دعم مالي أوروبي لأوكرانيا... وموسكو تؤمّم أصول الشركات الأجنبية المغادرة

10 مارس 2022
شركة "آيروفلوت" الروسية تتعرض لضغوط كبيرة من العقوبات (فرانس برس)
+ الخط -

تتلقى أوكرانيا جرعات الدعم المالي تباعاً من حلفائها، فيما ترصد روسيا مزيداً من المقاطعة في شتى القطاعات، حيث أعلنت شركات وجهات عديدة حظر التعامل معها، فيما قررت موسكو تأميم أصول الشركات المغادرة. فما الجديد؟

فقد أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الأربعاء، رصد حزمة مساعدات بأكثر من ملياري يورو للمتضررين من الحرب الدائرة في أوكرانيا من سكان وشركات ودول، بما في ذلك تلك التي تستضيف لاجئين. وجاء في بيان للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن الأموال ستؤمن سريعاً لدعم الشركات الأوكرانية، ومتى أمكن، مساعدة المؤسسات التجارية على نقل مقراتها لضمان مواصلة عملها.

والحزمة البالغة قيمتها 2.2 مليار يورو ستسهم في "مساعدة البلدان المتأثرة بشكل مباشر من جراء تدفّق اللاجئين الأوكرانيين" إلى أراضيها، بعد مغادرة 2.2 مليون شخص على الأقل أوكرانيا هرباً من الغزو الروسي، وفقاً لفرانس برس.

والأسبوع الماضي، صوّت مجلس إدارة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لصالح اتّخاذ تدابير بحق روسيا وبيلاروسيا على خلفية الغزو. وستحول هذه التدابير في حال صادق عليها حكّام البنك دون استفادة هذين البلدين من القدرات المالية لهذه الهيئة وخبراتها.

في سياق متّصل، يصوّت المشرّعون الأميركيون الأربعاء، على حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 14 مليار دولار، تندرج في إطار مشروع ضخم لتمويل الوكالات الفدرالية وتجنيب الولايات المتحدة إغلاقاً للإدارات الرسمية.

دائرة مقاطعة الشركات روسيا تتوسّع يوماً بعد آخر

ووفقاً لرويترز، أعلنت مجموعة الطاقة الإيطالية إيني اليوم الأربعاء، إنها علقت إبرام عقود جديدة لشراء النفط والمنتجات النفطية من روسيا. وقالت الشركة في تصريحات أرسلت بالبريد الإلكتروني "ستحترم إيني بالكامل كل قرار تتخذه المؤسسات الأوروبية والإيطالية أياً كان".

كذلك قالت شركة "بريتش أميركان توباكو"، بحسب أسوشييتد برس، إنها علقت استثمارات رأسمالية كان مخططاً لها في روسيا، لكنها ستواصل العمل هناك، رغم إعلان العديد من العلامات التجارية الغربية الأخرى وقف جميع اعمالها هناك بسبب غزو أوكرانيا.

وصرحت الشركة، وهي إحدى ما يسمى بمنتجي التبغ الأربعة الكبار، يوم الأربعاء بأن عليها "واجب رعاية" لجميع موظفيها البالغ عددهم 2500 موظف في روسيا. وأضافت إنها تركز على منتجات التبغ المصنوعة محلياً في روسيا، حيث تعمل منذ عام 1991.

وقالت الشركة: "علاوة على ذلك، نقوم بتحجيم نطاق أنشطتنا التجارية بما يتناسب مع الوضع الحالي، وبما يتضمن ترشيد أنشطتنا التسويقية"، مضيفة أنها تلتزم بجميع العقوبات الدولية المتعلقة بالصراع. وتابعت الشركة أنها "قلقة للغاية بشأن الصراع في أوكرانيا"، حيث توظف 1000 شخص.

في المقابل، قال منتج رئيسي آخر للتبغ، هو شركة "إمبريال براندز"، في وقت سابق من الأربعاء، إنه سيوقف جميع العمليات في روسيا، بما في ذلك الإنتاج بمصنعه في فولغوغراد ووقف جميع أنشطة المبيعات والتسويق.

وعلى صعيد منفصل، قالت وكالة "ستاندرد أند بورز" للتصنيف الائتماني إنها علقت العمليات التجارية في روسيا. واضافت وكالة التصنيف الائتماني إنها ستبقي على تغطية تحليلية من خارج روسيا.

كما قالت شركة فيراري الإيطالية لصناعة السيارات الفاخرة إنها قررت تعليق انتاج السيارات للسوق الروسية في الوقت الحالي. وقال بينيديتو فينيا، الرئيس التنفيذي لفيراري، إن الشركة "تقف إلى جانب جميع المتضررين في أوكرانيا من هذه الأزمة الإنسانية المستمرة". وتبرعت فيراري بمليون يورو لدعم المحتاجين الأوكرانيين.

رئيس "آيروفلوت" الروسية في القائمة السوداء

والأربعاء، أدرج الاتحاد الأوروبي الرئيس التنفيذي لشركة إيروفلوت الروسية للطيران في قائمة سوداء هو وصهر وزير الخارجية سيرجي لافروف وشخصيات أخرى من النخبة الروسية في جولة جديدة من العقوبات إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

وذكرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي أن المواطنين الروس الذين شملتهم العقوبات هم ديميتريفيتش بامبيانسكي رئيس مجلس إدارة شركة (بي.جيه.إس.سي بايب ميتالورجيكال) وسيمينوفيتش فينوكوروف وهو زوج ابنة لافروف وإدواردوفيتش اوسفسكي رئيس أكبر شركة روسية تقدم الخدمات الرقمية وإيغورفيتش بولوبويارينوف الرئيس التنفيذي لإيروفلوت.

ومن لندن، دعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأربعاء، كل دول مجموعة السبع إلى حظر واردات النفط الروسية، وقالت إن القوى الاقتصادية الكبرى عليها أن "تذهب أبعد وأن تمضي أسرع" في معاقبة موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأميركي أنتوني بلينكن في مقر الخارجية الأميركية في واشنطن: "علينا أن نضاعف عقوباتنا. بما في ذلك... وضع مجموعة السبع حداً لاستخدام النفط والغاز الروسيين"، واستبعاد المصارف الروسية من نظام سويفت للتواصل المصرفي السريع والآمن. وتابعت "يجب أن يفشل بوتين"، داعية إلى مواصلة الضغوط.

في السياق أيضا، أوردت "بلومبيرغ" أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات على شركة روس أتوم الروسية للطاقة النووية، وذلك دون الإشارة إلى مصادر.

موسكو تؤمّم أصول الشركات الأجنبية المغادرة

وفي موسكو، قال حزب روسيا الموحدة وهو الحزب الحاكم في روسيا اليوم الأربعاء، إن لجنة حكومية وافقت على الخطوة الأولى نحو تأميم أصول الشركات الأجنبية التي تغادر البلاد.

وأضاف الحزب في بيان أن اللجنة المختصة بالتشريع أيدت قانوناً يسمح للإدارة الخارجية لمنع الإفلاس والحفاظ على الوظائف بوضع يدها على الشركات التي يملك الأجانب من "الدول‭‭ ‬‬غير الصديقة" نسبة تزيد على 25% منها.

المساهمون