام، إلا أن هناك "جيوبا من الضعف تزحف إلى الداخل، ويريد تجار التجزئة التأكد من أنهم في وضع مالي جيد للتغلب على أي تحديات، وهذا يتطلب تحسين محافظ المتجر". وأشار إلى تعرض تجار التجزئة لضغوط كبيرة من المنافسة المستمرة من تجار الإنترنت مثل عملاق تجارة التجزئة الإلكترونية أمازون.
على النقيض من ذلك، ارتكبت بعض الشركات أخطاء استراتيجية، مثل شركة إكسبرس، التي أعلنت إفلاسها الشهر الماضي وأعلنت عن خطط لإغلاق 100 من مواقعها الخمسمائة. وقال سوندرز إن سلسلة الملابس، المعروفة بأزياء أماكن العمل، فشلت في التواصل مع المستهلكين بعد أن أدى وباء كورونا إلى العمل من المنزل. وقال في مذكرة بحثية حديثة إن ذلك "وضع الشركة بقوة على الجانب الخطأ من الاتجاهات، ومن وجهة نظرنا، لم تبذل السلسلة جهدًا كبيرًا للتكيف".
وتظهر البيانات الأخيرة أن الأميركيين ما زالوا يمتلكون بعض المدخرات، وهم مستعدون للإنفاق منها، حيث ارتفع الإنفاق الاستهلاكي في مارس/آذار بنسبة 0.8%، وهو ما يقول الاقتصاديون إنه يمثل نمواً قوياً.
لكن بعض العلامات الإيجابية بدأت أيضاً في التلاشي، وسط تباطؤ اقتصادي متواضع. ويوم الجمعة، انخفض مؤشر استطلاعات جامعة ميشيغن لثقة المستهلك لشهر مايو/ أيار إلى 67.4، وهو أكبر انخفاض شهري منذ منتصف عام 2021. وقال جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في شركة إدارة الأصول LPL Financial، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الثقة تتراجع بسبب التوقعات بارتفاع التضخم وضعف النمو. وأشار إلى أن "عدم اليقين بشأن مسار التضخم قد يؤدي إلى كبح الإنفاق الاستهلاكي في الأشهر المقبلة".
وقال روتش في تقرير سابق إن المستهلكين أنفقوا أيضًا أي أموال إضافية متبقية قاموا بتخزينها خلال الوباء، عندما عزز التحفيز الفيدرالي والمزايا الأخرى حساباتهم المصرفية. وقال: "هناك مخاطر محتملة على الإنفاق الاستهلاكي، فعندما تستنفد الأسر هذه المدخرات المتراكمة، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض توقعات الإنفاق".
ومع ذلك، يخطط بعض تجار التجزئة لفتح مئات محال التجزئة الجديدة، حسبما وجدت "كورسايت". وقالت شركة دولار جنرال، المنافسة لشركة دولار تري، إنها ستضيف أكثر من 800 موقع، مما يضعها على رأس قائمة تجار التجزئة الذين سيفتتحون متاجر جديدة هذا العام، وفقًا لشركة الأبحاث.
وجاء في المركز الثاني متجر "7-11"، الذي يخطط لفتح أكثر من 270 موقعًا في الولايات المتحدة هذا العام، يليه متجر التخفيضات فايف بيلو، مع خطط لفتح 227 متجرًا، حسبما وجد التحليل.