يغادر ريد هاستينغ منصة نتفليكس، بعد أن ساهم في تأسيسها خلال عام 1997. يترك منصبه، الرئيس التنفيذي، بعدما بدأت المنصة في التعافي، إثر بداية كارثية في عام 2022.
ونجحت نتفليكس في كسب 7.7 ملايين مشترك بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول الماضيين.
يترك منصبه باعتباره رئيساً تنفيذياً للمنصة، لكنه باق في الشركة رئيساً لمجلس الرقابة في المنصة، التي ستحافظ على تسييرها من قبل مديرين عامين، وهما تيد سارادوس الذي عمل بجانب هاستينغ، وكريغ بيترز، الذي كان يشغل في السابق منصب مدير العمليات.
تجاوز الصعوبات
يغادر الملياردير ريد هاستينغ في الوقت الذي تمكّنت فيه المنصة من تجاوز صعوباتها، فقد أعلنت في شهر إبريل/نيسان من العام الماضي عن فقدان 200 ألف مشترك، بل إن سهم الشركة فقد ثلث قيمته في ليلة واحدة، منتقلاً من 349 دولاراً إلى 226 دولاراً.
غير أن الشركة سعت إلى النهوض من جديد، وأضافت 7.66 ملايين مشترك على مستوى العالم، متجاوزة تقديراتها الخاصة بأكثر من ثلاثة ملايين، حسب تقرير أرباحها للربع الأخير من عام 2022. وجاء ذلك بفضل مسلسلات جديدة جذبت عملاء جدداً، وإطلاق عرض جديد أرخص مع إعلانات كثيفة، غير أن المنصة لا تجني أرباحاً كبيرة.
وهذا ما يهم المساهمين. أنهت الشركة العام الماضي بـ230.75 مليون مشترك، حيث حققت رقم مبيعات بـ 7.85 مليارات دولار، الذي جاء موافقاً للتوقعات، غير أن الأرباح تراجعت بشكل كبير.
من عائلة ثرية
رأى ريد هاستينغ، المؤسس المشارك لنتفليكس، النور في عام 1960 في عائلة ثرية، فقد عمل والده المحامي في قطاعات الصحة والتعليم في إدارة ريتشارد نيكسون. حصل هاستينغ على دبلوم في الرياضيات من جامعة Bowdoin، كي يلتحق بالجيش، ويتطوع بعد ذلك لتدريس الرياضيات، قبل أن يعود بعد ذلك لدراسة الذكاء الاصطناعي بجامعة ستانفور.
أسس في 1991 شركة Pure Software لتسهيل استعمال أنظمة الاستغلال، وهي الشركة التي بيعت في 1997 بـ700 مليون دولار، وقرر إطلاق مشروع جديد بمساعدة شريكه مارك راندولف.
جاءته فكرة تأسيس نتفليكس بعد استئجار فيلم بأربعين دولاراً، غير أنه تأخر في إعادته لمؤجره، فاضطر إلى سداد غرامة تأخير، كما يحكي شريكه راندولف. فقد كانت فكرة المنصة الجديدة تقوم على كراء (تأجير) أقراص DVD بالاشتراك والمراسلة.
وعمل مع شريكه راندولف على إحداث منصة ترفيه تتيح للمستعملين عبر الإنترنت الولوج إلى محتويات يحصلان عليها بأسعار مخفضة من الاستوديوهات.
محتوى يجذب المشاركين
استحوذ على نتفليكس بعدما غادرها شريكه راندولف. وشرع بالتفكير في تحويلها إلى شركة متعددة الجنسيات، وسعى هذا المهندس المهووس بالخوارزميات في تصور صيغة رياضية تجاوز ما بلوره مهندسو الشركة. لقد كان يفكر في اقتراح محتوى يجذب المشتركين.
في منتصف 2010، اختار المؤسس المشارك لنتفليكس إنتاج أفلام ومسلسلات ورسوم متحركة ومحتويات تفاعلية، قبل أن ينتقل حالياً إلى ألعاب الفيديو.
لقد أراد إحداث أكبر استوديو للإنتاج، حيث تحرر من الشركات الأخرى المنتجة للمحتوى، والتي سعت بدورها إلى خوص سباق البث.
وباتت تمثل الشركة نسبة معقولة من وقت شاشة التلفزيون في الولايات المتحدة، حسب تقارير سابقة، كما أنها تسعى إلى التوسع وزيادة عدد المشتركين خلال العام الجاري.
عندما يتحدث عن مساره يثير الأخطاء التي صنعت نجاحه، والذي استطاع التعامل معها بفضل إحاطة نفسه بفريق يحسن الإنصات له جيداً، كما تقول جينا كيتين في كتابها Netflixed في عام 2012، التي تؤكد أن انتماءه لأسرة عريقة ساهمت في صعود الوطنية الأميركية، أدى إلى اكتسابه نوعاً من الإقدام في مجال الأعمال.
يرى مراقبون أنه بتولي هاستينغ مجلس الرقابة والتخلي عن المهام التنفيذية في المنصة، يسير هذا الملياردير الذي تقدر "فوربس" ثروته بـ3.4 مليارات دولار، على هدي مؤسسين آخرين لشركات عملاقة أخرى، مثل بيل غيتس وجيف بيزوس.