أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية أسبوعها مبكراً على ارتفاع، حيث تتعطل الأسواق يوم الجمعة بمناسبة "جمعة العهد المباركة"، أو "الجمعة الحزينة" كما يعرفها العرب، إلا أن مؤشر "إس آند بي 500" سجل أول خسارة أسبوعية في أربعة أسابيع، في انتظار تقرير الوظائف الذي سيتم الإعلان عنه الجمعة في واشنطن، وينتظر أن يكون له تأثيرات كبيرة على حركة الأسواق، خلال الأسبوع القادم.
ورغم خسارته الأسبوعية، استفاد المؤشر الأكثر تعبيراً عن السوق الأميركية من ارتفاعات أسهم شركات التكنولوجيا، ليضيف لقيمته أكثر من ثلث النقطة المئوية، إلا أنها لم تكن كافية لمحو الخسارة الأسبوعية.
وأضاف مؤشر ناسداك لقيمته ثلاثة أرباع النقطة المئوية، مستفيداً من ارتفاع سهم "ألفابيت"، الشركة المالكة لمحرك البحث الشهير "غوغل"، بنسبة 3.78%، بينما أنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملات اليوم تقريباً عند نفس النقطة التي بدأه عليها.
واستمرت تقلبات سوق الأسهم في آخر أيام الأسبوع، حيث جاءت أحدث مطالبات البطالة الأسبوعية أعلى من المتوقع، مما أضاف إلى الإشارات الأخيرة التي أوضحت تباطؤ نمو الوظائف.
وبعد الإعلان عن ارتفاع الأجور بنسبة أقل بكثير من التوقعات في مارس/آذار، وانخفاض عدد الوظائف المتاحة لدى الشركات الأميركية إلى أقل من 10 ملايين في فبراير/شباط، لأول مرة منذ نحو عامين تقريبًا، استمرت سوق الأسهم على تقلباتها الكبيرة، في انتظار التقارير الحكومية التالية.
وارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الخميس، إذ ساعدت أسهم شركات العقارات والسفر في التغلب على المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، الناتجة عن بيانات ضعيفة.
وارتفع أيضاً مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة 0.5%، محققا مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وكانت أسهم قطاع البنوك من بين أكبر الرابحين.
وبعد أن بدأت العام بقوة، ظلت الأسهم الأوروبية تحت ضغط عمليات البيع منذ الشهر الماضي، إذ أبقت الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي على الإحجام عن المخاطرة مع قلق المستثمرين بشأن البيانات الاقتصادية المختلطة والركود الذي يلوح في الأفق، وفقاً لوكالة رويترز.
ولا تزال الأسواق تتوقع أن يواصل البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بشأن السياسة النقدية في البلاد.
ويترقب المستثمرون عن كثب تقرير الوظائف الأميركي الرئيسي المقرر صدوره غدا الجمعة، للحصول على مزيد من الدلائل بشأن أسعار الفائدة العالمية، خلال الفترة القادمة.
وأنهت أسعار النفط تعاملات اليوم دون تغير يذكر، لكنها سجلت مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، إذ تأرجحت الأسواق بين المزيد من تخفيضات الإنتاج التي تستهدفها أوبك+ وتراجع مخزونات النفط الأميركية من جهة، والمخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية من جهة أخرى.
وسجل خام برنت ارتفاعاً بـ13 سنتا أو 0.2%، وصولاً إلى 85.12 دولارا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الأميركي تسعة سنتات، أو 0.1%، ليبلغ 80.70 دولارا عند التسوية.
وقفز الخامان القياسيان أكثر من 6% هذا الأسبوع، بعد أن فاجأت أوبك+، التي تضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، السوق يوم الأحد بتعهدات بتخفيضات الإنتاج.
واشترت صناديق تحوط الخام طوال الأسبوع، عائدة إلى وضع "المخاطرة"، كما قال دينيس كيسلر نائب الرئيس الأول للتداول في "بي أو كيه فايننشال".