روسيا تركز على أسواق بديلة لتعويض تراجع صادراتها من منتجات الأسماك

19 سبتمبر 2024
منتجات الأسماك الروسية، موسكو 17 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انخفاض صادرات الأسماك الروسية وتوسيع الأسواق البديلة**: شهدت روسيا انخفاضًا بنسبة 13% في صادرات الأسماك، وتركز على توسيع أسواقها البديلة، حيث دخلت تسع دول جديدة منذ 2022.
- **استمرار التصدير إلى الأسواق التقليدية وتوجه نحو أسواق جديدة**: رغم العقوبات، تستورد هولندا والصين كميات كبيرة من المنتجات الروسية، مع توجه لزيادة الإمدادات إلى بيلاروسيا وكازاخستان.
- **التحديات والعقوبات الغربية والرد الروسي**: فرضت الولايات المتحدة حظرًا على استيراد منتجات الأسماك الروسية، ومنعت النرويج سفن الصيد الروسية من دخول موانئها، مما دفع روسيا للتهديد باتخاذ إجراءات.

أفاد مساعد رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية أرتيم دوشيف، خلال منتدى الصيد الدولي في سانت بطرسبرغ لعام 2024، بأن روسيا شهدت انخفاضًا بنسبة 13% في منتجات الأسماك المصدرة، حيث بلغ إجمالي الكميات المبيعة خارج البلاد حوالى 1.1 مليون طن خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2024، لتسجل البلاد انخفاضًا عمّا كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس".

وفي إطار سعيها لتعويض هذا الانخفاض، تركز روسيا على توسيع أسواقها البديلة بعيدًا عن الدول الغربية. وقد تمكنت منذ عام 2022 من بيع منتجات الأسماك الروسية في تسع دول جديدة، بما في ذلك أربع دول جديدة منذ سبتمبر/أيلول 2023، من بينها دول عربية، وهي سورية والكويت، بالإضافة إلى ناميبيا والمكسيك. 

وأشار دوشيف إلى أن منتجات الأسماك الروسية يمكن أن تُصدَّر في المستقبل إلى أكثر من 70 دولة حول العالم، حيث إنها تُصدَّر فعليًا إلى 51 دولة في الوقت الحالي. وأضاف أنه رغم العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، لا تزال هولندا تستورد كميات كبيرة من المنتجات الروسية، ما يعكس قدرة روسيا على الحفاظ على بعض الأسواق التقليدية. 

وأوضح أن الصين لا تزال تستحوذ على الجزء الأكبر من الإمدادات الروسية من منتجات الأسماك في ثاني أكبر بلد من حيث عدد السكان في العالم، حيث بلغت الكميات المصدرة إليها 629 ألف طن، ولكن هناك توجه واضح نحو زيادة الإمدادات إلى دول جديدة مثل بيلاروسيا وكازاخستان. ووفقاً لممثل "روسيلخوزنادزور"، اشترت هولندا خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 نحو 75 ألف طن من المنتجات السمكية من روسيا، مقارنة بـ 85 ألف طن قبل عام. وأوضح أن ما يقرب من نصف صادرات منتجات الأسماك هي من سمك البلوق.

ويُنقَل حوالى 90% من منتجات الأسماك من طريق النقل المائي، والباقي من طريق البر. وفي سياق التوسع المستقبلي، أعرب دوشيف عن أمل روسيا في استكمال إجراءات الوصول إلى أسواق جديدة مثل الهند وباكستان وجنوب أفريقيا، ما يعكس استراتيجية موسكو للبحث عن شراكات تجارية جديدة وتعزيز وجودها في الأسواق الناشئة. من جهته، يقول أناتولي ياخونتوف، مدير شركة استيراد وتصدير بروسيا، لـ"العربي الجديد" إن "هناك تحديات تواجه روسيا في قطاع صادراتها السمكية بسبب الانخفاض الملحوظ في الكميات المصدرة، والذي تتسبب فيه جزئياً العقوبات الغربية. ولكن رغم ذلك، يقول ياخنتوف إن روسيا لديها القدرة على التكيف من خلال استكشاف أسواق بديلة لتعويض هذا النقص".

وأضاف ياخونتوف: "من اللافت أن روسيا تمكنت من دخول تسع دول جديدة، بما في ذلك دول عربية، ما يعكس رغبتها في تنويع أسواقها وتوسيع نطاق تجارتها. هذه الخطوة تُظهر استجابة استراتيجية للتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، حيث تسعى روسيا لتقليل اعتمادها على الأسواق الغربية". وتابع: "كذلك فإن استمرار هولندا في استيراد المنتجات الروسية يشير إلى أن الأسواق الغربية لا تزال مفتوحة وتستورد من روسيا، ما يعكس تعقيد العلاقات التجارية في ظل العقوبات".

العقوبات على استيراد منتجات الأسماك الروسية  

وفي ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية حظراً على استيراد منتجات الأسماك الروسية، ومنها سمك السلمون وسمك القد والبلوق وسرطان البحر والمنتجات المشتقة منها، التي يتم صيدها في روسيا أو في المياه الروسية. وجاء في بيان للوزارة: "حظر الاستيراد الذي فرضه الأمر التنفيذي للرئيس الأميركي جو بايدن ينطبق على الفئات الآتية من الأسماك: سمك السلمون وسمك القد والبلوق وسرطان البحر والمأكولات البحرية، والمنتجات المحضرة منها، والتي تم الحصول عليها كليًا أو جزئيًا في روسيا أو تم صيدها في المياه الخاضعة لروسيا، أو من طريق السفن التي ترفع العلم الروسي". وأضاف البيان: "وبغضّ النظر عما إذا كانت منتجات الأسماك هذه والأطعمة البحرية والمنتجات المشتقة منها قد تم تضمينها أو معالجتها بشكل كبير في منتج آخر خارج روسيا". 

الرد الروسي 

وفي وقت سابق منعت النرويج سفن صيد الأسماك الروسية من دخول موانئ ترومسو وبوتسفيورد وكيركينيس بشمال البلاد. وفي شهر يوليو/تموز الماضي، توعدت روسيا بالرد على قرار السلطات النرويجية بمنع سفن الصيد الروسية من دخول الموانئ الثلاثة في شمال النرويج. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان رسمي، إن "القيود المفروضة تقوّض واحدًا من المجالات القليلة للتعاون التي لا تزال قائمة بين بلدينا". 

وأضافت أن "مواصلة الضغط على أسطولنا لصيد الأسماك لا بد أن تكون لها عواقب سلبية، سواء لسكان النرويج العاملين في هذا المجال أو كامل المنظومة الثابتة لإدارة الموارد الحيوية لبحر بارنتس وبحر النرويج". وأكدت: "نحن من جانبنا لن نترك الخطوة غير الودية الجديدة من قبل النرويج دون رد، ونعتزم اتخاذ الإجراءات اللازمة لغرض حماية مصالح قطاع صيد الأسماك الروسي". 

المساهمون