استمع إلى الملخص
- الوضع الحالي لمصرف سوريا المركزي: استأنف المصرف عمله بعد سيطرة المعارضة على دمشق، معتمدًا على احتياطيات الليرة السورية، بينما انخفضت تدفقات العملات الأجنبية بسبب فقدان النفط كمصدر رئيسي للدخل.
- احتياطيات الذهب والعقوبات الدولية: رغم امتلاك 26 طناً من الذهب، لم تُسيّل لضمان استقرار الليرة، وتواجه سوريا عقوبات غربية تعيق جهود الإنعاش الاقتصادي، مع مطالبات برفعها لتشجيع عودة اللاجئين.
قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، اليوم الثلاثاء، إن احتياطي النقد الأجنبي في سورية منخفض للغاية. وقال مسؤولون سوريون حاليون وسابقون لوكالة رويترز إن احتياطيات الدولار استنفدت تقريبا، لأن حكومة بشار الأسد استخدمتها بشكل متزايد لتمويل الغذاء والوقود والمجهود الحربي.
وأضاف أحد المصادر أن احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي تبلغ نحو 200 مليون دولار نقدا فقط، بينما ذكر آخر أن احتياطيات الدولار تقدر "بمئات الملايين". وعلى الرغم من عدم الاحتفاظ بكل الاحتياطيات نقدا، فإن الهبوط ضخم مقارنة بفترة ما قبل الحرب. وقال صندوق النقد الدولي إن مصرف سورية المركزي أفاد في أواخر 2011 بأنه يملك 14 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي. وأشارت تقديرات الصندوق في 2010 إلى أن الاحتياطيات في سورية سجلت 18.5 مليار دولار.
وتوقفت سورية عن مشاركة المعلومات المالية مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى بعد فترة وجيزة من قمع نظام الأسد الثوار الذين طالبوا بالديمقراطية في 2011 خلال حملة أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية.
ولا تزال الحكومة السورية الجديدة، بقيادة المعارضة السابقة، تجري جردا لأصول البلاد بعد فرار الأسد إلى روسيا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول. وتمكن لصوص لفترة وجيزة من الوصول إلى أجزاء من البنك المركزي ونهبوا نقودا بالليرة السورية، لكنهم لم يخترقوا الخزينة الرئيسية، لكن مسؤولين من الحكومة الجديدة أكدوا استعادة بعض مما سُرق.
وقال أحد المصادر إن الخزينة مقاومة للقنابل وتحتاج لثلاثة مفاتيح، كل منها يحمله شخص مختلف، ورمز مركب لفتحها. وقال مصدران إن أعضاء الإدارة السورية الجديدة قاموا بتفتيش الخزينة الأسبوع الماضي، بعد أيام من سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق في هجوم خاطف أنهى حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاما.
ولم يرد ممثلون إعلاميون للإدارة السورية الجديدة أو مصرف سورية المركزي على طلبات للتعليق فيما يتعلق بحجم احتياطي النقد الأجنبي في المصرف المركزي.
26 طناً من الذهب
ونقلت "رويترز" عن مصادر، أمس الاثنين، قولها إن خزائن مصرف سورية المركزي بها نحو 26 طنا من الذهب، وهي الكمية نفسها التي كانت موجودة بها عند اندلاع الحرب الأهلية في 2011، حتى بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. لكنهم أضافوا أن دمشق تملك مبلغا نقديا صغيرا من احتياطيات العملة الأجنبية.
وذكر مجلس الذهب العالمي أن احتياطيات سورية من الذهب بلغت 25.8 طنا في يونيو/ حزيران 2011. وأشار المجلس إلى أن مصرف سورية المركزي مصدر لبياناته. وتلك الكمية تساوي 2.2 مليار دولار بأسعار السوق الحالية. لكن المصادر المطلعة على الوضع قالت إن الذهب لم يتم تسييله قط من أجل الاحتفاظ بضمانات كافية لليرة السورية المتداولة في السوق.
عودة مصرف سورية المركزي إلى العمل بشكل كامل
عاد مصرف سورية المركزي، وهو مبنى أبيض عريض في وسط دمشق، إلى العمل بشكل كامل أول من أمس الأحد، أول يوم عمل في الأسبوع في البلاد. وعج المصرف بالموظفين وبأشخاص راغبين في الحصول على دولارات، وكذلك بأشخاص يحملون أجولة مليئة بالليرات السورية.
وقال مصدر إن المصرف المركزي يستطيع حاليا الاعتماد على الليرات السورية الموجودة في احتياطياته وتساوي عدة مئات من ملايين الدولارات، وذلك بالإضافة إلى احتياطياته الضئيلة من الدولار.
وانخفضت التدفقات الجديدة من العملات الأجنبية، بسبب فقد سورية مصدرها الرئيسي للدخل بالعملة الأجنبية، وهو النفط الخام، عندما استولت فصائل كردية مسلحة وجماعات أخرى على الحقول في شرق البلاد خلال الحرب. كما استهدفت العقوبات الغربية الصارمة سورية، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المصرف المركزي نفسه، وأدرجت بعض حكامه في القائمة السوداء.
وطالبت الإدارة السورية الجديدة برفع العقوبات الدولية لإنعاش الاقتصاد وإعادة إعمار البلاد، بعد سنوات من الحرب، وتشجيع ملايين اللاجئين السوريين على العودة. لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إنهم سيضطرون إلى الانتظار لرؤية نوعية الإدارة التي سيعيّنها الحكام الإسلاميون الجدد في البلاد.
(رويترز، العربي الجديد)