استمع إلى الملخص
- الزيادة المتوقعة تتراوح بين 70 و90 سنتًا للبرميل، مع توقعات بارتفاع الطلب العالمي على النفط، وتأكيدات من وزيري الاقتصاد والمالية السعوديين على أهمية تجنب التسارع المفرط في التحول الاقتصادي.
- التنسيق بين السعودية وروسيا يعكس أهمية السيطرة على حصص الإنتاج للتحكم في أسعار النفط عالميًا، مع توقعات بزيادة الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا في 2024.
سلّط اعتزام شركة أرامكو النفطية السعودية رفع الأسعار الرسمية لبيع النفط إلى آسيا خلال يونيو/ حزيران المقبل، إلى أعلى مستوى في 5 أشهر، بحسب مسح أجرته "رويترز"، الضوء على الأثر المتوقع لذلك على اقتصاد المملكة خلال النصف الثاني من العام الجاري، خصوصاً في ظل ترويج حكومة المملكة لسردية مفادها أن التحول السريع لمزيج الطاقة العالمي قد يسبب أزمة اقتصادية عالمية.
وروّج لتلك السردية وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم، في جلسة خاصة عن تقنية احتجاز الكربون بالمنتدى الاقتصادي العالمي، نهاية إبريل/ نيسان الماضي، كما أكدها وزير المالية، محمد الجدعان، خلال مشاركته في منتدى الدوحة الاقتصادي، في 14 مايو/ أيار الجاري، مصرّحاً بأنّ بلاده تتجنب دفع اقتصادها إلى حالة من "التسارع المفرط" في التحول الاقتصادي، وفقاً لما نقلته "بلومبيرغ".
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي توقعت وزارة المالية أن يبلغ إجمالي النفقات نحو 1.275 تريليون ريال (340 مليار دولار)، والإيرادات 1.193 تريليون ريال (318 مليار دولار)، بعجز 82 مليار ريال (21.8 مليار دولار).
ثالث رفع لأسعار خام السعودية
وتأتي خطط أرامكو لتنفيذ ثالث رفع على التوالي في أسعار الخام العربي بالتزامن مع استمرار السعودية في خفض إنتاجها الطوعي، البالغ مليون برميل يوميًا، شهرًا إضافيًا، حتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري.
ووفق "رويترز"، قد ترفع أرامكو سعر الخام العربي الخفيف في يونيو/ حزيران لما بين 70 و90 سنتًا، ليقترب من علاوة 3 دولارات للبرميل فوق متوسط أسعار دبي وسلطنة عمان، مقارنة بالمستويات المسجلة في شهر مايو/ أيار الجاري.
وفي حال تطبيق الزيادة، سيكون سعر الخام العربي الخفيف عند أعلى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، حسب مصادر من قطاع تكرير النفط السعودي. وتوقع معظم المشاركين في المسح أن ترتفع أسعار البيع الرسمية لشهر يونيو/ حزيران للخامين العربي المتوسط والعربي الثقيل على قدم المساواة مع العربي الخفيف، مدعومة بنقص العرض وسط تخفيضات "أوبك+" وهوامش قوية لزيت الوقود.
وبموجب رفع أرامكو لأسعار بيع شحنات الخام العربي الخفيف لعملائها في آسيا خلال مايو/ أيار الجاري بمقدار 0.30 دولار للبرميل، ارتفع سعر برميل النفط السعودي إلى آسيا خلال الشهر إلى دولارين فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/دبي مقارنة بـ 1.7 دولار فوق متوسط أسعار سلطنة عمان/ دبي في إبريل/ نيسان الماضي.
توقعات الطلب على النفط
يشير الخبير الاقتصادي، محمد الناير، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن أرامكو تمثل جزءاً من منظومة تكتل "أوبك+"، وبالتالي إن قضية أسعار النفط تتحكم فيها المنظومة بالكامل، التي تمثل روسيا رأساً فيها، باعتبارها من كبريات الدول المنتجة للنفط إلى جانب المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن رفع أسعار النفط يؤثر إيجاباً بالموازنة العامة السعودية عبر زيادة حجم الإيرادات النفطية في تلك الموازنة.
تأتي خطط أرامكو لتنفيذ ثالث رفع على التوالي في أسعار الخام العربي بالتزامن مع استمرار السعودية في خفض إنتاجها الطوعي
وينوّه الناير، في هذا الصدد، بتوقعات بزيادة الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من العام الجاري، مشيراً إلى أن "أرامكو بنت حساباتها على تلك التوقعات دون وجود أي زيادة في العرض".
وبهذه المعادلة، تكون أسعار النفط مرشحة للارتفاع في النصف الثاني من العام الجاري، ما يمهد لتحقيق إيرادات جيدة للموازنة العامة السعودية، بحسب الناير، الذي أكد ارتباط ترشيح كهذا بتحقق توقعات أرامكو، وبخلاف ذلك فإن الشركة السعودية لن تستطيع رفع الأسعار إلا بخفض الإنتاج.
وفي هذا الإطار، يشير الناير إلى وجود توجه بخفض كميات الإنتاج النفطي المعروضة من قبل المملكة العربية السعودية وروسيا وفق اتفاقات تجري بالتنسيق بين المملكة العربية السعودية وروسيا، باعتبارهما قاطرة "أوبك+" الأساسية للتحكم في أسعار النفط عبر التأثير في الحصة التي يطرحها التكتل على السوق العالمي، والتي تمثل أكثر من ثلث الاحتياج العالمي. وحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA)، في مايو/ أيار الجاري، من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024.