روسيا تبحث عن أسواق جديدة بعد انخفاض أرباح غازبروم 41%

24 مايو 2023
تراجعت أرباح غازبروم العام الماضي إلى 15.77 مليار دولار (فرانس برس)
+ الخط -

كثفت روسيا من سعيها لإيجاد أسواق بديلة لصادرات الطاقة خاصة الغاز، بعد تراجع أرباح شركة غازبروم بنسبة 41% العام الماضي لتراجع المبيعات في السوق الأوروبية الرئيسية للمجموعة العملاقة.

وفرض الغرب العام الماضي مجموعة من العقوبات على روسيا وشركاتها التابعة للدولة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وبدأ في البحث عن موردين جدد لمصادر الطاقة، بينما بحثت روسيا عن مشترين أو زادت الحصص لزبائن حاليين.

ولم تُفرض عقوبات مباشرة على صادرات غازبروم من الغاز الطبيعي، وهي مصدر رئيسي لإيرادات الشركة، لكن أحجام الصادرات تراجعت إلى النصف تقريبا العام الماضي لتبلغ 101 مليار متر مكعب.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن شحنات الطاقة الروسية إلى الصين ستنمو بنسبة 40 % هذا العام، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى تعميق العلاقات مع بكين في مواجهة العقوبات الغربية.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه، تشيكيا سعيها لإنهاء الاعتماد على النفط الروسي بحول العام 2025.

تراجع الأرباح

وقالت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم الثلاثاء، إن أرباحها الصافية تراجعت أكثر من 40% إلى 1.226 تريليون روبل (15.77 مليار دولار) العام الماضي بسبب زيادة الضرائب في النصف الثاني من العام، وأضافت أنها لن توزع أرباحا نقدية عن العام بأكمله. 

وهبط سهم الشركة 4%، بعدما قالت الشركة التي يسيطر عليها الكرملين أن مجلس إدارتها قرر عدم توزيع أرباح نقدية عن 2022 بأكمله بعد تخصيص توزيعات نصف سنوية بقيمة 1.2 تريليون روبل (15 مليار دولار).

وقال فاميل ساديغوف نائب الرئيس التنفيذي للشركة، وفقا لوكالة "رويترز"، إن توزيعات الأرباح نصف السنوية تتجاوز بالفعل المستوى المستهدف البالغ 50% من صافي الأرباح، ولذلك تقرر الاكتفاء بتلك التوزيعات.

وأضاف أن الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بلغت العام الماضي 3.6 تريليونات روبل، وهو نفس مستواها عام 2021.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في تقرير لها الخميس الماضي، إن السقف المحدد بـ 60 دولارًا للبرميل الذي فرضته مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا، تسبب في تقلص عائدات النفط من 35% من إجمالي الميزانية الروسية قبل الحرب إلى 23% هذا العام.

وقالت وزارة الخزانة نقلاً عن أرقام وزارة المالية الروسية، إن عائدات الحكومة الفدرالية من النفط تراجعت بأكثر من 40% بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار هذا العام مقارنة بالعام السابق.

زيادة قدرة خط تال في تشيكيا

من جانبها، قالت شركة النفط التشيكية "ميرو" المملوكة للدولة إنها وقعت اتفاقا لزيادة قدرة خط أنابيب "تال TAL" عبر الألب لإنهاء اعتماد تشيكيا على النفط الروسي اعتبارا من عام 2025.

وينقل "تال" النفط من ميناء ترييستي في شمال إيطاليا إلى جنوب ألمانيا حيث يرسل الوقود بعد ذلك إلى الجمهورية التشيكية والنمسا عبر خطوط أنابيب أخرى.

واعتبارًا من عام 2025، ستتلقى تشيكيا عبر تال ثمانية ملايين طن من النفط سنويًا، أي ضعف ما تحصل عليه اليوم.

وقطعت روسيا صادرات الغاز عن تشيكيا العام الماضي، بعدما رفضت دفع مستحقاته بالروبل الروسي، بينما تلقت مصفاتا التكرير في تشيكيا 7,4 ملايين طن من النفط في 2022، جاء 56% منها من روسيا عبر خط أنابيب دروجبا.

وفرض الاتحاد الأوروبي حظرا على معظم واردات النفط من روسيا في مايو/أيار 2022، بعد ثلاثة أشهر من غزوها لأوكرانيا، مع إعفاء خط أنابيب دروجبا.

وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا الثلاثاء، إن الإعفاء منح براغ وقتًا للتفاوض حول الاتفاق الخاص بخط أنابيب تال الذي أشاد به بصفته "خطوة رئيسية وحجر زاوية لضمان استقلاليتنا عن روسيا في مجال الطاقة".

التوسع نحو أسواق آسيا

من جانبها، سعت روسيا لزيادة صادرات الطاقة إلى الدول الآسيوية، خاصة الصين والهند ثاني وثالث أكبر مستهلكي النفط في العالم.

وقال نوفاك الثلاثاء، والذي سافر إلى شنغهاي ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في حديثه خلال منتدى الأعمال الروسي الصيني إن الطاقة ركيزة أساسية للتعاون مع الصين، مضيفًا أنه يتوقع أن تنمو الإمدادات بنحو 40 % هذا العام.

وترتبط الصين وروسيا حاليا عبر خط أنابيب ضخم والمعروف باسم "قوة سيبريا" واللتان تسعيان لزيادة طاقته.

كما زادت واردات الصين من النفط الخام من روسيا 8.6% في إبريل /نيسان على أساس سنوي، مع شروع شركات تكرير خاصة أكبر في شراء النفط مخفض الأسعار.

وارتفعت واردات الصين من النفط الروسي منذ بداية العام حتى الآن 26.5% إلى 32.4 مليون طن، متجاوزة واردات السعودية التي حلت في المركز الثاني وزادت 2.9% إلى 31.28 مليون طن.

وقال رئيس مؤسسة النفط الهندية (إنديان أويل) الإثنين إنه لا يزال ملتزما بالعقود لأجل مع الموردين من الشرق الأوسط، لكن مشتريات الشحنات الفورية من المنطقة تراجعت مع زيادة استيراد الخام الروسي.

(الطن = 7.3 براميل من النفط الخام)

(الدولار= 80 روبلا تقريبا)

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون