بعد عامين من فراره من الاضطهاد السياسي في بنغلادش، قُتل صلاح الدين بابلو في مانهاتن الأميركية على يد رجل سرق دراجته التي كان يستخدمها لتوصيل الطعام خلال نوبات عمل طويلة لصالح شركة Grubhub التي تستخدم تطبيقاً لطلب الطعام.
وقال محمد إحسان، صهر بابلو عبر الهاتف من مدينة نيويورك: "عندما توفي صلاح الدين، فقدت أسرته كل شيء"، مضيفاً أن بابلو كان يرسل نصف دخله إلى زوجته وأطفاله في بنغلادش.
جريمة قتل بابلو في عام 2021 هي واحدة من بين أكثر من 50 جريمة موثقة في تقرير صدر يوم الأربعاء عن مجموعة العمل "غيغ ووركرز رايزينغ" التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، والتي تقول إن شركات التطبيقات يجب أن تفعل المزيد لحماية السائقين من الجريمة أثناء خروجهم للعمل في الشوارع.
تتبعت المجموعة جرائم قتل عمال الوظائف المؤقتة منذ عام 2017 باستخدام معلومات مثل التقارير الإخبارية وصفحات GoFundMe الخاصة بالعائلات، ووجدت أن أكثر من 60% من الضحايا كانوا، مثل بابلو، أشخاصا ملونين، وكثير منهم مهاجرون أو وافدون جدد إلى الولايات المتحدة.
قال متحدث باسم Grubhub إن بابلو لم يتم تسجيل دخوله إلى التطبيق أو توصيل الطعام وقت الهجوم، على الرغم من أنه كان يعمل في ذلك اليوم.
وأضاف أن سلامة السائقين "هي أولويتنا القصوى"، وأن الشركة "ستعمل مع حكومات الولايات والحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد لتنفيذ تدابير السلامة".
إلا أن إحسان أكد ان الشركة عرضت على عائلة بابلو مبلغ 15 ألف دولار بعد مقتله. وأضاف لـ"رويترز": "هذا المبلغ يمكنه إعالة الأسرة لبضعة أشهر فقط. هذه وظائف خطيرة للغاية، والشركات بحاجة إلى أن تكون أكثر عرضة للمساءلة".
وشرح تقرير "غيغ ووركرز رايزينغ" أن الشركات الكبرى القائمة على التطبيقات، بما في ذلك أوبر وغرابهاب وليفت وغيرها، لا تفعل ما يكفي للحفاظ على سلامة العمال، وتقدم تعويضات غير كافية عندما يستهدفهم المجرمون أثناء أداء وظائفهم.
وقالت شيري مورفي، وهي سائقة سابقة في شركة ليفت عملت على إعداد التقرير: "هذه ليست حوادث منعزلة، هذا نمط".
ولكن في ضوء المخاطر التي غالباً ما يواجهها سائقو الوظائف المؤقتة وعمال التوصيل، والتي يمكن أن تشمل سرقة السيارات والدراجات، يقول منتقدو شركات التطبيقات إنه ينبغي عليهم منح العمال مزايا العمل بدوام كامل.
قامت شركة غرابهاب بحملة لتصنيف العمال كمقاولين مستقلين، وليس موظفين، وهي خطوة توفر 392 مليون دولار من التكاليف السنوية المرتبطة بالتأمين والضرائب في كاليفورنيا وحدها.
قالت فينا دوبال، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا في هاستينغز، التي ضغطت من أجل توسيع حقوق الموظفين الكاملة لتشمل عمال الوظائف المؤقتة: "نعلم أن العمال الذين يقودون سياراتهم من أجل لقمة العيش هم أكثر عرضة للقتل بمقدار 20 مرة من الأشخاص الذين يقومون بوظائف أخرى".
وشرحت دوبال أن بعض شركات الوظائف المؤقتة تقدم مزايا للوفاة، لكن الحماية غالباً تكون أقل من تلك الممنوحة للموظفين التقليديين.
وأظهر أحدث تقرير سلامة لشركة أوبر، أن سبعة عمال قد تعرضوا للاعتداء والقتل في عامي 2017 و2018. ووثقت ليفت 10 عمليات قتل بين عامي 2017 و2019.
(رويترز)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
