استمع إلى الملخص
- **قصص نجاح المزارعين**: المزارع صفوان العوض من حارم وضياء العبيدي من سهل الروج حققا أرباحاً مقبولة ببيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين عبر خيم وبسطات.
- **التحديات والحلول المقترحة**: المهندس الزراعي إبراهيم العلي أشار إلى أن البيع بالمفرق يتطلب نفقات إضافية، وأكد على ضرورة وجود جهة تدعم المزارعين في مواجهة التحديات مثل غلاء البذار ومنافسة المنتجات المستوردة.
يلجأ مزارعون في إدلب لبيع منتجاتهم بالمفرق بدل البيع بسعر الجملة للتجار الذين يبيعونه بأضعاف سعره في الأسواق، بينما يتكبد المزارعون خسائر فادحة طيلة فترات مواسمهم المكلفة.
ويعتبر التفاح والرمان والتين والمانجو والخضار، كالفليفلة الحمراء واليقطين والقثاء، من أهم المحاصيل الزراعية التي اعتمد الكثير من مزارعيها على بيعها بالمفرق للمدنيين مباشرة من أجل تلافي الخسائر المتكررة ولاختلاف السعر الكبير بين المفرق وبيع الجملة الذي أحدث فارقاً بالنسبة لهم.
وقال المزارع صفوان العوض، صاحب أحد بساتين التفاح في مدينة حارم، إنه لم يجن الحد الأدنى من التكاليف بعد بيع قسم من محصوله للتجار الذين يحددون السعر ولا يتركون له ولغيره إلا الجزء اليسير الذي لا يحقق ولو هامش ربح بسيطاً. وأضاف أنه لجأ لإنقاذ ما تبقى من محصوله وبيعه للمستهلك بشكل مباشر، حين أنشأ خيمة أمام بستانه على الطريق الرئيسي، وراح يبيع ما يجنيه بشكل يومي، وهو ما حقق له ربحاً مقبولاً مقارنة بما كان يحصل عليه بالسابق. وأوضح أنه كان يبيع الكيلوغرام الواحد من التفاح عالي الجودة بسعر الجملة للتجار بـ50 سنتاً فقط، بينما يبيعه التاجر للمستهلك بدولار، أي ضعف المبلغ الذي يشتريه به، ومن هنا خطر للعوض أن يبيع للمستهلك بشكل مباشر مقابل أقل من دولار للكيلو غرام، ما ساهم ببيع جيد حين وجد المستهلك أن السعر أقل من المحلات التجارية.
ما فعله المزارع العوض كان ملهماً لمزارعين آخرين لجأوا لذات الطريقة من أجل تعويض خسائرهم والحصول على ربح لقاء ما كابدوه خلال الموسم من جهد وتكاليف، ومنهم المزارع ضياء العبيدي الذي يملك أرضاً تبلغ مساحتها مائة وخمسين دونماً، زرعها بالفلفل في سهل الروج غربي إدلب.
وقال العبيدي إنه اختار بيع منتجه المقدّر بالأطنان عبر بسطات موزعة في مناطق متعددة وبأسعار أقل من سوق الهال، حيث تباع الفليفلة الحمراء بسعر ثماني ليرات تركية في الأسواق، بينما يبيعها على بسطاته بست ليرات فقط، وهو ما زاد الإقبال على شرائها، ليس لفارق السعر بالنسبة للمستهلك وحسب، وإنما لجودة المنتج الذي ينتقل من الأرض إلى البسطة مباشرة، وخلوه من الثمار الرديئة والتالفة التي عادة ما يجدونها ضمن خضار سوق الهال والمحلات التجارية، بسبب تأخر بيعها لعدة أيام تذهب بين تنقلها من المزارع إلى التجار ثم إلى سوق الهال فالمحلات التجارية. وأشار إلى أنه "ورغم خفض السعر عن السوق يبقى سعرها بالنسبة للمزارع أفضل من البقاء تحت رحمة التجار وبيعها لهم بسعر الجملة الذي لا يتجاوز نصف ثمنها الحقيقي".
من جانبه، قال المهندس الزراعي إبراهيم العلي لـ"العربي الجديد" إن بيع المزارعين للمنتجات بالمفرق فكرة جيدة وقابلة لتحقيق المزيد من الربح، غير أن ذلك يمكن أن يكلف المزارع الكثير من النفقات الإضافية، كوجود محلات بيع خاصة أو بسطات متعددة وأماكن استراتيجية متنوعة تستوعب الكميات الكبيرة من المنتجات المزروعة. ولفت إلى تعرض المزارعين المستمر للخسائر في الآونة الأخيرة، بسبب غلاء البذار ومياه الري والمبيدات الحشرية وانتشار الآفات الزراعية وغلاء اليد العاملة وأجور النقل ومنافسة المنتجات التركية المستوردة، إضافة إلى احتكار التجار وتحكمهم بالأسعار وتصدير المنتجات. وشدد على ضرورة وجود جهة تمثل المزارعين في المنطقة وتساندهم، وتعمل على حل مشكلاتهم ودعم مشاريعهم وحمايتهم من الاستغلال والخسائر المتكررة، وخاصة لما تعتبره الزراعة في إدلب من مخزون غذائي مهم في مواجهة الحصار والحروب المستمرة.