روسيا والهند: تعاون لبناء ناقلات نفط عملاقة لضمان التدفقات بعيداً عن عقوبات الغرب

11 ديسمبر 2022
روسيا تسعى لتقليص تداعيات العقوبات الغربية على نفطها (فرانس برس)
+ الخط -

عرضت روسيا على الهند التعاون في استئجار وبناء سفن النفط العملاقة، في خطوة من شأنها تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، والتفاف روسيا بشكل أكبر على العقوبات الغربية التي تستهدف الحد من إيراداتها النفطية وآخرها فرض سقف على سعر خامها.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن بيان لمجلس الوزراء الروسي، عقب اجتماع بين نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك وسفير الهند لدى روسيا بافان كابو، يوم الجمعة، أن روسيا عرضت على الهند التعاون بشأن تأجير وبناء سفن ذات حمولة ثقيلة إلى الهند، مشيراً إلى أنّ هذا العرض يأتي لتجنب حظر التأمين على الناقلات التي تنقل النفط الروسي من جانب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

ولفت الطرفان إلى نمو قياسي في التجارة بين البلدين. ووفق والوكالة الروسية زادت التجارة الثنائية بين روسيا والهند بنسبة 46.5% في نهاية العام الماضي 2021 لتتجاوز 13.5 مليار دولار. وفي الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول 2022، تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 20.4 مليار دولار.

في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، نمت صادرات النفط الروسية إلى الهند إلى 16.35 مليون طن (الطن يعادل نحو 7.1 براميل). وفي الصيف، احتلت روسيا المرتبة الثانية من حيث شحنات النفط إلى الهند. وزادت أيضاً شحنات منتجات الفحم.

كان قرار دول مجموعة السبع الصناعية والاتحاد الأوروبي وأستراليا تحديد سقف لسعر النفط الروسي قد دخل حيز التنفيذ، الإثنين الماضي، في خطوة تهدف إلى إلحاق الضرر بعائدات موسكو من تصدير الخام مع اقتراب دخول الحرب الروسية ضد أوكرانيا عاماً جديداً، بينما قلّل محللون من تأثير هذه الخطوة، ولا سيما في ظلّ الخطوات التحوطية التي اتخذتها روسيا على مدار الأشهر الماضية، لضمان تدفق نفطها عبر العديد من المسارات البديلة.

وتوصلت مجموعة الدول السبع (الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، كندا، اليابان)، وكذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأستراليا إلى اتفاق لوضع حد أعلى لسعر برميل النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً.

ويسمح الاتفاق بشحن النفط الروسي إلى دول طرف ثالث (غير مشاركة في تحالف العقوبات ضد روسيا) باستخدام ناقلات مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وتوفير خدمات التأمين لها، فقط إذا جرى شراء الشحنة بالسعر المتفق عليه أو أقل منه.

وتوفر دول مجموعة السبع 90% من خدمات التأمين للشحنات العالمية، فيما يشكل الاتحاد الأوروبي طرفاً رئيسياً في النقل البحري، ما يمنح دول المجموعة القدرة على فرض هذا السقف على غالبية زبائن روسيا عبر العالم.

وتزامن اعتماد هذا السقف، مع دخول حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي المنقول بحراً حيز التنفيذ، بعد أشهر عدة على حظر قررته الولايات المتحدة وكندا، ما يجعل الاتحاد الأوروبي متفائلاً بتضييق الخناق على روسيا.

ويهدف تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، إلى تقليص عائدات روسيا، مع ضمان أن تستمر موسكو بمدّ السوق العالمية بالخام للحفاظ أيضاً على توازن السوق.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إنّ القرار الأوروبي بشأن وضع سقف لسعر النفط الروسي "سخيف، وضار، وغير مدروس"، محذراً خلال مؤتمر صحافي عقد في ختام اجتماع قادة دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، من أنّ "أسعار النفط قد ترتفع بشكل كبير، وتؤثر على من طبقوا سقفاً للأسعار".

المساهمون