قد تضطر سريلانكا إلى شراء المزيد من النفط من روسيا، في وقت تبحث فيه الدولة الجزيرة بشدة عن الوقود، وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حسبما قال رئيس وزراء البلاد المعيَّن حديثاً.
أوضح رئيس الوزراء رانيل (راني) ويكريميسينغه أنه سيبحث أولاً عن مصادر أخرى، لكنه سيكون منفتحاً على شراء المزيد من النفط الخام من موسكو.
كانت الدول الغربية قد أوقفت إلى حد بعيد واردات الطاقة من روسيا، تماشياً مع العقوبات، بسبب حربها على أوكرانيا.
وفي مقابلة موسعة مع وكالة "أسوشييتد برس"، السبت، أشار ويكريميسينغه أيضاً إلى أنه على استعداد لقبول المزيد من المساعدات المالية من الصين، على الرغم من ديون بلاده المتزايدة.
وبينما أقر بأن سريلانكا هي من وضعت نفسها في المأزق الحالي، قال ويكريميسينغه إن الحرب في أوكرانيا تزيد الأمر سوءاً، مشيراً إلى أن النقص الحاد في الغذاء يمكن أن يستمر حتى عام 2024. وقال إن روسيا عرضت أيضاً القمح على سريلانكا.
تحدث ويكريميسينغه، الذي يشغل أيضاً منصب وزير المالية في سريلانكا، إلى الأسوشييتد برس في مكتبه بالعاصمة كولومبو، بعد أقل من شهر من توليه المنصب للمرة السادسة كرئيس للوزراء.
أدى ويكريميسينغه، الذي عينه الرئيس غوتابايا راجاباكسا لحل أزمة اقتصادية كادت أن تقضي على احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد، اليمين بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة الشهر الماضي التي أجبرت سلفه ماهيندا راجاباكسا، شقيق الرئيس، على التنحي والبحث عن الأمان من الحشود الغاضبة في قاعدة بحرية.
تراكمت على سريلانكا ديون خارجية بقيمة 51 مليار دولار، لكنها أوقفت سداد ما يقرب من سبعة مليارات دولار مستحقة هذا العام.
وتركت الديون الهائلة البلاد بلا أموال للواردات الأساسية، ما يعني أن المواطنين يكافحون للحصول على الضروريات الأساسية مثل الغذاء والوقود والأدوية، وحتى ورق المرحاض وأعواد الثقاب.
وأدى النقص إلى انقطاع التيار الكهربائي، واضطر المواطنون إلى الانتظار أياماً للحصول على غاز الطهو والبنزين في طوابير تمتد لعدة كيلومترات.
قبل أسبوعين، اشترت البلاد شحنة بلغت 99 ألف طن من الخام الروسي لإعادة تشغيل مصفاة التكرير الوحيدة، حسبما قال وزير الطاقة للصحافيين.
لم يعلق ويكريميسينغه مباشرة على تلك التقارير، وقال إنه لا يعرف ما إذا كان هناك المزيد من الطلبيات في خط الأنابيب أو لا. لكنه قال إن سريلانكا بحاجة ماسة إلى الوقود، وتحاول حالياً الحصول على النفط والفحم من الموردين التقليديين للبلاد في الشرق الأوسط.
وأضاف: "إذا تمكنا من الحصول على ما نحتاجه من أي مصادر أخرى، فسنحصل عليه من هناك. وإلا فسنضطر إلى الذهاب إلى روسيا مرة أخرى".
يتفاوض المسؤولون مع موردين من القطاع الخاص، لكن ويكريميسينغه قال إن إحدى المشكلات التي يواجهونها "وجود الكثير من النفط المنتشر الذي يمكن أن يكون مصدره إيران أو روسيا بشكل غير رسمي".
وتابع قائلاً: "في بعض الأحيان قد لا نعرف ما هو النفط الذي نشتريه. وبالتأكيد، نحن ننظر إلى الخليج باعتباره مصدرنا الرئيسي".
(أسوشييتد برس)