حكمة الأسد التصديرية

20 ديسمبر 2020
ارتفعت الأسعار بشكل كبير يفوق قدرات السوريين الشرائية (فرانس برس)
+ الخط -

لا بد مما ليس منه بد، فكفاية السوريين وتأمين غذائهم، هما الأهم، ولو ذهبت عائدات التصدير وحسن العلاقات مع شركاء الحرب إلى الجحيم.
فأن يصل سعر كيلو البندورة "طماطم" إلى 1300 ليرة والخيار إلى  1100 ليرة ويزيد سعر الكوسا عن 1800 ليرة والبطاطا عن 800 ليرة، فلا بد وقتها، من قرار وطني من وزارة التجارة الخارجية، يلجم انفلات الأسعار ويعيد التوازن بالعرض والطلب إلى السوق السورية.
إذ قد يتم غض النظر عن ارتفاع سعر كيلو الفروج إلى نحو 5 آلاف ليرة ولحم الخروف إلى 23 ألفاً، ولكن لا يمكن السكوت عن ارتفاع بقية الأسعار، بواقع ارتفاع نسبة الفقراء بسورية إلى نيف و90%، و40% منهم لم يأكلوا لحماً منذ نحو أعوام.
لذا، جاء القرار الحاسم من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بمنع تصدير أوراق الغار حتى نهاية عام 2021، وذلك بعد دراسة معروض هذه السلعة الهامة بالسوق وكتاب رئاسة وزراء حكومة الأسد وتوصية اللجنة الاقتصادية رقم 50 تاريخ 23 نوفمبر لعام 2020.
أجل، تمخض عن اجتماع اللجنة الاقتصادية وقرار مجلس وزراء حكومة الأسد منع تصدير أوراق الغار المطلوبة للصناعات العطرية والدوائية بالخارج، ولم يأت المجلس الموقر واللجنة المتخصصة بذكر على تصدير أساسيات معيشة السوريين وتركهم يعيشون بالجوع والحاجة والغلاء.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

قصارى القول: تخلو معاجم الاقتصاد، وحتى الإنسانية، من أوصاف تفي إجراءات حكومة بشار الأسد حقها، ففي الوقت الذي يعاني خلاله السوريون الأمرين، بكل معنى الكلمة، وانتشار شراء الخضر والفواكه في بلد الزراعة والخيرات بالحبة، بواقع دخول لا تزيد عن 60 ألف ليرة وإنفاق يزيد عن 600 ألف، يبرم نظام الأسد، الذي أوقف تصدير أوراق الغار، اتفاقاً مع روسيا الاتحادية لتصدير 700 حاوية من الخضر والفواكه السورية، بعد زيارة وفد روسي لمدينة طرطوس الساحلية.
ويرى النظام الممانع قائد الدولة الأبوية بعودة التصدير للمملكة السعودية فرصة يجب اغتنامها، بعد سماح الرياض بدخول الإنتاج السوري مباشرة ومنح فيزا للسائقين والشاحنات السورية، ليصل عدد السيارات المغادرة باتجاه المملكة الشقيقة في يوم واحد إلى نحو 300 شاحنة.
وما يقال عن الخضر والفواكه، ينسحب على اللحوم السورية المطلوبة خليجياً، فوزارة التجارة التي منعت تصدير أوراق الغار لا ترى بارتفاع اللحوم وتشهي السوريين لها، أي ضرورة لوقف تصدير "العواس السوري" للسعودية والإمارات.
وكل هذا، من دون أن نتطرق إلى وصول نظام الأسد إلى حلول مقايضة غذاء السوريين بمنتجات وأسلحة مع روسيا وإيران، كما تم الإعلان والتباهي علانية عبر وسائل الإعلام السورية.
نهاية القول: الأرجح لا غرابة بتصدير الخضر والفواكه ولو على حساب حرمان وجوع السوريين، إن علمنا أن نظام الأسد يصدر حتى القطط والكلاب ليحصّل الدولار ويستر عورة إفلاس الخزينة واستمراره على كرسي أبيه وقمع تطلعات السوريين.
بل ويتفاخر النظام الأبوي، راعي السوريين وضابط أمنهم الغذائي، بأن صادرات سورية من القطط والكلاب، وحتى أرجل الدجاج، وصلت إلى فيتنام التي تهرب المنتج السوري إلى الصين.

المساهمون