رالف هامرز: هولندي تنتظره مهمة صعبة لإنقاذ النظام المالي السويسري

عندما انتهت المفاوضات الماراثونية، والتي انتهت بالاتفاق على إدماج كريدي سويس البالغ من العمر 166 عاما في مصرف "يو بي إس" UBS، صرح الرئيس التنفيذي لهذا الأخير رالف هامرز قائلا: "إنه يوم حزين، لم يتمنه أي أحد". والكثيرون في المجال ينظرون إلى هذا المصرفي كمنقذ للنظام المالي السويسري.

يوجد رالف هامرز Ralph Hamers على رأس أكبر مصرف سويسري. كانت أولوية الرئيس التنفيذي لـ "يو بي إس" إلى حدود الأسابيع الماضية، الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية، غير أنه وجد نفسه مضطرا للتركيز على شراء مصرف كريدي سويس وتبعاته.

يوم الأحد الماضي، وافق بنك "يو بي إس" على بذل 3.2 مليارات دولار من أجل شراء بنك كريدي سويس البالغ من العمر 166 عاما، الذي سعت سلطات الإشراف والحكومات إلى الحيلولة دون انهياره تفاديا لأزمة يمكن أن تكون لها تداعيات مثل تلك التي هزت العالم في 2008.

جاء في بيان للبنك الوطني السويسري أنه "مع استحواذ يو بي إس على كريدي سويس، تم العثور على حل لضمان الاستقرار المالي وحماية الاقصاد السويسري في هذا الوضع الاستثنائي، مؤكدا أنه يعمل مع الحكومة السويسرية وهيئة الإشراف على السوق المالية لدمج أكبر مصرفين في البلد".

اقتصاد الناس

التحديثات الحية

"كريدي سويس" مفتوح للعملاء لسحب ودائعهم.. و"يو بي إس" يخفي الأسرار

يوجد الهولندي هامرز البالغ من العمر ستة وخمسين عاما على رأس UBS منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بعدما كان تولى أمر المصرف الهولندي ING الذي كان يواجه وضعا صعبا يرتبط بسداد 10 مليارات يورو من المساعدات العمومية التي استفاد منها.

تمكن من سداد ذلك الدين قبل سبعة أشهر من حلول موعده، غير أن الفترة التي قضاها على رأس ING شهدت نشوب قضية الاستعمال المشبوه للحسابات، الأمر الذي أفضى إلى استقالة المدير المالي.

عندما عين على رأس يو بي إس فوجئ الكثيرون بذلك، فلم تكن له خبرة كبيرة في مصرف الاستثمار أو تدبير الثروات، حيث كان ينظر إليه باعتباره يتمتع بقدرة كبيرة على إحداث التحول الرقمي في القطاع المصرفي.

بعد تعيينه قبل عامين ونصف، أكد المصرفي الذي قضى تسعة وعشرين عاما بالبنك الهولندي، من بينها سبعة أعوام على رأس الإدارة العامة، أنه يريد تسريع مسلسل القرار في المصرف السويسري يو بي إس الذي التحق به قبل عامين ونصف العام، مشددا على أن المخاطر الجيوسياسية تمثل مصدر قلق رئيسي بالنسبة له في الظرفية الحالية.

توالت التحديات منذ توليه أمر المصرف السويسري الذي التحق به في عز الجائحة، التي تلتها الحرب في أوكرانيا، حيث حقق البنك في العام الماضي أرباحا بلغت 7.6 مليارات دولار.

لم يكن مسؤولوه يخططون لشراء بنك يواجه صعوبات مثل كريدي سويس، بل المضي في الرقمنة وتحديث المصرف الذي يعتبر الأول في تدبير ثروة العالم، حيث تعد الموجودات ضمن الأضخم على مستوى العالم.

يوجد الهولندي هامرز البالغ من العمر ستة وخمسين عاما على رأس UBS منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020

يحسب للمصرفي الهولندي الحاصل على درجة ماجستير في العلوم الاقتصادية تخصص بحوث العمليات من جامعة "تيلبورغ" الهولندية، سياساته الحازمة في خفض النفقات عندما كان على رأس ING وشغفه بتطبيق التكنولوجيات الرقمية على الخدمات المصرفية.

بعد اتفاق الأحد الماضي، وصل عدد موظفي يو بي إس إلى 124500، من بينهم 50480 موظفا ينتمون لكريدي سويس، غير أنه ينتظر أن ينخفض ذلك العدد حوالي 25 ألفا، ما دام رالف هامرز صرح خلال مؤتمر مع المحليين، أنه يريد خفض التكاليف بـ8 مليارات دولار في العام إلى غاية 2027.

سيكون على هامرز، المتزوج بزميلة له، تدبير عملية الإدماج على الأرض لكريدي سويس في يو بي إس، حيث سيكون مسؤولا عن مصرف جديد بأصول ضخمة، ما يعني نوعا من الهيمنة في العديد من الأسواق عبر العالم.

وقد أوضح هامرز الذي كوفئ جيدا نظر للنتائج التي حققها يو بي إس في العام الحالي، أن العملية لن يكون لها أثر إيجابي على الربح لكل سهم، إلا بعد مرور أربعة أعوام.

لم يسبق له أن تولى عملية إدماج بالمستوى الذي يراد إنجازه بين كريدي سويس ويو بي إس، غير أن هناك من يرى أنه أنجز العديد من عمليات إعادة الهيكلة في هولندا وبلجيكا، وهي تجربة ستفيده في المهمة الجديدة.