قالت شركة "بارس" للنفط والغاز الحكومية، اليوم السبت، إن حريقا اندلع على مسافة 15 كيلومترا من المنصة الـ16 من حقل "بارس الجنوبي" أكبر الحقول الإيرانية لإنتاج الغاز.
وأضافت الشركة، في بيان نشره التلفزيون الإيراني، أن الغاز تسرب من خطوط نقل الغاز من المنصة الـ16 في الخليج، مؤكدة أنه تمت السيطرة على التسرب بعد إغلاق مفاتيح خطوط المرحلة.
وأضاف البيان أن حريقا اندلع بعد أن ضربت صاعقة الغاز المنتشر على سطح البحر على مسافة 15 كيلومترا من المنصة الـ16، مؤكدا أنه تمت السيطرة على الحريق بعد وقف إنتاج الغاز.
وأوضح أن المنصة أصبحت خارج خدمة الإنتاج حاليا، ويجرى العمل للقيام بالإصلاحات اللازمة وإعادتها إلى الإنتاج، لافتا إلى أن هذا الحادث سبب وقف إنتاج 15 مليون متر مكعب من الغاز.
وتتوقف المنصة الـ16 في حقل "بارس الجنوبي" عن الخدمة في وقت تتوقع فيه السلطات الإيرانية عجزا في إنتاج الغاز، خلال هذا الشتاء، من شأنه أن يعيد انقطاعات التيار الكهربائي.
وسبق أن تحدث وزير النفط قبل مدة عن عجز متوقع للغاز بمقدار 200 مليون متر مكعب يوميا خلال الشتاء المقبل.
وتعمل الكثير من الصناعات الإيرانية، منها محطات إنتاج الكهرباء، بالغاز، ولذلك، فإن تراجع إنتاجه يرتد سلبا على نشاط هذه الصناعات.
إلى ذلك، تعاني أيضا حقول الغاز الإيرانية من تهالك، وهي بحاجة إلى عمليات تحديث، حيث قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي، قبل مدة، إن التقديرات تشير إلى حاجة البلاد إلى نحو 22 مليار دولار للاستثمار في الحقول الغازية خلال السنوات الستة والثمانية المقبلة، بسبب تراجع الضغط في هذه الحقول وللحفاظ على الطاقة الإنتاجية الحالية.
كما يحذر خبراء النفط والغاز من أن الميزان الغازي لإيران قد يصبح سالبا خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يحولها من مصدّر للغاز إلى مستورد له، وذلك نتيجة تراجع الإنتاج في حقل "بارس الجنوبي" المشترك مع قطر، وتراجع إنتاج الغاز المرافق للنفط واستمرار العقوبات وعدم إمكانية استقطاب الاستثمارات والتقنيات الجديدة.
يشار إلى أن إيران تمتلك ثاني أكبر احتياطيات الغاز بعد روسيا، فهي تصل إلى 34 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
ودخل حقل "بارس الجنوبي" للغاز، الذي يؤمن 70 في المائة من احتياجات إيران الغازية، النصف الثاني من عمره، وقال المدير التنفيذي لشركة النفط والغاز في بارس محمد مشكين فام، في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن إيران ستفقد سنويا اعتبارا من عام 2025 إحدى مراحل حقل "بارس الجنوبي" بسبب تراجع الإنتاج الناتج عن هبوط الضغط، أي بمقدار 28 مليون متر مكعب يوميا.
وبدأ تراجع الإنتاج في حقل بارس الجنوبي العام الماضي، حيث نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن مسؤول لم يكشف عن هويته قوله إن تراجع الضغط في مخازن "بارس الجنوبي" قد بدأ، لكنه ليس كبيرا، حسب قوله.