رفع البنك الأهلي المصري سعر صرف الدولار إلى 27 جنيها لأول مرة، ويعد البنك أكبر مصرف حكومي في البلاد، وهو أحد الأذرع الرئيسية للبنك المركزي في تحديد اتجاهات أسعار الصرف والفائدة.
وسمح البنك المركزي المصري اليوم مجددا للجنيه بالانخفاض أمام الدولار، ليسجل سعر صرف الدولار ثالث زيادة كبيرة مقابل الجنيه المصري في أقل من عام.
وسجل سعر صرف الدولار أعلى سعر داخل السوق المصرية في بنك المشرق عند 27.25 جنيها للبيع، و27.15 جنيها للشراء، وبلغ 27.2 جنيها للبيع في عدة بنوك منها الإمارات دبي الوطني والأهلي المتحد.
وأظهرت بيانات رفينيتيف تراجع سعر صرف الجنيه المصري إلى 27 جنيها أمام الدولار في تعاملات متقلبة صباح اليوم الخميس. وكانت قيمة العملة المصرية سجلت الأربعاء أكبر انخفاض في يوم واحد، منذ أن أقرت الحكومة التي تعاني من ضائقة مالية، اتفاقا مع صندوق النقد الدولي لتلقي قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار في منتصف ديسمبر/كانون الأول.
وانخفضت قيمة الجنيه مقابل الدولار الأربعاء لتصل إلى ما يزيد قليلا عن 26.5 للدولار، مقارنة بـ24.7 جنيها للدولار، بعد أقل من أسبوعين من مصادقة مصر وصندوق النقد الدولي رسميا على حزمة الدعم التي وافق عليها الصندوق في مقابل عدد من الإصلاحات الاقتصادية التي نفذها البنك المركزي في البلاد، بما في ذلك التحول للتعامل بسعر صرف مرن.
وتسمح الحزمة بتقديم 14 مليار دولار أخرى في شكل تمويل محتمل لمصر. ومني الاقتصاد المصري بأضرار بالغة جراء سنوات من التقشف الحكومي وجائحة فيروس كورونا وتداعيات الحرب في أوكرانيا. وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وكانت معظم وارداتها تأتي من أوروبا الشرقية.
ورفع البنكين، الأهلي المصري ومصر، أكبر بنكين في البلاد، الأربعاء، سعر صرف الدولار إلى 26.5 جنيهاً لأول مرة، مسجلاً أكبر حركة يومية منذ سمح له البنك المركزي بالانخفاض 14.5 بالمائة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأربعاء 26 جنيها في 6 بنوك عاملة في السوق المصرية، تزامنا مع طرح شهادات ادخار مرتفعة العائد وبسعر فائدة 25% في السنة.
وأعلن البنك الأهلي المصري وبنك مصر وهما أكبر البنوك الحكومية المصرية، طرح شهادة ادخار لأجل سنة بفائدة مرتفعة تصل إلى 25% بداية من الأربعاء، في خطوة استبقت خفضاً جديداً لسعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار.
ورفع البنك الأهلي سعر الفائدة على شهادات الادخار الدولارية إلى 5.3% للشهادات التي يبدأ سعرها من 500 دولار أو يورو.
وقفز معدل التضخم السنوي في مصر إلى 19.2% خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، من 16.3% في أكتوبر/ تشرين الأول السابق له.
والشهر الماضي، قررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 300 نقطة أساس.
وارتفع سعر الدولار الرسمي مقابل الجنيه بشكل حاد منذ شهر مارس/ آذار الماضي، رغم رفع الفائدة على الجنيه هذا العام عدة مرات من قبل البنك المركزي، كان آخرها الأسبوع قبل الماضي، وبإجمالي 8%، وأيضاً رغم فقدان احتياطي النقد الأجنبي في مصر ما يقرب من خمس قيمته منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، وصولاً إلى 33.5 مليار دولار.
فقد الجنيه المصري منذ بداية العام، أكثر من 70 بالمائة من قيمته أمام الدولار منذ بداية العام، وتواجه البلاد حاليا نقصا في العملة الأجنبية. وفي الأشهر الأخيرة، عانت مصر أيضا من ارتفاع معدلات التضخم، حيث تجاوز المعدل السنوي هامش 18 بالمائة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وسعى البنك المركزي المصري لكبح جماح التضخم برفع أسعار الفائدة. ويعتمد معظم المصريين على الدعم الحكومي في تحمل تكاليف السلع الأساسية مثل الخبز، وهي السياسة التي تعمل بها الدولة منذ عقود.
وبحسب الإحصاءات الحكومية، فإن ما يقرب من ثلث سكان مصر البالغ عددهم 104 ملايين نسمة يعيشون دون خط الفقر، ومن المتوقع زيادة النسبة مع تهاوي العملة.