خطة أوروبية لفرض رسوم على سلع أميركية بسبب مساعدات بوينغ

09 نوفمبر 2020
الإجراءات الأوروبية تأتي رداً على رسوم ترامب (فرانس برس)
+ الخط -

يمضي الاتحاد الأوروبي قدما، اليوم الاثنين، في خطط لفرض رسوم جمركية وعقوبات أخرى على ما يصل إلى 4 مليارات دولار من السلع والخدمات الأميركية، جراء الدعم الأميركي الذي وصفه الاتحاد بـ"غير القانوني" لشركة بوينغ لصناعة الطائرات.

ناقش وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة في مؤتمر بتقنية الفيديو كونفرانس، بعد أن أعطى المحكمون الدوليون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكبر كتلة تجارية في العالم الضوء الأخضر للقيام بذلك.

يأتي ذلك بعد عام من سماح منظمة التجارة العالمية للولايات المتحدة بفرض عقوبات على سلع الاتحاد الأوروبي تصل قيمتها إلى 7.5 مليارات دولار، بما في ذلك جبن غاودا الهولندي الشهير والنبيذ الفرنسي، بسبب الدعم الأوروبي لشركة إيرباص المنافسة لبوينغ.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس للصحافيين، وفق وكالة أسوشييتدبرس: "لقد فرضت الولايات المتحدة رسومها الجمركية في أعقاب حكم منظمة التجارة العالمية في (قضية) إيرباص، والآن لدينا حكم من منظمة التجارة العالمية أيضاً بشأن شركة بوينغ، ما يسمح لنا بفرض رسومنا الجمركية، وهذا ما نقوم به".

وأضاف دومبروفسكيس "بالطبع، نظل منفتحين على حل تفاوضي. اقتراحنا لا يزال مطروحًا على الطاولة بأن يسحب كلا الجانبين رسومهما، لكنه أشار إلى أنه بالرغم من المناشدات العديدة" حتى الآن، لم توافق الولايات المتحدة على سحب رسومها".

وفي ما يتعلق بالرسوم الجمركية على بوينغ، أصدر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي قائمة أولية تشير إلى أنه يمكن أن يلاحق مجموعة واسعة من المنتجات الأميركية بما في ذلك الأسماك والمحار المجمدة والفواكه المجففة والتبغ وخمور الرم والفودكا وحقائب اليد وقطع غيار الدراجات النارية والجرارات.

ويأمل الأوروبيون في أن يلين الموقف التجاري الأميركي المتشدد في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن. ورحب دومبروفسكيس بالتزام بايدن السابق تجاه التحالفات الدولية والنظام متعدد الأطراف وتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وتبدو القرارات الاقتصادية للرئيس الأميركي المنتخب، محمّلة بإرث ثقيل من الأعباء التي خلّفتها سياسات الرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته، لا سيما الخارجية، والتي أدخلت واشنطن في حروب اقتصادية، ليس مع الصين فحسب التي تتخوف أميركا من صعود نجمها الاقتصادي بشكل أكبر، وإنما مع العديد من القوى الاقتصادية، خاصة الأوروبية التي ظلت لعقود طويلة في تحالف تجاري وثيق مع الولايات المتحدة.

ويمثل فوز بايدن في الانتخابات فرصة لمحو بصمات ترامب، التي تسببت في أكبر تحوّل في سياسة الولايات المتحدة التجارية منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن فرض التعريفات على المنتجات الواردة من الصين، ومن أكبر حلفائه؛ كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.

ومع تعهّده برأب الصدع في العلاقات مع الحلفاء، ينوي بايدن دراسة إلغاء التعريفات التي فرضها ترامب عليهم، من أجل تكوين جبهة موحدة للوقوف أمام المد الاقتصادي الصيني.

وقال جيك سوليفان، كبير مستشاري بايدن السياسيين، في تصريحات إعلامية مؤخراً، إن "المنطق يملي علينا استخدامات أكثر جديةً وثباتاً لما لدينا من أدوات، بدلاً من التهديدات والبلطجة".

المساهمون