الإثنين الماضي، أصبح والت ديزني، وهو مؤسس شركة الإعلام والترفيه الأشهر عالمياً، في عمر 121 عاماً. احتفل الرئيس التنفيذي للشركة روبرت إيغر بالمؤسس الراحل، كاتباً على "تويتر": "كم نحن محظوظون بالحياة التي عاشها والإرث الذي تركه. عيد ميلاد سعيد يا والت!".
وإيغر المعروف بـ "بوب"، هو مليونير أميركي بثروة وصلت إلى 350 مليون دولار، أنقذ شركة ديزني خلال محطاتها الصعبة، وها هو يعود إلى قيادة الشركة في عملية إنقاذ جديدة، بعدما تركها لسنتين وتعرضت خلالها لخسائر قاسية.
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت ديزني عودة إيغر من تقاعده، ليحل مكان بوب تشابك، الذي قاد الشركة خلال فترة مضطربة من إغلاق المتنزهات المتعلقة بفيروس كوفيد، والمعارك السياسية مع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس.
ووفقاً لوثائق لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، يتقاضى إيغر راتباً سنوياً قدره مليون دولار، إضافة إلى مكافآت بقيمة إجمالية قدرها 27 مليون دولار سنوياً أو إجمالي 54 مليون دولار في نهاية العقد الممتد لعامين حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وكان إيغر قد كسب، بحسب موقع "ذا ستريتس" المتخصص بالترفيه، 47.5 مليون دولار في عام 2019 و65.6 مليون دولار في عام 2018. وبررت شركة ديزني راتبه الضخم بأن "إيغر هو أحد أنجح الرؤساء التنفيذيين في تاريخ الشركة"، بعد إشرافه على عمليات استحواذ ضخمة بمليارات الدولارات.
ولدى إيغر مهمة صعبة، إذ أكدت "ذا غارديان" البريطانية أن الإطاحة ببوب تشابك تأتي بعد تقرير أرباح أظهر أن الشركة خسرت ما يقرب من 1.5 مليار دولار في ثلاثة أشهر فقط في مطلع هذا العام. كما يجب عليه إعادة الروح المعنوية في الشركة، لا سيما في الاستوديو الخاص بها والأقسام الإبداعية.
إضافة إلى إعادة الشركة إلى سكة الربحية والخروج من المشكلات السياسية. وشغل إيغر، 71 عاماً، أعلى منصب في ديزني من 2005 إلى 2020. ويسعى إلى صياغة الاستراتيجيات ببساطة ووضوح. "إنها عادة يجب على جميع القادة الاقتداء بها، كما يقول إيغر وفقاً لتقرير نشرته "فوربس".
وأوضح وجهة نظره من خلال شرح كيف أقنع مجلس الإدارة بتسميته الرئيس التنفيذي الجديد لشركة ديزني في عام 2005. إذ بينما كان إيغر يستعد لعملية مقابلة طويلة ومكثفة، لجأ إلى صديق للحصول على المشورة. ذكّر الصديق، وهو خبير تسويق ناجح، إيغر بأنه يجب عليه فقط صياغة ليس عشر استراتيجيات، بل ثلاثاً. وقال له إن التركيز هو المفتاح. أخبر إيغر أعضاء مجلس الإدارة بأن أولويته الرئيسية ستكون الاستثمار في الإبداع.
إيغر لم يتغير في هذا الصدد. في مذكرة الأسبوع الماضي للموظفين، كتب أن أي تغييرات تنظيمية يقوم بها "سوف تكرم وتحترم الإبداع باعتباره قلب وروح الشركة". وفقاً لإيغر، يحتاج الأشخاص في أي مؤسسة إلى معرفة أولويات القائد.
وقال: "عندما تقود الناس، عليك أن تكون واضحاً جداً فيما تتوقعه منهم". وشرح إيغر، الذي أعطى الأولوية لإبداع ديزني، أنه يعتقد أن العمل في المكتب يؤدي إلى إبداع أفضل وعمل جماعي. لكنه لم يقدم أي إعلان عن نهاية ترتيبات العمل من المنزل بعد كوفيد.
وقال: "هناك قيمة هائلة للعمل في المكان نفسه". وأضاف: "سأقضي الكثير من الوقت هنا، وآمل ألا أشعر بالوحدة". ورجل الأعمال الأميركي شغل سابقاً منصب رئيس تلفزيون ABC بين عامي 1994 و 1999، والرئيس والمدير التنفيذي للعمليات في "كابيتال سيتي"، من عام 1995 حتى استحواذ ديزني عليها في عام 1996.
جرى تعيين إيغر رئيساً لشركة ديزني في عام 2000 وخلف مايكل ايسنر كرئيس تنفيذي في عام 2005 حتى انتهاء عقده في عام 2020. ثم شغل منصب الرئيس التنفيذي حتى تقاعده من الشركة في عام 2021. خلال فترة إشرافه الأولى على الشركة لمدة 15 عاماً، وسع إيغر قائمة حقوق الملكية الفكرية لشركة ديزني، ووسع وجودها في الأسواق الدولية، وأشرف على زيادة القيمة السوقية للشركة من 48 مليار دولار إلى 257 مليار دولار.