تُصنع من أعواد الحنّة... سلال الخبز المصرية تقاوم ‏الانقراض

18 يونيو 2021
تراجعت مبيعات السلال وارتفعت أسعارها كثيراً مقارنة بالسابق (Getty)
+ الخط -

لم تعد صناعة وتجارة سلال الخبز البلدي (الفلاحي) مربحة كما ‏كانت سابقا، لانخفاض الطلب عليها نتيجة انصراف الناس ‏عن صناعة الخبز المنزلي، بمن فيهم الفلاحون، الذين يفضلون ‏بيع القمح والذرة، أو تخزينهما كعلف للحيوانات، والاعتماد على ‏شراء الخبز الجاهز من الأفران" الطابونة" التي تشرف عليها ‏وزارة التموين، بالإضافة لارتفاع أسعار حطب الحنة الذي تصنع ‏منه هذه السلال.‏

يقول علي وائل، تاجر وصانع سلال، لـ"العربي الجديد"، إن سعر طن الحطب ‏الذي يأتي من أسوان ارتفع إلى 1800 جنيه للطن بعد أن كان في ‏سنوات سابقة 300 جنيه، لذلك لم تعد التجارة أو الصناعة ‏مربحة كما كانت في سنوات سابقة، إذ كنت أحصل شهريًا على ‏‏1500 جنيه، كنت أدخر منها 500 جنيه، اليوم أحصل على ‏‏5 آلاف جنيه، لكنها تكفي تكاليف المعيشة فقط.‏

ويشير إلى أن "الصنايعية" هجروا العمل في "ورش الحنة"، ‏نتيجة أن العائد لم يعد مجزيًا، فأجرة اليوم (11 ساعة) لا تتعدى ‏‏100 جنيه، بخلاف أنه عمل يحتاج مثابرة نتيجة الجلوس لفترات ‏طويلة.‏

ويتذكر أنه كان ثمن السلة الواحدة "المشنة" في الماضي يصل ‏إلى 75 قرشًا (الجنيه 100 قرش)، أما اليوم فيتراوح السعر من ‏‏10 إلى 20 جنيهاً بحسب المقاس.‏

 

ويشكو التاجر المتجول محمد علي من تراجع دخل ‏تجارته في أدوات الخبز الفلاحي وكذلك حصير صناعة الجبن ‏وأقفاص الطيور، إلى حوالي 200 جنيه في اليوم (ثمن البضاعة ‏مع الربح)، بعد 500 جنيه في سنوات سابقة، لافتًا إلى أن هذا ‏الدخل لا يكفي للإنفاق على أسرته، فيضطر أحياناً للنزول إلى ‏العمل في "المعمار".‏

ويوضح أنه كان في السابق يبيع 100 سلة خبز "مشنة"، مقابل ‏‏20 اليوم، لذلك يكتفي أحيانًا بهامش ربح لا يتعدى 5 جنيهات، ‏ومرات أخرى يبيع القطعة بأصل ثمنها، بدلًا من تكاليف تحميلها ‏ونقلها بين الأسواق.‏

المساهمون