لم تعد صناعة وتجارة سلال الخبز البلدي (الفلاحي) مربحة كما كانت سابقا، لانخفاض الطلب عليها نتيجة انصراف الناس عن صناعة الخبز المنزلي، بمن فيهم الفلاحون، الذين يفضلون بيع القمح والذرة، أو تخزينهما كعلف للحيوانات، والاعتماد على شراء الخبز الجاهز من الأفران" الطابونة" التي تشرف عليها وزارة التموين، بالإضافة لارتفاع أسعار حطب الحنة الذي تصنع منه هذه السلال.
يقول علي وائل، تاجر وصانع سلال، لـ"العربي الجديد"، إن سعر طن الحطب الذي يأتي من أسوان ارتفع إلى 1800 جنيه للطن بعد أن كان في سنوات سابقة 300 جنيه، لذلك لم تعد التجارة أو الصناعة مربحة كما كانت في سنوات سابقة، إذ كنت أحصل شهريًا على 1500 جنيه، كنت أدخر منها 500 جنيه، اليوم أحصل على 5 آلاف جنيه، لكنها تكفي تكاليف المعيشة فقط.
ويشير إلى أن "الصنايعية" هجروا العمل في "ورش الحنة"، نتيجة أن العائد لم يعد مجزيًا، فأجرة اليوم (11 ساعة) لا تتعدى 100 جنيه، بخلاف أنه عمل يحتاج مثابرة نتيجة الجلوس لفترات طويلة.
ويتذكر أنه كان ثمن السلة الواحدة "المشنة" في الماضي يصل إلى 75 قرشًا (الجنيه 100 قرش)، أما اليوم فيتراوح السعر من 10 إلى 20 جنيهاً بحسب المقاس.
ويشكو التاجر المتجول محمد علي من تراجع دخل تجارته في أدوات الخبز الفلاحي وكذلك حصير صناعة الجبن وأقفاص الطيور، إلى حوالي 200 جنيه في اليوم (ثمن البضاعة مع الربح)، بعد 500 جنيه في سنوات سابقة، لافتًا إلى أن هذا الدخل لا يكفي للإنفاق على أسرته، فيضطر أحياناً للنزول إلى العمل في "المعمار".
ويوضح أنه كان في السابق يبيع 100 سلة خبز "مشنة"، مقابل 20 اليوم، لذلك يكتفي أحيانًا بهامش ربح لا يتعدى 5 جنيهات، ومرات أخرى يبيع القطعة بأصل ثمنها، بدلًا من تكاليف تحميلها ونقلها بين الأسواق.