خطة الحزب اليميني المتطرف لـ"ديكسيت" تثير نقمة الاقتصاديين والشركات بألمانيا

26 يناير 2024
أليس فايدل الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي (Getty)
+ الخط -

أعادت الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي أليس فايدل النقاش حول خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي "ديكسيت"، بعدما أعربت في حديث صحافي أخيرا عن اعتقادها بأن إجراء استفتاء على ذلك أمر صحيح إذا لم تتغير طروحات التكتل في بروكسل وفقا لأفكار حزبها.

واعتبرت فايدل أن خروج بريطانيا يعد نموذجا لألمانيا، يتعين الاحتذاء به واتخاذ قرار سيادي مماثل.

وعرض هذا الموقف فايدل وحزبها لانتقادات حادة من اقتصاديين ألمان، لا سيما وأن حزب البديل يحقق أرقاما قياسية في استطلاعات الرأي ويحل ثانيا خلف الحزب المسيحي الديمقراطي، متقدما على باقي الأحزاب التقليدية في البلاد. ويعتزم حزب البديل طرح مرشح لمنصب مستشار في المرحلة المقبلة.

وفي السياق، رأى الكاتب الاقتصادي في صحيفة فيلت، جان دامس، مساء الخميس، أن العواقب ستكون قاتلة بالنسبة للشركات الألمانية، حيث "يضع خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي الاقتصاد الأكبر في أوروبا، وصادراته، في وضع انهيار، لا بل أكثر من ذلك، فإن الازدهار والرخاء الألمانيين سيكونان على المحك".

وحيال ذلك أيضا، رأى اقتصاديون أن ألعاب فايدل الذهنية بمثابة علامة تحذير، حيث قال رئيس المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية مارسيل فراتسشر لصحيفة هاندلسبلات، أن "ديكسيت" سيكون مدمرا للنموذج الاقتصادي الألماني، وسيقضي على ملايين الوظائف في البلاد، وستكون النتيجة زيادة حادة في معدلات البطالة، بما يتجاوز كثيرا المستوى الذي شهدته برلين قبل عشرين عاما، باعتبارها رجل أوروبا المريض.

بدوره، أفاد مدير المعهد الاقتصادي الألماني مايكل هوثر، وفق تي أونلاين، بأن خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي يكلفها 163 مليار يورو سنويا.

من جهة ثانية، قال رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي موريتز شولاريك، في حديث مع صحيفة "شبيغل"، إن ابتعاد لندن عن التكتل أظهر مدى ارتفاع التكاليف على الاقتصاد في بريطانيا. وبالنسبة لألمانيا، فإن أضرار "ديكسيت" ستكون أعظم بكثير، لأن وجودها داخل التكتل مهم للغاية.

أما لارس فيلد مستشار وزير المالية الفيدرالي كريستيان ليندنر، فقد اعتبر أن خروج ألمانيا من دول اليورو أو حتى الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة برنامج لتدمير الرخاء الألماني، ومن الممكن أن تنجم عن ذلك أزمة مالية دولية.

وردّ وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، والمنتمي إلى حزب الخضر، على فايدل خلال مشاركته في منتدى للطاقة، معتبرا أنه "لا يمكن التفكير في السياسة بشكل أكثر غباء من القول إن على ألمانيا أن تقول وداعا للاتحاد الأوروبي والسوق الداخلية الأوروبية، فالأسواق ككل يجب أن تبقى مفتوحة، وهذه هي وصفة الاقتصاد الألماني".

أما السياسية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي كاترينا بارلي فاتهمت فايدل بـ"عدم فهم أي شي"، وكتبت على منصة إكس: "بوتين وشي وترامب لا يريدون أكثر من الخروج من الاتحاد الأوروبي".

وفي ضوء كلام فايدل عن أنه إذا لم يكن الإصلاح داخل الاتحاد الأوروبي بروح حزب البديل ممكنا، وأهم ما فيها منح الدول الأعضاء المزيد من السيادة مرة أخرى، فللمرء أن يفكر في المغادرة.

وأشار مراقبون إلى أنه سيكون من الصعب تنفيذ مخطط حزب البديل، أولا لأنه لا رغبة لأي حزب في ألمانيا حتى الآن بتشكيل ائتلاف حكومي مع البديل اليميني المتطرف. ومن ناحية ثانية، وعلى النقيض من دول أوروبية أخرى، فإن الدستور الألماني لا ينص على إجراء استفتاءات وطنية حول قضايا الاتحاد الأوروبي المهمة، والبرلمان الألماني وحده الذي يقرر إنهاء عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي.

المساهمون