استأنفت روسيا، اليوم الأربعاء، شحنات النفط عبر خط أنابيب مهم إلى عدة دول أوروبية، بعد حل مشكلة خاصة بالسداد منعت نقله، وفقاً لما قاله وزير الاقتصاد في سلوفاكيا ريتشارد سوليك.
وقال الوزير إن "النفط في أراضٍ سلوفاكية فعلاً"، لكن من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل، فيما لم يصل أي نفط إلى جمهورية التشيك المجاورة، كذلك لم تتلقّ المجر أي شحنات بحلول مساء الأربعاء.
وأمس الثلاثاء، أعلنت الشركة الروسية المسؤولة عن نقل النفط "ترانس نفط" في بيان أن شحناتها التي تُنقَل بواسطة فرع من خط أنابيب دروجبا، الذي يوصل النفط إلى المجر والتشيك وسلوفاكيا وسط القارة أوروبا، توقفت منذ الرابع من أغسطس/ آب الجاري، بعدما أدت العقوبات الغربية على موسكو إلى رفض معاملة مصرفية تتعلق بسداد رسوم العبور.
لكن الوزير السلوفاكي قال وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس إن شركة التكرير "سلوف نفط" ستسدد المدفوعات، الأربعاء، بعد اتفاق الجانبين الروسي والأوكراني على تسوية، مضيفاً: "أتوقع استئناف الشحنات في غضون ساعات".
تتلقى سلوفاكيا كل نفطها عبر خط أنابيب دروجبا. وقال سوليك إن قيمة المدفوعات تصل إلى ما بين 9 و10 ملايين يورو (نحو 10.2 ملايين دولار).
حل طويل الأجل
وأضاف أن بلاده ستعكف على حل طويل الأجل للمشكلة، التي قال إنها ناجمة عن رفض بنك لم يذكر اسمه في أوروبا الغربية تحويل الأموال بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا. وتابع: "لن أبحث عن سياق سياسي وراء ذلك، لا يوجد أي سياق سياسي".
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا في مايو/ أيار الماضي على حظر معظم واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام، في إطار عقوبات الاتحاد على موسكو بسبب حرب أوكرانيا.
يشمل الحظر النفط الروسي الذي يُجلَب من طريق البحر، لكنه سمح بشحنات مؤقتة عبر خط أنابيب دروجبا إلى المجر وبعض البلدان غير الساحلية الأخرى في وسط أوروبا، مثل سلوفاكيا وجمهورية التشيك.
وقلصت روسيا شحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بعد رفض معظم الدول الالتزام بأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسداد بالروبل بدلاً من الدولار أو اليورو.
أسعار النفط تتراجع
وتراجعت أسعار النفط بعد تصريحات الوزير السلوفاكي، لتهبط العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من دولار، اليوم، إلى نحو 95.58 دولاراً للبرميل، كذلك انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى حوالى 89.86 دولاراً.
وقالت مجموعة "إم.أو.إل" المجرية للطاقة، وفق وكالة رويترز، إن تدفق النفط إلى وسط أوروبا عبر خط أنابيب دروجبا سيستأنف بعد فترة وجيزة بعدما حولت المجموعة رسوم العبور عن استخدام القسم الأوكراني من الخط.
وتحولت الطاقة الروسية إلى سلاح في الحرب بين موسكو والغرب منذ غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، إذ تواصل موسكو ضغوطها بورقة الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي، لمجابهة العقوبات الغربية الواسعة، ليصل عدد الدول التي حُجبَت إمدادات الوقود الأزرق عنها إلى ست دول، آخرها لاتفيا التي اتهمتها موسكو بانتهاك شروط سحب الغاز.
وصنفت وكالة موديز العالمية للتصنيف الائتماني، مساء الاثنين الماضي، 6 دول في الاتحاد الأوروبي "الأكثر انكشافاً" على فرضية وقف روسيا إمدادات الغاز عن دول التكتل، هي ألمانيا، والتشيك، والمجر، وإيطاليا، وسلوفاكيا، والنمسا، مشيرة إلى أن خفض الإمدادات أكثر أو وقفها سيؤدي إلى الإضرار بالنمو وزيادة التضخم في دول التكتل، "كذلك فإنه يزيد من احتمالية حدوث أزمة مخاطر ائتمانية".