يتجه النفط لتسجيل انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، اليوم الجمعة، مع انحسار المخاوف من صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما يتجه الذهب لثاني تراجع أسبوعي بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول. وفي المقابل، يتجه الدولار لتحقيق أفضل أسبوع مقابل الين في 3 أشهر.
فبحلول الساعة 05:50 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لبرميل خام برنت تسليم يناير/ كانون الثاني 41 سنتاً بما يعادل 0.5% إلى 80.42 دولاراً، بينما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر/ كانون الأول 76.06 دولاراً، بزيادة 0.4%.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 5.7% هذا الأسبوع، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 5.9% منذ الأسبوع الماضي. وتعد الأسابيع الثلاثة من الانخفاضات هي أطول سلسلة من الخسائر الأسبوعية لكلا الخامين منذ انخفاض دام 4 أسابيع من منتصف إبريل/ نيسان إلى أوائل مايو/ أيار.
في غضون ذلك، بدأت المخاوف من اضطراب الإمدادات نتيجة هذا الصراع تنحسر بينما تزايد القلق بشأن الطلب خاصة من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وزادت البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة هذا الأسبوع من المخاوف بشأن تعثر الطلب. وعلاوة على ذلك، طلبت المصافي في الصين، أكبر مشتر للنفط الخام، إمدادات أقل من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لشهر ديسمبر.
تراجع الذهب أسبوعاً ثانياً على التوالي بعد تصريحات باول
وفي سوق المعادن الثمينة، تتجه أسعار الذهب لتسجيل تراجع للأسبوع الثاني متأثرة بارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة بعد تصريحات باول التي تميل للتشديد النقدي.
وبحلول الساعة 03:51 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، استقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 1959.74 دولاراً، بعدما هبط لأدنى مستوياته منذ 18 أكتوبر/ تشرين الأول أمس الخميس. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 1964.50 دولاراً. كما يتجه الذهب أيضا لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من شهر، إذ هبط 1.6% منذ بداية الأسبوع.
وقال مسؤولون في مجلس الاحتياط الفيدرالي، بمن فيهم رئيسه جيروم باول، أمس الخميس، إنهم لا يزالون غير واثقين من أن أسعار الفائدة مرتفعة بما يكفي لإنهاء المعركة مع التضخم. وعصف ذلك بتوقعات السوق لوصول أسعار الفائدة الأميركية إلى الذروة.
وبعد تعليقات باول، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات من أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر، مما يجعل المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً أقل جاذبية للمستثمرين.
ويتوقع المتداولون الآن أن يكون أول خفض محتمل من المركزي الأميركي لسعر الفائدة في يونيو/ حزيران من العام المقبل، بدلاً من التوقعات السابقة لخفضه في مايو/ أيار. وتؤدي الفائدة المرتفعة أيضاً إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم 1.3% إلى 979.43 دولاراً، وهو أدنى مستوياته منذ عام 2018، ويتجه لتسجيل أسوأ أسبوع منذ 11 شهراً. وانخفض البلاتين 0.2% إلى 857.61 دولاراً ويتجه لأسوأ أداء أسبوعي منذ الأسبوع المنتهي في 18 يونيو 2021. وارتفعت الفضة 0.4% إلى 22.72 دولاراً.
أفضل أداء أسبوعي للدولار مقابل الين في 3 أشهر
في المقابل، يتجه الدولار لتحقيق أفضل أسبوع مقابل الين في 3 أشهر اليوم، بعدما حطم باول ومجموعة من مسؤولي البنك المركزي الأميركي توقعات الأسواق بأن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها. واستقر الدولار قرب أعلى مستوى في عام عند 151.355 يناً، ولامس أعلى مستوياته في أسبوع مقابل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي.
ومع ذلك، استعاد الدولار مكانته هذا الأسبوع وفي طريقه لتسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 1.3% مقابل الين، وهو أفضل أداء له منذ أغسطس/ آب، فيما يتجه الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي نحو تكبد خسائر أسبوعية 2.3% و1.75% على الترتيب مقابل الدولار، في أكبر انخفاض لهما منذ أشهر.
وبلغ الدولار الأسترالي في أحدث التعاملات 0.63615 مقابل العملة الأميركية بعد تراجعه لأدنى مستوى في أسبوع عند 0.6352 دولار في وقت سابق من الجلسة، في حين سجل النيوزيلندي 0.5895 دولار في أحدث التعاملات بعدما وصل أيضاً إلى أدنى مستوى له في أسبوع عند 0.5886 دولار في وقت سابق من الجلسة.
أما اليورو، فاستقر عند 1.06665 دولار بينما ارتفع الجنيه الإسترليني 0.05% إلى 1.2227 دولار. وكلاهما في طريقهما لتكبد خسائر أسبوعية بنحو 0.6% و1.2% على الترتيب.
استقرار العملات المشفرة قرب أعلى مستوى في 18 شهراً
في غضون ذلك، استقرت "بيتكوين"، أكبر عملة مشفرة في العالم، قرب أعلى مستوياتها في 18 شهراً، وتم شراؤها في أحدث التعاملات بمبلغ 36653 دولاراً بعدما بلغت ذروتها عند 37978 دولارا في الجلسة الماضية، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2022.
أما "إيثر"، ثاني أكبر عملة مشفرة، فقد قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ إبريل إلى 2136.50 دولاراً. وارتفعت أسعار الأصول الرقمية وسط تكهنات بشأن موافقة وشيكة على صندوق لتداول فوري لعملة "بيتكوين" في البورصة تابع لشركة "بلاك روك".
تراجع مؤشر بورصة طوكيو على خطى "وول ستريت"
وفي طوكيو، انخفض المؤشر "نيكاي" الياباني اليوم، متتبعاً خسائر "وول ستريت" الليلة الماضية بعد ميل للتشديد من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، فيما تراجعت بعض الأسهم ذات الثقل بعد نتائج أعمال مخيبة للآمال.
وأنهى نيكاي جلسة اليوم منخفضاً 0.24% إلى 32568.11 نقطة، لكنه بعيد عن المستوى المتدني الذي بلغه في التعاملات المبكرة عندما انخفض بما يصل إلى 1.22%، فيما عوّض المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً خسائره المبكرة ليغلق مرتفعا 0.07%. لكن كلا المؤشرين سجلا ارتفاعاً هذا الأسبوع، إذ زاد "نيكاي" 1.94% و"توبكس" 0.62%.
يأتي ذلك فيما وافقت الحكومة اليابانية، اليوم الجمعة، على موازنة تكميلية بقيمة 13.2 تريليون ين (87.2 مليار دولار) لدعم حزمة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة لرئيس الوزراء فوميو كيشيدا. وأفادت "بلومبيرغ" بأنّ الحكومة ستطرح سندات بقيمة 8.9 تريليونات ين من أجل تمويل الحزمة الاقتصادية التي فاقت التوقعات. كما ستغطي الموازنة الإضافية من خلال فائض ميزانية العام الماضي، وبعض عائدات الضرائب الإضافية.
تراجع أسهم أوروبا مع تقويض بلوغ أسعار الفائدة ذروتها
إلى ذلك، تراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم الجمعة، بضغط من ارتفاع عوائد السندات كما قوضت تصريحات جيروم باول آمال المستثمرين بشأن وصول معدلات أسعار الفائدة لذروتها. وهبط المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.4% بحلول الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش، لكنه لا يزال متجهاً لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني.
وهبط سهم "ريتشمونت" 3% بعدما أعلنت مجموعة السلع الفاخرة السويسرية عن أرباح أقل من المتوقع. كما هبط سهم "دياجيو" 8% مع توقع الشركة المصنعة للمشروبات الكحولية أن النمو الأصلي للأرباح التشغيلية سيتراجع في النصف الأول من عامها المالي الحالي.
(رويترز، العربي الجديد)