قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) اليوم الأربعاء، إنه لا يستبعد تنفيذ مزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة في اجتماعات مقبلة للبنك، وكرر أن أغلب البنوك المركزية لا تزال ترى وجاهة في تنفيذ عمليتي رفع لأسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام.
ونقلت "رويترز" عن باول، في مؤتمر للبنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال، قوله: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً" في ما يتعلق برفع أسعار الفائدة، مشيراً إلى أن التوقف هذا الشهر عن الرفع جاء بهدف استيعاب تأثير دورة رفع الفائدة على الاقتصاد.
وأضاف أن البنك الفيدرالي الأميركي لم يتخذ قراراً بعد بشأن الأساليب المتبعة في ما يتعلق بعمليات رفع الفائدة المستقبلية، لكن "لن أستبعد اتخاذ مثل هذا الإجراء في اجتماعات مقبلة على الإطلاق".
لكن باول أوضح أنه بغضّ النظر عن إيقاع تحركات السياسة النقدية المقبلة "ترى اللجنة بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك حاجة لمزيد من العمل" في ما يتعلق بتشديد السياسة النقدية لتخفيف الضغوط التضخمية.
وقال باول إن الركود في الولايات المتحدة بعد قرار رفع أسعار الفائدة ليس الاحتمال الأكثر ترجيحاً، ولكنه "ممكن بالتأكيد". وأضاف أن "الحالة الأقل ترجيحاً هي أن نجد طريقنا إلى تحقيق توازن أفضل دون حدوث ركود حاد حقاً". لكنه أردف قائلاً إن هناك أيضاً "احتمالاً كبيراً لحدوث تباطؤ"، مضيفاً أن الاقتصاد الأميركي يتمتع بقدر كبير من الصلابة.
وأكد رئيس البنك المركزي الأكبر في العالم أنه لا يتوقع عودة التضخم إلى هدف البنك البالغ 2% قبل عام 2025، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه إذا انخفض بشدة فقد لا يحتاج البنك المركزي إلى مواصلة سياسة التشديد النقدي بالقوة نفسها وللمدة نفسها.
ولما سُئل عما إذا كان هذا يعني استمرار تقييد السياسة النقدية حتى عام 2025، قال باول: "سنفعل ما يتعين علينا فعله لاستعادة استقرار الأسعار".
وتجتمع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اجتماعاتها القادمة في 25 و26 يوليو/ تموز لاتخاذ قرار بشأن سعر الفائدة، وهناك توقعات على نطاق واسع برفعها 25 نقطة أساس (ربع بالمائة).
ومنذ مارس/ آذار 2022، رفع البنك الفيدرالي الفائدة إلى نطاق 5% - 5.25%، بعد أن كانت قريبة من صفر بالمائة، في أسرع وتيرة لرفع الفائدة منذ عقود، بأمل الحد من سطوة أكبر تضخم يشهده الاقتصاد الأميركي في أكثر من أربعة عقود.
وبتأثير كلمات باول، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا، الأكثر تأثراً باستمرار معدلات الفائدة عند مستوياتها المرتفعة، تراجعات بسيطة، قبل أن يعاود مؤشر ناسداك ارتفاعه، مضيفاً ما يقرب من نصف النقطة المئوية، بعد مرور نحو ساعتين من تعاملات يوم الأربعاء الرسمية.