بينما واصلت شركات التقنية الأميركية دعمها القوي لمرشح الرئاسة من الحزب الديمقراطي جو بايدن، توقع رؤساء شركات وصناديق استثمار أميركية وأوروبية، أن يفيد فوز بايدن الاقتصادات وعملات الدول الناشئة وأوروبا، لأنه سيعني نهاية سياسة "أميركا أولاً" التي تبناها دونالد ترامب، وحاصرت استثمارات الصناديق والمصارف الأوروبية في الخارج، وبالتالي سيعني زيادة استثمارات الشركات والمصارف الأميركية في أسواق المال الناشئة.
في هذا الشأن، قال مصرف "يو بي أس" السويسري، إن العملات الآسيوية ستكون أكبر المستفيدين من فوز بايدن، متوقعاً أن يرتفع سعر صرفها بمعدل يتراوح بين 3 إلى 4% مقابل الدولار، ولكن يشير إلى أن اليوان سيكون أكبر مستفيد، ليس بسبب أن إدارة بايدن في حال فوزه ستتخلى عن محاصرة الصين تجارياً، ولكن بسبب السياسات التجارية الثابتة التي ستتبناها مقارنة بسياسة ترامب التي تفاجئ المستثمرين وتحدث ارتباكاً في أسواق الصرف والمال.
على الصعيد الأوروبي يرى خبراء أن فوز بايدن سيكون في صالح أوروبا التي عانت من رسوم ترامب الجمركية و"عشوائية سياساته التجارية"، وبالتالي فإن شركات السيارات الألمانية والصادرات من دول مثل فرنسا وإيطاليا سترتفع في السوق الأميركي، خاصة في قطاع المنتجات الفاخرة والماركات التي تشتهر بها فرنسا وإيطاليا.
وكان المرشح جو بايدن قد أعلن أنه سيحيي اتفاقية الشراكة التجارية مع أوروبا، وسيمنحها أولوية على الشراكة التجارية مع بريطانيا، وبالتالي من المتوقع أن تستثمر المصارف الأميركية التي تملك السيولة الضخمة بقوة في أدوات المال الأوروبية وأسهم الشركات، خاصة إذا تمكنت أوروبا من السيطرة على جائحة كورونا وأحدثت تقدماً على الولايات المتحدة.
ولدى المصارف الأميركية سيولة ضخمة تقدر بنحو 3.7 ترليونات دولار تبحث عن عوائد، وسط الحصار الذي تفرضه جائحة كورونا في السوق الأميركي وسعر الفائدة المنخفضة على الدولار الذي تراوح بين صفر و0.25% .
على صعيد العلاقات التجارية مع الصين، قال الرئيس التنفيذي لشركة "برايس ووتر هاوس"، تيم رايان، إن الشركات الأميركية تنوي نقل صناعاتها من الصين، بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات الأميركية المقبلة.
على صعيد التوجه الاستثماري الشركات الأميركية، قالت شركة "برايس ووتر هاوس" لتدقيق الحسابات العالمية، إن لدى الشركات الأميركية توجهاً قوياً لنقل صناعاتها من الصين، بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية التي باتت على الأبواب. ومن المتوقع أن تستفيد الولايات المتحدة الأميركية ودول جنوب شرقي آسيا والمكسيك من خطوة نقل الصناعات الأميركية من الصين.
وقال تيم رايان "رغم أن موضوع نقل الصناعات الأميركية من الصين أثير مع حرب الرسوم الجمركية على البضائع التي أقرها الرئيس ترامب، إلا أن الموضوع أصبح مهماً مع جائحة كورونا، وما أحدثته من ارتباك لخطوط الإنتاج بالولايات المتحدة ولتجارة القطع في أميركا".
وتعتمد العديد من المتاجر الأميركية على تصنيع العديد من بضائعها في الصين مستفيدة من رخص اليد العاملة وكلف الإنتاج مقارنة بالإنتاج في الولايات المتحدة، كما تعتمد شركات السيارات والإلكترونيات والهواتف النقالة على السوق الصيني في تصنيع العديد من قطع الغيار.
في هذا الشأن يقول الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر ميسز الكبرى في أميركا، تيري لوند غرين، " أظهرت الحرب التجارية وجائحة كورونا أن متاجر القطع الأميركية تعتمد بشدة على التصنيع في الصين".
ويرى رايان أن جائحة كوفيد 19 وزيادة الرسوم الجمركية سلطت الضوء على مخاطر التصنيع في الصين".
ويشير مسح أجرته شركة "برايس ووترهاوس" بين 578 رئيساً تنفيذياً من رؤساء الشركات الأميركية، إلى أن 46% منهم قالوا إنهم يدعمون بشدة سياسة الحكومة الأميركية في نقل الصناعات خارج الصين وسياسات دعم التصنيع في الولايات وتوطين الصناعات، خاصة الصناعات الأساسية مثل المعدات الطبية وصناعات الأدوية وقطع الغيار الرئيسية في مجالات التقنية الرفيعة. ويرى 30% من الذين شملهم المسح أن الحرب التجارية مع الصين سوف تستمر حتى في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، ولكن بعقلانية.
وحتى الآن تدعم معظم الشركات الأميركية بقوة المرشح بايدن، خاصة العديد من شركات التقنية. في هذا الشأن، أرسل الرؤساء التنفيذيون في مدينة سان فرانسيسكو نحو 10 ملايين رسالة بالبريد الإلكتروني لزبائنهم يوصونهم بالتصويت للمرشح بايدن.
وحسب موقع "زيرو هيدج" الأميركي، يرى رؤساء شركات التقنية، أن فوز الرئيس دونالد ترامب سيضر بالأعمال التجارية في الولايات المتحدة، لأنه سيشعل احتجاجات شعبية في البلاد، وسيعرقل عمل الشركات ويرفع من أعمال الشغب والتخريب.
وحتى نهاية الأسبوع الماضي يتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بنحو 7.9 نقاط على ترامب في المتوسط بالاستفتاءات الشعبية التي جرت في الولايات المتحدة حتى نهاية عطلة الأسبوع الماضي.
وقال ديفيد باريت في لقاء مع وكالة بلومبيرغ، إن فوز ترامب سيكون سيئاً للأعمال التجارية لأنه سيقود إلى احتجاجات واسعة.
ولدى ترامب وتياره اليميني في الحزب الجمهوري توجهاً عنصرياً ضد الأقليات من السود وذوي الأصول اللاتينية، وهو ما يثير المخاوف في أميركا من فوزه بدورة ثانية.