أصبح تأمين المياه تحدياً كبيراً للأسر الفلسطينية التي تعيش في قطاع غزة تحت القصف والحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع، الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، حيث يضطر الناس إلى شرب المياه غير الصالحة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة، التي أبلغت عن حالات انتشار الأمراض عن طريق شرب المياه الملوثة وسوء الظروف الصحية.
وقد تضاعف سعر المياه المعبأة منذ بدء الحرب. وفي حين دخلت حوالي 20 شاحنة محملة بإمدادات الطوارئ إلى غزة، يوم السبت الماضي، من مصر بعد مفاوضات مطولة، و14 شاحنة أخرى يوم الأحد، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت تحمل مياهاً.
ووصفت الأمم المتحدة المساعدات التي سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخولها بأنها "قطرة" مقارنة باحتياجات السكان. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن المساعدات حتى الآن لا تمثل سوى 4% من المتوسط اليومي الذي تم إرساله قبل الحرب.
تقول هناء أبو عودة التي تتقاسم مع 40 شخصاً منزلاً في رفح، جنوب قطاع غزة "ما نحصل عليه من مياه لا يكاد يكفي للشرب"، مشيرة إلى أنهم لم يتمكنوا من الاستحمام منذ أكثر من أسبوع.
وأضافت: "نعطي الأولوية للأطفال ونمسح أجسادنا بقطعة قماش مبللة، بينما لا يزال الجو حاراً جداً هنا، وهذا يسبب لنا مشاكل جلدية".
ويتلقى القطاع عادة المياه من مزيج من الآبار وخط أنابيب من الجانب الإسرائيلي ومحطات تحلية المياه على البحر الأبيض المتوسط.
لكن الاحتلال فرض حصاراً مطبقا على القطاع بقطع المياه والكهرباء وإمدادات الوقود ومنع دخول الغذاء. وتسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء في توقف محطات ومرافق ضخ المياه، فضلا عن توقف الشاحنات عن نقل صهاريج المياه بين المناطق في القطاع.
وفي خانيونس، جنوب قطاع غزة، وقف محمد النجار (45 عاماً) في طابور طويل أمام نقطة توزيع المياه. وكان قد أحضر عربة يجرها حمار تحمل خزاناً سعة 500 لتر، ويأمل أن يتمكن من ملئه بالماء. وأضاف: "لا يوجد ماء أو كهرباء".
وقال إن 30 نازحاً لجأوا إلى منزله، مؤكدا أنه في بعض الأحيان يستغرق الأمر ساعات للحصول على الماء، بغرض استخدامه في الشرب والطبخ وغسل الأيدي والوضوء فقط.
وقال سكان إن أسعار الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الخاصة للتعويض عن انقطاع التيار الكهربائي ارتفعت ثلاثة أضعاف. ويعتمدون على العربات التي تجرها الحمير لجلب المياه والقيام بمهمات أخرى، حيث لم يبق لديهم سوى القليل من البنزين.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن الناس في جميع أنحاء غزة إما ليس لديهم مياه على الإطلاق أو إمدادات محدودة.
وأضافت توما أنه حتى في ملاجئ الأونروا، فإن هناك ندرة في مياه الشرب. وتابعت "الماء هو الحياة.. والمياه تنفد من غزة".
ويوم الأحد الماضي، حذرت الأونروا من أن الأسوأ قادم. وقالت المنظمة في بيان لها، إنه خلال ثلاثة أيام "سينفد الوقود الضروري لاستجابتنا الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة"، مؤكدة انه "بدون الوقود، لن يكون هناك ماء، ولن تكون هناك مستشفيات ومخابز عاملة، ما يؤدي إلى المزيد من خنق الأطفال والنساء وشعب غزة".