في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية، نفذت روسيا صفقات لبيع النفط والفحم بالعملة الصينية اليوان، فيما انخفض إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز إلى أقل من 10 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2020.
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، قال في تصريحات اليوم الثلاثاء: "أعلم أن هناك بعض المعاملات التي تجري، ليس بالدولار واليورو، بل باليوان"، مشيراً إلى أن الشركات تتخذ قرارات تنفيذ التسويات التجارية باليوان من تلقاء نفسها.
ولفت إلى أن وزارة المالية والبنك المركزي في روسيا يعملان على اعتماد العملة الصينية في التعاملات التجارية، حسبما أوردت "قنا".
وأفادت تقارير إعلامية بأن بعض المستوردين في الصين تحولوا إلى سداد ثمن واردات الفحم والنفط من روسيا باليوان بسبب العقوبات الاقتصادية التي تجعل من الصعب إجراء تحويلات مالية دولية مع روسيا بعد فصل عدد من بنوكها عن نظام "سويفت".
ونقلت "رويترز" عن مصدرين مطلعين اليوم الثلاثاء، أن إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز انخفض إلى أقل من 10 ملايين برميل يومياً أمس، وهو أدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2020، في الوقت الذي عرقلت العقوبات والمشاكل اللوجستية تجارتها النفطية.
وقال المصدران إن متوسط إنتاج النفط الروسي انخفض إلى 10.3 ملايين برميل يومياً في الفترة من الأول إلى 11 إبريل/نيسان من 11.01 مليون برميل في مارس/آذار، وهو انخفاض بنسبة 6%.
المصدران أفادا بأن الإنتاج انخفض أكثر ليصل إلى 9.76 ملايين برميل أمس الاثنين وحده، وهو الأدنى وفقاً لتقديرات رويترز منذ انخفاضه إلى 9.37 ملايين برميل يومياً في المتوسط في يوليو/تموز 2020 عندما تأثر الإنتاج والطلب بشدة بجائحة كورونا.
وكان نوفاك قد قال يوم الخميس إن إنتاج النفط الروسي يمكن أن ينخفض 4% أو 5% في إبريل/نيسان قياساً بشهر مارس/آذار بسبب مشاكل في التأمين واستخدام السفن.
وإنتاج النفط الروسي واقع تحت ضغط نزولي هائل، في ظل العقوبات التي فرضها الغرب بسبب دور موسكو في أوكرانيا. وحظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسي في الشهر الماضي، فيما جعلت العقوبات من الصعب على المؤسسات المالية الروسية تنفيذ مدفوعات النفط.
وأبلغت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين بأن العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا يمكن أن تسبب إحدى أسوأ الصدمات في الإمدادات النفطية، وأن من المستحيل بالنسبة إلى المنظمة إنتاج الكميات التي تعوض النقص.
أوكرانيا تحبط اختراقاً روسياً لشبكة الكهرباء
في جانب آخر، حاول قراصنة إلكترونيون في الجيش الروسي قطع الكهرباء عن ملايين الأوكرانيين الأسبوع الماضي في هجوم خططوا له طويلاً، لكنه أُحبط، وفقاً لما قاله مسؤولون في الحكومة الأوكرانية الثلاثاء، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".
في واحدة من محطات الطاقة، نجح قراصنة في اختراق وعرقلة جزء من نظام التحكم الصناعي، لكن أشخاصاً يدافعون عن المحطة تمكنوا من منع انقطاع الكهرباء.
مسؤول الأمن الإلكتروني الأوكراني البارز، فيكتور زورا، قال للصحافيين: "كان التهديد خطيراً، لكنه مُنع في الوقت المناسب. يبدو أننا كنا محظوظين للغاية".
أضاف المسؤول أن القراصنة من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي استخدموا نسخة مطورة أكثر تحديثاً من برمجيات خبيثة اكتشفت لأول مرة في محاولته عام 2016 لقطع الكهرباء عن كييف، وكانت تحاول استهداف محطات فرعية عدة.
لم تحدد السلطات عدد المحطات الفرعية التي استهدفت أو مواقعها، مشيرة إلى دواعٍ أمنية، لكن نائباً لوزير الطاقة، فريد سافاروف، قال إن "مليوني شخص كانوا سيحرَمون الكهرباء إن نجحت المحاولة".
أوضح زورا، نائب مدير الهيئة الخاصة للاتصالات المتخصصة في الدولة، أن البرمجيات الخبيثة أُعدت لقطع الطاقة مساء الجمعة، بينما يعود الناس لتوّهم من عملهم ويشاهدون الأخبار.